غير مصنف

هل حاول شاه إيران الاتصال بالإمام الصدر وما هو دور القذافي؟

في تصريحات لوزير الخارجية السعودي عادل الجبير لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) قال فيها إنه يأمل بانطلاق المحادثات بين الحكومة السورية وجماعات المعارضة في موعدها المقرر في 25 كانون الثاني (يناير).

وشدد على أن المواجهة السعودية مع إيران لن تؤثر على المحادثات السورية، لأن طاولة التفاوض ستكون بحضور ممثلين عن الأطراف السورية فقط ولكن الجبير أعاد اتهاماته لإيران بأنها تتصرف بطريقة غير مسؤولة تؤثر على استقرار المنطقة.

وعبر وزير الخارجية عن التزام بلاده بالعملية الإنتقالية في سوريا أو ما تسمى عملية جنيف، ومبادئ جنيف والمبادئ المنصوص عليها في قرارات مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة، على الرغم من الخلافات مع إيران. وكانت السعودية قد قطعت العلاقات الدبلوماسية مع إيران بعد أن هاجم متظاهرون في طهران مبنى السفارة السعودية، احتجاجا على إعدام السعودية لرجل الدين السعودي الشيعي نمر النمر. ويرى آرون ديفيد ميللر نائب مدير «المبادرة الجديدة» في مركز وودرو ويلسون للباحثين وجيسون برودسكي، المستشار الخاص لنائب مدير «المبادرة الجديدة» في المركز نفسه أن الخلافات السعودية- الإيرانية ستظل مستمرة مما يقلل من قدرة الولايات المتحدة على تشكيل العلاقات بينهما أو الوقوف أمام إصرار البلدين للحفاظ على مصالحهما.

وفي مقالتهما التي نشرتها «فورين أفيرز» قالا إن «أي واحد يعتقد ان المرحلة الحالية من التوتر بين السعودية وإيران هي مجرد خلاف عابر عليه أخذ نفس عميق والحفاظ على هدوئه». فمع أن الأزمة الحالية لن تؤدي إلى حرب عسكرية مباشرة إلا أن التنافس الحار سيظل «معنا ولمدة غير قصيرة». فالحرب السعودية- الإيرانية الباردة تعتبر معلما من معالم الشرق الأوسط الجديد. ويقدم الباحثان أسبابا لهذا.

الثورة الإسلامية

الثورة الإسلامية الإيرانية من بين هذه الاسباب، وصعود الملالي في نهاية السبعينيات من القرن الماضي أكدت وجود تنافس بين الرياض وطهران. ومع ذلك فالتوتر الحالي ليس له علاقة بتغير طبيعة البلدين وكيف ينظر كل واحد منهما إلى دوره في المنطقة «وبعبارة قصيرة هذه ليست إيران والسعودية في التسعينيات من القرن الماضي».

فالسعودية في حالة دفاع عن النفس وهي تواجه سلسلة من التحديات النابعة من تراجع أسعار النفط والحملة المكلفة ضد المتمردين الحوثيين في اليمن وصعود نفوذ إيران. وتشعر الرياض بالغضب من تقارب الولايات المتحدة مع إيران وعدم فعل شيء للضغط على نظام بشار الأسد لوقف الحرب الأهلية. وهو ما دفع السعودية للتصرف بجرأة غير معهودة كما في اليمن وسوريا حيث دعمت الجماعات السنية المقاتلة ضد نظام الأسد وأعدمت في بداية هذا الشهر 47 شخصا بمن فيهم النمر كتحذير للمعارضة داخل السعودية وفي الخارج ممن يريد تحدي المملكة. وفي المقابل تشعر إيران بالشجاعة بسبب الإتفاق النووي الذي سيؤدي لرفع العقوبات عنها وتزويدها بمليارات الدولارات من الأرصدة الإيرانية المجمدة.

كما أن إيران مصرة في الوقت نفسه على مواصلة تعزيز نفوذها في المنطقة ودعم الأسد والجماعات الشيعية المؤيدة لها في العراق وحزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن. وواصلت إيران فحصها لحدود الإتفاق النووي من خلال برنامج الصواريخ الباليستية. وفي هذا السياق فإن إقناع السعودية حلفاءها من دول الخليج بتخفيض مستويات التمثيل الدبلوماسي لن يقدم إلا «ذخيرة» جديدة للمحافظين الإيرانيين للوقوف أمام التحالف السني.

مفترق طرق

وهنا يرى الكاتبان أن إعدام النمر يأتي في وقت تعيش فيه كل من طهران والرياض على مفترق طرق سياسي وتشهدان صعودا للتيار المحافظ فيهما. وسيستفيد المحافظون الإيرانيون من السخط الشعبي على إعدام النمر وسيجيرونه في انتخابات مجلس الخبراء والبرلمان. ويحاول المحافظون قصقصة أجنحة الرئيس حسن روحاني الذي تعززت قوته بسبب الاتفاق النووي وينظر له كوكيل التقارب مع السعودية نظراً لعلاقته القريبة مع علي أكبر هاشمي رفسنجاني المعروف بعلاقاته مع قادة السعودية.

وتعاون روحاني مع رفسنجاني في التسعينيات من القرن الماضي لبدء حوار دبلوماسي حول التعاون الأمني بين البلدين. ودعا روحاني عام 2014 لعلاقات دافئة مع منظمة الدول المنتجة والمصدرة للنفط «أوبك». وناقش رفسنجاني في مقابلة الصيف الماضي بأن علاقة إيران مع السعودية تعتبر أولوية. وعليه فالرهانات الانتخابية كبيرة. فمجلس الخبراء هو من يقوم بانتخاب المرشد الأعلى. وفي ضوء التقارير التي تتحدث بين الفينة والأخرى عن مرض المرشد الحالي آية الله علي خامنئي فأعضاء المجلس القادم هم من سيختارون المرشد الجديد. وهناك حديث يدور حول الأسماء المتداولة لخلافته. وفي الرياض دفعت عدة تحديات تتعلق بالنفط والميزانية والتهديدات النابعة من تنظيم الدولة الإسلامية العائلة الحاكمة لتعزيز دعمها وسط المحافظين من المؤسسة الدينية. ومن هنا فالهجوم على السفارة وإعدام النمر يناسب الرؤية التي يدعو لها الملك سلمان بن عبدالعزيز وهي الوقوف في وجه الطموحات الإيرانية.

تداعيات

وعن تداعيات الصدع بين البلدين يقول الكاتبان إنه سيترك آثاره على مسارح أخرى في الشرق الأوسط خاصة العراق وسوريا. وينظر الكاتبان لدعوة العراق للتوسط بين البلدين كمحاولة لاسترضاء السنة العراقيين الذين تعتبر بغداد تعاونهم مهماً في الحرب ضد تنظيم الدولة. مع أن جماعات شيعية عراقية طالبت بقطع العلاقات مع السعودية.

وفي سوريا ستتأثر المحادثات المقبلة حول المرحلة الانتقالية وبدا هذا واضحاً من طلب وزير الخارجية السوري وليد المعلم قائمة بأسماء الجماعات المعارضة التي ستشارك في المؤتمر. ورغم تأكيد وزيري خارجية البلدين عدم تأثر محادثات جنيف بالخلاف بين بلديهما إلا أن الخطاب من المشاركين لا يزال حاداً، مثل تصريحات حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله. ويعتقد الكاتبان أن تطورات كهذه قد تؤدي لسوء تقدير وسوء فهم.

وبدا هذا واضحاً في المسار السوري حيث يتأثر بحالة عدم الثقة بين البلدين والمستفيد الوحيد من الخلافات هو تنظيم الدولة الإسلامية الذي يواصل عملياته الدولية وكان آخرها عملية جاكرتا. وفي ضوء تراجع الدور الأمريكي في المنطقة فستظل قدرة واشنطن على احتواء الأزمة محدودة. وهي الآن بين رحى حليف تقليدي يشك بمصداقية صديقه وبين عدو يراهن على تعاونه لإنجاح الإتفاق النووي. وفي النهاية فليس على واشنطن إلا لوم نفسها، فهي المسؤولة عن الحرب السعودية – الإيرانية كما تناقش كيم غطاس بمقال نشره موقع مجلة «فورين بوليسي».

من المسؤول؟

وناقشت غطاس قائلة إن الولايات المتحدة لا يمكنها تجنب أو اختيار موقف المتفرج من التنافس الذي يتخمر بين السعودية وإيران، مشيرة إلى أن ما يجري بينهما ليس نزاعاً دينياً بحتاً وليس حرباً أهلية تخص الآخرين بقدر ما هي «عش الدبابير» الذي وضعت واشنطن إصبعها فيه من خلال الاتفاق النووي. ورغم رؤية الإدارة للإتفاق على أنه محاولة لوقف انتشار السلاح النووي وتعديل سلوك إيران إلا أنه لم ولن يكون أبداً حول الأهداف هذه بل عن التحولات التي تركها على المنطقة والتي بدت من خلال المواقف السعودية الحازمة وإعدام النمر. وتشير إلى أن السعودية كان يمكنها أن تؤجل إعدامه لأجل غير معلوم ولا يوجد ما يستدعي شمله مع البقية الذين أعدمتهم. وتضيف أن السعودية كانت تعرف أن إعدامه سيغضب الإيرانيين وسيثير قلق الأمريكيين فلماذا اختارت هذا الوقت بالذات؟

والجواب هو إرسال رسالة واضحة لإدارة أوباما بأن الرياض غاضبة بما فيه الكفاية لدرجة لا تشعر بأنها مجبرة للمشي بحذر مع الإيرانيين كما تفعل واشنطن. ويشعر السعوديون بخيانة الأمريكيين لهم عندما فتح هؤلاء قنوات سرية مع إيران عام 2012 بدون علمهم. وقال وزير الخارجية السعودي السابق الأمير سعود الفيصل إن إيران يجب أن لا تحصل على صفقة لا تستحقها، فيما هدد مدير المخابرات السعودية السابق الأمير تركي الفيصل من أن بلاده قد تبدأ برنامجاً لتخصيب اليورانيوم. ورغم قبول المسؤولين في السعودية ودول الخليج بالإتفاق النووي إلا أنهم أكدوا أنهم سيراقبون الطريقة التي ستعالج فيها واشنطن التصرفات العدوانية الإيرانية في المنطقة، خاصة الحرب غير المتكافئة في المنطقة حالة سمح للإيرانيين بمواصلة برنامجهم النووي. وتشير الكاتبة إلى الجهد الكبير الذي بذلته الولايات المتحدة لإقناع الحلفاء الخليجيين دعم التقارب مع إيران. وقبل السعوديون كبادرة حسن نية بالجلوس مع الإيرانيين على نفس الطاولة في فيينا.

ورغم تعهد الولايات المتحدة تقديم دعم عسكري للسعودية إلا انه لم يعوض عن التقارب مع طهران. وتقول إن السعوديين شنوا حرباً في اليمن نتيجة للفراغ الذي تركته واشنطن في المنطقة. ورغم عدم تحقق نتائج الحملة اليمنية إلا أن السعوديين أعلنوا عن تحالف جديد لمكافحة الإرهاب واستبعد إيران. واستأجرت المملكة شركات اسشارية لإعادة تنظيم قواتها المسلحة. وعبرت دول الخليج عن غضبها لتردد أوباما في فرض عقوبات على طهران بسبب برنامج الصواريخ الباليستية.

الجهود في سوريا

وتشير غطاس لمقتل زهران علوش، قائد جيش الإسلام الذي حضرت جماعته الشهر الماضي مؤتمر الرياض واعتبر مقتله ضربة للجهود السعودية. وتتهم المعارضة الطيران الروسي بقتله، وكان الرد الصامت على مقتل علوش من واشنطن أسوأ من الغارة التي قتلته، فهو دليل على عدم رغبة أمريكا لحرف مسار الحرب السورية لصالح المعارضة لنظام الأسد. ويشعر السعوديون بأن طهران وموسكو تحاولان ضرب مصالحهم فيما لا تفعل أمريكا ما يكفي لحماية حلفائهم التقليديين. وموقف أمريكا يتناسق مع تحركاتها السابقة لفك ارتباطها بالمنطقة، مشيرة لتصريحات ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في مقابلته مع مجلة «إيكونوميست» حيث دعا واشنطن للتصرف كدولة عظمى رقم واحد في العالم.

وفي الوقت الذي لا يفهم الأمريكيون خوف السعودية من إيران، فدولتهم أثرى والسنة أكثر عدداً من الشيعة في العالم، لكن السعودية محاطة بتجمعات شيعية على معظم حدودها. ونظراً لعدم فهم الأمريكيين لمظاهر خوف السعوديين فسيقوم هؤلاء بتشديد مواقفهم على كل جبهة في المنطقة من العراق ولبنان وسوريا إلى اليمن. ولن يساعد هذا على تطبيق الإتفاق النووي الذي تراه الإدارة الأمريكية إرث الرئيس. ومع أن العلاقات بين البلدين ظلت متوترة منذ وصول آية الله الخميني للسلطة عام 1979 إلا أن التقارب الأمريكي وبحث أوباما عن اتفاق هو المسؤول عن الحرب الحالية.

وتقول «ربما حاول أوباما التقليل من التنافس أو رفضه بإشارة يد وأن الإنقسام السني – الشيعي عمره قرون، لكن أمريكا تدخلت فيه من خلال الاتفاق النووي». وترى غطاس أن إيران كانت المستفيدة من غزو العراق والإطاحة بصدام حسين ولكن الإتفاق النووي سيكون مرحلة جديدة لسياسة خارجية قوية.

من قتل الصدر؟

وفي سياق له علاقة بالثورة الإسلامية الإيرانية ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» أن هناك علاقة بين اختفاء الزعيم الشيعي اللبناني – الإيراني موسى الصدر ومحاولات محمد رضا بهلوي شاه إيران وقف التظاهرات التي كان يحرض عليها الإمام الخميني من باريس. ويقدم باحث في كتاب سيصدر في الصيف المقبل أعده الأكاديمي المختص في الشرق الأوسط في جامعة كولومبيا أندرو سكوت كوبر رواية جديدة عن اختفاء الإمام الصدر في سبعينيات القرن الماضي. وفي كتابه الذي سيصدر قريبا تحت عنوان «سقوط السماء» أشار إلى أن «الشاه كان على استعداد للتفاوض مع الصدر»، الذي لا يزال اختفاؤه عام 1978 بعد زيارة قام فيها لليبيا يشكل لغزاً كبيراً حتى يومنا هذا. وصدرت كتب وتحقيقات عدة حول مصير الإمام الصدر ذي الشخصية الكارزماتية والذي ولد في إيران وابن عائلة متدينة ذات نفوذ اختار لبنان ليعيش فيها وبقي فيها عقدين مدافعاً عن الشيعة الفقراء. وكانت آخر مرة شوهد فيها في 31 آب/ أغسطس 1978 في مطار طرابلس. وأشار الكثيرون بأصابع الاتهام لاختفائه إلى مخابرات الزعيم الليبي السابق العقيد معمر القذافي، مع أن الدوافع غير واضحة. ويرى الكاتب أن رجال الدين الثائرين في إيران – والذين كان يقودهم آية الله الخميني من المنفى – ربما اعتبروا الصدر تهديدا لهم. ويقول كوبر في الكتاب الذي يتحدث عن آخر أيام الشاه إنه جرت اتصالات سرية بين الشاه والصدر بالرغم من التوتر العلني. ويقول ربما كان الشاه يرغب بعودة الصدر لإيران لإحباط طموحات الخميني في الأشهر التي سبقت الثورة. الأمر الذي لو تم لتغير مسار التاريخ.

العلاقة مع الخميني

ويقدم كوبر أدلة تشير إلى عدم ثقة الصدر في الخميني حيث كان يعتبره «مجنوناً». ويقول أيضا إن الصدر تحدث عن عدم ثقته هذه للشاه. ويعلق كوبر قائلاً «القصة التي ستراها في الكتب لحد الآن هي أن موسى الصدر كان ضد الشاه ومؤيداً للخميني.. ولكن هذا [الكتاب] ينسف هذه الرواية» وتأتي الفقرات التي يذكرها حول الإمام المخفي بناء على مقابلات مع عائلة الشاه ومع رجال دين سابقين في إيران بحسب ما قاله كوبر.

وتحدث المؤلف مع مستشارين سابقين وذوي علاقة مع الشاه والذين قال عنهم إنهم كانوا صامتين أو أنه لم يعيروا اهتماما الأحداث التي سبقت سقوط نظام الشاه. ويضيف كوبر: «كان الشاه على استعداد للدخول في مفاوضات مع موسى الصدر وأزعم أنه كان الأمل الكبير من ناحية تعايش التشيع مع المعاصرة. ولكن اختفاءه حطم ذلك وفتح الطريق أمام التشيع المتطرف في إيران».

ويحمل الكتاب إشارة لخيوط مؤامرة مثيرة ضد الصدر الذي صار شهيداً لشيعة لبنان وبقيت أمل التي أسسها عام 1975 للدفاع عن شيعة لبنان في الحرب الأهلية اللبنانية قوة سياسية ليومنا هذا.

ويشير تقرير الصحيفة للدور الذي لعبه نظام القذافي في اختفاء الصدر ومرافقيه. وهناك بعض المزاعم التي تربط منظمة التحرير باختفاء الصدر وروايات أخرى تقول بأن تبرعات أرسلتها ليبيا لأمل فقدت، وأخرى بأن سوريا كانت تعتبر نفوذ الصدر في لبنان عقبة لطموحاتها هناك أو أن الصدر كان في الجانب الخاسر من صراع شيعي داخلي على السلطة في لبنان. وهناك من يقول إن مخابرات الشاه قامت بقتله. وظل العقيد القذافي يصر على أن الصدر ومرافقيه غادروا ليبيا إلى إيطاليا ولكن هذا الادعاء يصطدم بتحقيقات المحققين الإيطاليين. وأيا كان الحال فالإهتمام بالقضية لا يزال قائما لدرجة تزايدت فيها التوقعات عن احتمال وجود الصدر حياً في أحد السجون السرية على مدى الثلاثين عاما الماضية عندما سقط نظام القذافي عام 2011. وينقل التقرير عن اوغستس ريتشارد نورتون، الأستاذ بجامعة بوسطن «سمعت أيضا عن دور إيراني في اختفاء الصدر»، ويقول إنه أيضا يعتقد بأن الصدر «تقارب مع الشاه – ولا شك في أنه كان يحصل على تمويل من الشاه». وقال كوبر إن كتابه يقدم المعلومات التي لم تنشر حول الاتصالات بين الصدر والشاه. ومنها تحذير بعث به الصدر للشاه حول المحاضرات الهدامة لآية الله الخميني وعرض في أوائل صيف عام 1978 قبل أسابيع قليلة من اختفائه بالتأثير على زخم الإحتحاجات التي يدعو لها آية الله الخميني.

وفي الوقت الذي يعرف فيه أن الشاه حاول التوصل إلى حل سياسي مع رجال الدين المعتدلين في إيران يقول كوبر «ما هو جديد هو أن المعتدلين كانوا يحاولون تقديم استراتيجية للتغلب على الخميني وكانت أحد الأفكار المطروحة هي عودة الصدر إلى إيران». ويذكر الكتاب أن الشاه وافق على إرسال مبعوث عنه ليقابل الصدر في ألمانيا الغربية في إيلول (سبتمبر) ولكن لم يكن ذلك اللقاء ليحصل. ويشير كوبر إلى أن العقيد القذافي عرض ترتيب لقاء في آب (أغسطس) بين السيد الصدر وكبير مستشاري آية الله الخميني، آية الله محمد بهشتي، المنظم الرئيسي للتمرد ضد الشاه. وسافر الصدر من لبنان إلى ليبيا ومعه مستشاره الشيخ محمد يعقوب والصحافي اللبناني عباس بدر الدين. وبعد أيام من الانتظار في فندق في طرابلس فقد الصدر صبره وقرر أن يغادر في 31 آب/ أغسطس دون لقاء آية الله بهشتي، وهذه رواية ليس عليها اختلاف، ولكن ما حصل بعد ذلك هو ما لم يتم تأكيده أو الكشف عنه بعد.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى