نون والقلم

ذهب روحاني المغموس في الدم

نحن مقبلون علي مرحلة أكثر قتامة من كل المراحل التي مررنا بها منذ تولي أصحاب العمائم السلطة في إيران ، المنطقة كلها ستشهد أحداثاً متلاحقة بعد أن افلت ” الشيطان ” بمباركة من أوباما ومن يدور في فلكه .

إيران المنفلتة ، هي إيران المتغطرسة ، وهي إيران المغرورة ، وهي إيران الغارقة في الأحلام و الأوهام ، ومن كان كذلك لا تبحثوا عن العقل والمنطق في تصرفاته ، لأنكم لن تشاهدوا غير الاعتداد بالنفس في ظل ظروف تراكمت فيها الأحقاد ، ونمت حولها الأطماع ، فإذا زدنا علي ذلك الحمق كانت الكارثة .

يظن الرئيس الإيراني حسن روحاني أن يوم أمس يمثل “صفحة ذهبية في التاريخ الإيراني” ، فقد رفعت العقوبات عن نظامه ، وبدأت مليارات الأرصدة المجمدة تذهب إلي الخزينة في طهران ، وحانت لحظة قطف الثمار دون التفات إلى الشوك الذي يحيط بها ، هو فقط يفكر في صهر الذهب ليكتب به ما يعتقد بأنها حقبته ، وينسي بأن الهيجان لاينتج ذهباً ، لا في التاريخ الحاضر ولا في القادم من الأيام ، انه  اعتقاد خاطئ لدي روحاني وغيره من الذين يعتقدون بأن ” المارد”  كما يظنون أنفسهم قد أطلق ، وأن المنطقة مكشوفة لهم ، وقد تشعبت أذرعهم لتعيث فساداً في كل بقعة آمنة ، أما البقاع والمناطق المضطربة فقد زادوها اضطراباً ، ولم يكن تصريح قائد الحرس الثوري المدعو جعفري قبل بضعة أيام إلا مقدمة للسيناريوهات الإيرانية في الفترة القادمة ، فهو يتفاخر ، ويعلنها بكل ثقة ، ودون خوف من أحد ، بأن بلاده تملك 200 ألف مقاتل في العراق وسوريا واليمن وأفغانستان وباكستان ، وربما يكون قد أخفي دولاً، والأكيد أنه لم يتحدث عن الخلايا النائمة من العملاء، وعن أولئك الذين يهربون السلاح ويزرعون المتفجرات وينفذون أوامر الاغتيالات ويشعلون الفتن في الدول الإسلامية ، هو تحدث فقط عن المقاتلين ، ففي صفوف من يقاتل هؤلاء ؟ خاصة في باكستان وأفغانستان التي لم نسمع أنها تحالفت مع إيران  أو حرسها الثوري ، ولكننا نسمع ونري ونحصي أعداد القتلي في تفجيرات المساجد والأسواق بهاتين الدولتين ، ونفس الشيء يحدث في المناطق المحررة من اليمن ، أما في العراق وسوريا فالدور واضح ، وما حدث الأسبوع الماضي من ” الحشد الشعبي” وهو ميليشيا إيران في العراق كان مخزياً إلي درجة أن المرجع الشيعي السيد علي السيستاني حمل الحكومة مسؤولية حماية ” أهل السنة ” ومساجدهم من ذلك الحشد العنصري .

إيران تريد اضطراباً في كل دول المنطقة ، ذلك هو هدفها المنشود ، ومن خلال الاضطراب تريد أن تجد معبراً إلي الشأن الداخلي في بلاد العرب غرباً ووسط آسيا شرقاً ، و ما قاله ” روحاني” يوم أمس لم يكن تعبيراً بلاغياً بقدر كونه تصريحاً بما يخالجه من مشاعر ، فهو يظن أن الصفحة الذهبية التاريخية قد فتحت يوم أمس ، وبلا شك هو وأعوانه يستعدون لكتابة تاريخ جديد ، هم يريدون أن يخطوه بأيديهم ، عبر الدمار ، وعبر الموت ، لا يهم ، بالنسبة إليهم الوسيلة ليست عائقاً ، وليست مانعاً ، حتى وإن غمس الذهب في الدم .

إيران مندفعة بعد أن أفلت لجامها ، وقد تدخلنا جميعاً في نفق مظلم ، ولكنها لن تكون بعيدة ، لن تقاتل في أفغانستان واليمن وتكون بعيدة ، ولن تفجر وتهرب السلاح وتكون بعيدة ، ولن تضع أجندات حرب عند غيرها وتأمن هي ، فالدمار سيطالها ، والموت سيمزقها ، والسواد سيلفها ، فهي قد صنفت نفسها ، واختارت إعلان العداء لكل جيرانها ، وأيضاً لمن هم وراء جيرانها ، ومن حسم أمره ، وقرر أن يتصدي لها ، يملك كل ما تملك إيران ، يملك القوة التي تردع ، ويملك الوسائل التي تعيد العقل إلي مكانه ، ويملك أيضاً ما لا تمتلكه إيران ، أنه يملك الحق ليواجه الباطل ، وإيران تسير بخطي حثيثة علي طريق الباطل ، وتسعي بإرادة أولئك “المعممين ” أن تشيع الدمار والخراب ، وفي مواجهتها هناك من يبني ويشيع الأمل ، ولهذا نحن علي قناعة بان هذه الأمة قادرة علي مواجهة المستقبل بكل تداعياته ، لسنا متشائمين ، ولسنا مترددين ، لأننا ننظر إلى بقعة الضوء التي تخترق ذلك السواد المنثور حولنا حقداً وكراهية ، والمنفلت اليوم بعد أن قطعت ” سلاسله “سيربط غداً .

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى