نون والقلم

المتنافسون على الرئاسة الاميركية يتقاذفون بالوحل

بعد أشهر من تبادل المتنافسين على الرئاسة الأميركية الاتهامات والإهانات والعنتريات دخلت انتخابات الرئاسة مرحلة العد العكسي، ففي أقل من شهر ستبدأ الانتخابات التمهيدية عندما يختار أعضاء كل حزب في هذه الولاية أو تلك، مرشحهم للرئاسة.

الشهر المقبل، شباط (فبراير)، سيقدم مؤشراً واضحاً إلى حظوظ المتنافسين، ففي التاسع منه تشهد ولاية نيو هامبشير الانتخابات التمهيدية الأولى بمشاركة أعضاء الحزبين الجمهوري والديموقراطي. في 20 من الشهر، انتخابات تمهيدية للجمهوريين في ساوث كارولاينا، وفي 27 شباط انتخابات الديموقراطيين في الولاية نفسها.

هناك مناظرة بين المتنافسين الجمهوريين في 28 من هذا الشهر. والمناظرة السابقة لها، هذا الشهر أيضاً، شهدت تبادل إهانات بين دونالد ترامب وتد كروز ما يعكس مستوى الحزب الجمهوري كله، وقد أيدت سارة بيلين، المرشحة السابقة لمنصب نائب الرئيس، ترامب ما يرفع أسهمه بين الناخبين المحافظين.

وإذا انتهى الشهر من دون مؤشرات واضحة إلى مرشحي الحزبين، فشهر آذار (مارس) يجب أن يحسم الموضوع، فهو يبدأ بما يسمونه «سوبر ثلثاء» عندما تجرى انتخابات تمهيدية في أول يوم ثلثاء من الشهر بمشاركة الحزبين في 11 ولاية في طول البلاد وعرضها.

الانتخابات التمهيدية يتخللها شيء أترجمه بتصرف إلى «مؤتمر حزبي» فأعضاء كل حزب يعقدون مؤتمراً يختارون فيه ممثليهم إلى المؤتمر العام للحزب الذي يختار مرشحه للرئاسة. والمؤتمر الحزبي الأول سيكون في 1/ 2 في أيوا، وهناك مؤتمران مثله في آذار ونيسان (أبريل) وتقريباً كل شهر لاحق حتى حزيران (يونيو) عندما تنتهي الانتخابات التمهيدية.

خبراء عدة في الانتخابات يتوقعون أن ينفق المتنافسون على الرئاسة نحو مئة مليون دولار لتبادل الشتائم ورمي أحدهم الآخر بالوحل في إعلانات تلفزيونية هذا الشهر. وكان المرشح الجمهوري المتقدم دونالد ترامب قدم الدعاية الأولى له وشملت مرة أخرى هجوماً من ترامب على المسلمين من مواطنين أو مهاجرين فهو لا يريدهم في بلاده. ويبدو أن ترامب سعيد بسمعته كشرير الانتخابات لذلك هو عطف أخيراً على السيناتور تد كروز الذي يُقال أن فرص نجاحه طيبة، وسأل إن كان يحق للسيناتور من تكساس الترشُّح للرئاسة فهو ولِدَ في كالغاري، بكندا، لأم أميركية وأب مكسيكي، فيما الدستور ينصّ على أن يكون الرئيس «أميركي المولد».

كروز سخِر من المرشح الآخر السيناتور ماركو روبيو، وهو أيضاً ولِد لأبوين مهاجرين من المكسيك، وقال أن روبيو يفضل ارتداء حذاء أو جزمة كاوبوي من صفاتها كعب عالٍ، وبالتالي فالتصويت له هو انتخاب الكعب العالي هذا.

أسوأ مما سبق أن كروز تعهد بإبادة الدولة الإسلامية المزعومة إذا انتخِبَ وطريقته المفضلة قصفها حتى لا يبقى لها أثر. وكان ترامب صريحاً كعادته، ففي خطاب لأنصاره في كولومبوس، في ولاية أوهايو، سأل نفسه هل سيوافق على تهديد السجناء بالغرق لانتزاع اعترافات منهم، ورد قائلاً: حتماً سأفعل. المرشحون جميعاً يعارضون محاكمة رجال الاستخبارات الذين عذبوا السجناء.

ما سبق شرحته مجلة «ذي نيشن» الليبرالية في موضوع عنوانه «المرشحون للرئاسة الأميركية يعدون علناً الآن بارتكاب جرائم حرب».

في غضون ذلك، تواجه هيلاري كلينتون منافسة قوية من السيناتور بيرني ساندرز، لذلك كانت المواجهة التلفزيونية الأخيرة بينهما حادة وتبادلا تهماً ربما كان بعضها صحيحاً. كلينتون ردّت بدخول زوجها بيل كلينتون، الرئيس السابق، حلبة السباق، وهو ألقى خطاباً في ناشوا، في ولاية نيو هامبشير، مؤيداً زوجته وعارضاً إنجازاتها. طبعاً دخول بيل كلينتون معركة الانتخابات جعل متنافسين كثيرين ينبشون ماضيه مركزين على فضائحه من جنس وغيرها. وهم ما كانوا في حاجة إلى قصة حياة كلينتون، فعند كل واحد منهم وحلٌ كافٍ يقذف به منافسيه.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى