لم تكن دور العبادة في المدن التي سيطر عليها المتمردون الحوثيون وقوات علي عبد الله صالح بمنأى عن الانتهاكات والتخريب والتدمير، فدمروا بعضها باستهداف مباشر أو غير مباشر بالقصف العشوائي، أو بتحويل بعضها إلى ثكنات عسكرية ومخازن أسلحة وغير ذلك، بحسب تقرير لشبكة “سكاي نيوز”.
استهداف غير مبرر
هذا الاستهداف غير المبرر لدور العبادة دفع بمفوضية حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة للإعراب عن قلقها البالغ إزاء الهجمات التي استهدفت المساجد والكنائس في اليمن عموماً ومدن الجنوب خصوصاً، بالإضافة إلى إعرابها عن القلق جراء استهداف البنية التحتية في اليمن، وبخاصة المستشفيات والمدارس.
وحثت المفوضة جميع الأطراف على التمييز، في جميع الأوقات، بين الأهداف المدنية والعسكرية، وتجنب أي أثر للعنف على المدنيين.
كانت دور العبادة في محافظة عدن الأكثر استهدافاً من قبل الحوثيين أثناء سيطرتهم عليها ومحاولتهم السيطرة على مدينة عدن نفسها، وقبل إخراجهم منها أيدي قوات الشرعية والمقاومة الشعبية.
استهداف المساجد وانتهاك حرمتها
ووفقاً لـ”سكاي نيوز”، فقد استهدف الحوثيون غالبية المساجد في عدن ومدن الجنوب، بداية “لأنها كانت تنادي الشباب للانضمام للمقاومة ضد المتمردين الحوثيين”، فاستهدفتها بقذائف الهاون والأسلحة ذات العيار المتوسط والثقيل.
وكانت المساجد والجوامع في حي دار سعد وحي البساتين ودوار المجسم وبئر أحمد الأكثر استهدافاً، سيما مسجدي الرحمة في دار سعد وأبو بكر الصديق في حي البساتين بعدن.
لم يقتصر استهداف الحوثيين لدور العبادة على قصفها وإطلاق النار عليها، بل استخدموها كمنصات للحماية، فعلى سبيل المثال، قام المتمردون الحوثيون في مارس 2015، بشن حملة قصف بواسطة 3 دبابات على الأقل كانت تستحكم بالقرب من مسجدي داوود والرحمة في دار سعد.
كذلك وصلت انتهاكات الحوثيين لدور العبادة في المناطق الخاضعة لسيطرتهم إلى حد استخدامها كثكنات ومستودعات للأسلحة، خصوصاً في التواهي والمعلا وكريتر بمحافظة عدن.
وذهب المتمردون الحوثيون أبعد من ذلك عندما حولوا المساجد إلى ماكن لمضغ وتخزين القات، بحسب ما أفاد شهود عيان في المناطق التي كانت خاضعة لسيطرتهم.
وسبق للحوثيين أن قصفوا مسجداً بإحدى قرى رداع في محافظة البيضاء وسط اليمن، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى.
ووفقاً لما ذكرته وسائل إعلام في عدن، فقد قصف الحوثيون نوفمبر 2014 مسجداً بقرية خبزة في رداع، وذلك انتقاماً من المنطقة التي صدتهم وقتلت 9 منهم أثناء محاولة المتمردين الحوثيين اقتحام القرية.
نهب وتخريب كنيسة
ولم تسلم الكنائس في محافظة عدن، من انتهاكات الحوثيين، ففي مايو الماضي اقتحم المتمردون الحوثيون كنيسة القديس سانت آنتوني، التابعة للطائفة الكاثوليكية، في مدينة التواهي بمحافظة عدن.
ونهب المتمردون الحوثيون كل محتويات الكنيسة التي كانت تقدم خدمات طبية لمعالجة مرضى العيون، إضافة إلى ممارسة الشعائر الدينية.
كما قام الحوثيون بنهب عيادة الأمومة والطفولة التابعة الكنيسة، واتهموا من وصفوهم بـ”عناصر القاعدة وداعش” بنهبها وتخريبها، وهو أمر نفاه أبناء المنطقة.