بعد شهور من تصاعد العنف أصبحت تركيا غارقة في حرب شوارع مع مقاتلي حزب العمال الكردستاني (بي كي كي) دون تهدئة، أوالعودة إلى طاولة المفاوضات.
وفي تطور لافت للأحداث الميدانية شن عناصر “الكردستاني” اليوم الخميس، هجومين عنيفين، ضد القوات الحكومية؛ أحدهما وقع في ديار بكر، مركز ثقل الأكراد السياسي، شرق البلاد، إذ أسفر هجوم بسيارة مفخخة على مجمع للشرطة، في حي شنار، عن مصرع 5 أشخاص وإصابة 39 آخرين.
ووقع الهجوم الثاني، في بلدة مديات التابعة لولاية ماردين، ذات الغالبية الكردية، شرق البلاد، باستخدام قذائف الآر بي جي، والأسلحة الخفيفة، واستهدف مركزاً لقوات الدرك، ولم يسفر عن سقوط ضحايا من الجانبَين.
ولا يقل المشهد في باقي مدن شرق تركيا دموية، إذ تشهد بلدات ومدن شرناخ، ووان، ونصيبين وجزيرة، وبوطان، وغيرها، اشتباكات يومية، تعيد للأذهان حقبة التسعينيات من القرن الماضي، التي شهدت ذروة الصراع العرقي، مع انتشار كثيف للآليات العسكرية والأسلحة الثقيلة على التلال المحيطة بالبلدات، في حين نصب عناصر “الكردستاني” المتاريس وحفروا الخنادق لمنع توغل القوات النظامية.
ووفقاً لتقرير صادر حديثاً عن مجموعة الأزمات الدولية، فرض الحزب الذي تصنفه تركيا وحلفاؤها الغربيون على أنه “منظمة إرهابية” سيطرته على مراكز ثلاث مدن شرقية، خلال الشهور الستة الأخيرة.
وبعد مرور أكثر من عامَين على تشكيل تنظيم “صقور حرية كردستان” تبنى الفصيل المسلح الهجوم على أكبر مطارات إسطنبول، بقذائف المورتر، في 23 كانون الأول/ديسمبر 2015، ما أسفر عن مقتل عاملة نظافة وإصابة شخص آخر، وألحق أضراراً بخمس طائرات.
وينذر اتساع الفجوة بين أنقرة والأكراد، بالإضافة إلى تحول معظم جيرانها إلى أعداء، وتصاعد أزماتها الخارجية، باستمرار غرق تركيا في حرب شوارع قد يطول مداها.