بدأت الانشقاقات داخل جماعة الاخوان المسلمين تتوسع فى الأردن ،خصوصاً بعد تلقيها ضربة قوية باستقالة نحو 400 عضو بينهم قيادات ورموز تاريخية من “حزب جبهة العمل الإسلامي” الذراع السياسية للجماعة في اليوم الأخير من العام المنصرم.
الانشقاقات المتتالية وضعف التمثيل السياسي أثقلت كاهل البيت الإخواني الذي كان قائماً منذ خمسينيات القرن الماضي، كما يصفه متابعون ومراقبون خصوصاً بعد ظهور جمعية جماعة إخوان المسلمين القانونية “المرخصة” من قبل السلطات الأردنية، كما ويؤكد المتابعون أن الجماعة “غير المرخصة” تمر بأكبر أزمة في تاريخها خلال هذه الأيام.
مسألة الانقسام الإخواني أصبح واقعاً يولد استقطابات وحالة تفكك وصراع يجري الحديث عنه منذ سنوات وقد ظهرت جلياً مع صعود “جماعة زمزم” إلى العلن، ومن ثم ظهور جماعة جديدة مرخصة انتخب فيها الجمعة الماضية، عبدالمجيد الذنيبات مراقباً عاماً لها، الأمر الذي يثير العديد من التساؤلات حول مصير الجماعتين اللتين تحملان نفس الصفة بمراقبين اثنين.
ويرى المحلل السياسي والخبير في الجماعات الإسلامية، محمد أبو رمان أن المسألة تتجاوز قضية الخلاف القانوني بل إنها ترتبط بإعادة التعريف وهيكلية دور جماعة الإخوان المسلمين في المشهد السياسي.
“مشروع حسن البنا انتهى”
ويضيف أبو رمان لـ”العربية.نت” أن هناك توجهاً لدى القياديين بشكل عام سواء الذين خرجوا من الجماعة أو المعلقين بين الخروج والبقاء، نحو إعطاء الثقل والدور السياسي الأكبر في المرحلة المقبلة للأحزاب السياسية كحزب جبهة العمل أو ما يعرف بزمزم أو ربما يكون هناك حزب ثالث وتهميش دور الإخوان المسلمين في المشهد القادم.
المشكلة تتجاوز قضية التصدع داخل الإخوان، أو الأزمات التقليدية التي وقعت فيها كانشقاق مجموعة وبقاء أخرى، كما رأى أبو رمان الذي أكد أن هناك أزمة كبيرة عاصفة تطرح سؤالاً حول مشروع الإخوان على الملأ، فالمسألة تتجاوز الأردن، بمعنى أن الموضوع نفسه مطروح في مصر ودول أخرى وهو أن هناك رأيا مطروحاً بين قيادات الإخوان المسلمين بأن مشروع حسن البنا قد انتهى عملياً ولا بد من تجديد هذا المشروع، والبحث في تحديد الأطر النظامية والفكرية وكذلك الإيديولوجيا.
ويقول أبو رمان إن هناك قناعة بأن مشروع الجماعة التقليدي انتهى والدور القادم سيكون للأحزاب السياسية المنبثقة عن الجماعة، فيما تبقى الجماعة كمظلة روحية دعوية مدرسة للعديد من الأحزاب.
40 دقيقة واحدة