تزعم تقارير إعلامية إسرائيلية ، أن ثمة استعدادات مكثفة من قبل الجيش الروسي والسوري والإيراني ومليشيات حزب الله، لبدء هجوم واسع النطاق، يعد الأكبر من نوعه منذ اندلاع الحرب السورية قبل خمس سنوات تقريبا، يستهدف احتلال مدينة حلب، ثاني أكبر المدن السورية، والقضاء على قوى المعارضة المختلفة التي تسيطر على أجزاء من المدينة ومحيطها.
خطة روسية
وتكمن الخطة الروسية، بحسب موقع “ديبكا” الإسرائيلي، المتخصص في التحليلات العسكرية والاستخباراتية، في تغير عقيدة الجيش السوري، وتحويله من جيش يتراجع في أغلب الأحيان أمام هجمات المعارضة، إلى جيش مفعم بالروح القتالية، بحيث يمكنه بعد خمس سنوات من الحرب، التي استنزفته، العودة من جديد وامتلاك القدرة على احتلال مدن كبرى مثل حلب، التي يقطنها أكثر من مليون سوري.
وتمتلك القيادة العسكرية الروسية، قناعات بأن الجيش السوري النظامي أصبح مختلفاً اليوم، مقارنة بالصورة التي نسجت له طوال السنوات الأخيرة، وأن تغيير الصورة بدأ مع التواجد العسكري الروسي منذ سبتمبر العام الماضي.
وتسبب الإسناد الجوي الروسي، والدعم اللوجيستي والاستخباراتي للقوات السورية، في استعادة القيادات الميدانية السورية للروح المعنوية، التي كانت قد انهارت بفعل الفشل في السيطرة على الأوضاع، ما أعاد إليهم الدافع للعودة والقتال.
حرب روبوتات
وضربت المصادر، مثالا بالمقاتلة الآلية الروسية من طراز (بلاتفورم – إم/ Platform-M)، والتي كان قد كشف عنها النقاب للمرة الأولى خلال “مهرجان الرياضات العسكرية على شرف القوات البحرية الروسية”، في يوليو الماضي.
وأظهرت هذه الآلة القاتلة، قدرتها على تحييد أهدافها خلال المهام العسكرية، وتعمل إلى جوار القوات العسكرية، مجهزة بقاذفات وقنابل، ورشاشات كلاشينكوف، كما تحمل مجموعة متنوعة من الأسلحة مثل قاذفة “AGS-30″، ونظم “كورنيت” المضادة للدبابات، ويمكنها اكتشاف الأهداف والقضاء عليها.
وحلت هذه الآلة الروسية، محل مئات الجنود في مهام مختلفة، حيث تقوم عبر التحكم بها عن بُعد من مكان آمن، بحماية منشآت عسكرية وطرق رئيسية تستخدمها القوات السورية والمليشيات الأخرى، وبمقدورها اكتشاف الأهداف المعادية من مسافات كبيرة، والمبادرة بتدميرها بذخائرها المختلفة.
وكان رئيس هيئة الأركان العامة الروسية، الجنرال فاليري غيراسيموف، قد أشار في وقت سابق إلى أن الجيش الروسي يبحث عن وسائل لتحويل العمليات القتالية في سوريا إلى “حرب الروبوتات”، وهو أمر يعتقد المراقبون العسكريون أنه غير قائم بعد، ولكن الساحة السورية، قد تكون مختبرا لهذا الأسلوب القتالي الحديث.