موقعه الجغرافي الذي يربط بين ثلاثة قارات ” أسيا, أوربا وأفريقيا ” وخيراته الوفيرة والتي لا يمكن لها أن تنفذ النفطية منها والزراعية والصناعية والسياحية, جعلت من العراق أن يكون من أكثر الدول عرضة للإحتلال الذي تقوده الدول الاستكبارية والإمبراطوريات الفاشية الشرقية والغربية, ولعل أكثر الاحتلالات شراسة وبغضاً وإجراماً التي تعرض لها العراق هما الاحتلال الأمريكي والاحتلال الإيراني, حيث انتقل العراق في ظل هذين الاحتلالين من سيء إلى أسوأ, ومن فساد إلى فساد ومن أفسد إلى أفسد, ومن طائفية إلى طائفية أبشع, ومن قتل ودمار إلى تهجير وترويع وتقسيم واقعي على أساس طائفي.
على الرغم من إختلاف النهج والفكر والايدولوجية لهذين الاحتلالين والصراع الخفي والمعلن بينهما على الهيمنة والسيطرة على العراق وثرواته, إلا إنهما اجتمعا والتقيا بأمر واحد وهو تصفية كل الجهات والرموز الوطنية العراقية, وذلك لإحساسهم وشعورهم بخطورة هذه الرموز على مشاريع هذا الاحتلال وذاك, وان وجود هكذا شخصيات عراقية أصيلة على أقل تقدير سيؤخر عجلة تقدم أمريكا أو إيران في مشروعيهما الاستعماريين في العراق, فإقتضت الضرورة بتصفية كل صوت عراقي مناهض ومعارض ورافض للتواجد الأمريكي أو الإيراني وبأي شكل من الأشكال.
فبعد عام 2003 م وبعد انتفاض المدن العراقية ضد الاحتلال الأمريكي خصوصاً في المناطق الغربية والجنوبية وبالتحديد في الفلوجة و الرمادي وصلاح الدين وبغداد وكربلاء والنجف أحست قوى الاحتلال بالخطر المحدق بها لذلك قررت على تصفية كل الجهات الوطنية العراقية الأصيلة والتي لا يمكن شراءها بحفنة من الدولارات أو شراءها من خلال إشراكها بالعملية السياسية المدارة من قبل حكومة الاحتلال, قررت تلك القوات الغاشمة المحتلة أن تسكت تلك الجهات من خلال شن حملات عسكرية عليها.
وهذا ما حصل في كربلاء المقدسة في منتصف شهر تشرين الأول لعام 2003 م بعدما اعتدت تلك القوات على منزل المرجع العراقي الصرخي الحسني مستخدمة أعتى وأحدث الأسلحة من طائرات ودبابات ومدفعية راح ضحيتها العشرات من أبناء هذه المرجعية, وبعد ذلك أصدرت قيادة تلك القوات منشوراً تتهم فيه المرجع العراقي الصرخي بأنه إرهابي ومن أبرز المطلوبين لقيادة الاحتلال ووضعت مكافئة مالية كبيرة لكل من يدلي بمعلومات عنه!!, بينما في الوقت ذاته غضت الطرف عن بعض الجهات الأخرى – ممن تدعي المقاومة – وأشركتهم بالعملية السياسية !!.
وعلى الرغم من ذلك الاعتداء البربري, إلا إن المرجع الصرخي استمر على نهجه في رفض الاحتلال وكل ما ترشح منه من دستور وعملية سياسية وفساد ومفسدين, ونفس هذا الفعل الجبان أقدمت عليه قوات الاحتلال الفارسي الإيراني على المرجع الصرخي في تموز 2014م من خلال مرتزقتها في الحكومة كالسفاح المالكي وأعوانه عقيل الطريحي محافظ كربلاء وعثمان الغانمي الذي كان يشغل منصب قائد عمليات الفرات الأوسط والمليشيات الإيرانية بقيادة وتوجيه معاون قاسم سليماني وعبد المهدي الكربلائي وكيل السيستاني في كربلاء, مستخدمين في هجمتهم الوحشية تلك مختلف أصناف الأسلحة العسكرية من طائرات ومدفعية ودبابات, حيث راح ضحية تلك العملية البربرية المئات من أبناء هذه المرجعية الوطنية سقطوا قتلى على يد تلك المليشيات الإيرانية, وكذلك اعتقال الآلاف منهم, ورافق تلك العملية الهمجية حملة إعلامية تشويهية ضد المرجع الصرخي وتم إلصاق تهمه الإرهاب بحقه وأنصاره ومقلديه, وهي خطوات مشابهة وبشكل كبير للخطوات التي قامت بها قوات الاحتلال الأمريكي في عام 2003م, وتفاصيل أخرى كثيرة لا يسعنا ذكرها الآن.
وكان هذا الاعتداء الإيراني على المرجع العراقي الصرخي بعدما أحست إمبراطورية فارس بخطر هذا الصوت العراقي على مشروعها التوسعي في العراق, والذي رفض كل التدخلات الإيرانية في الشأن العراقي الداخلي والخارجي, ورفضه لمشاريع الطائفية والتقسيم التي جاءت بها عمائم الزيف والخداع الإيرانية والموالية لها في داخل العراق, وكذلك سياسيو الصدفة ممن جاء تحت العباءة الإيرانية وعلى الدبابة الأمريكية.
وهذا ما بينه المرجع العراقي الصرخي خلال اللقاء الصحفي المتلفز الذي أجرته معه قناة التغيير الفضائية, حيث بين فيه المرجع العراقي الصرخي أسباب استهدافه بصورة مستمرة من عدة جهات سواء كانت دينية أو حكومية أو قوى خارجية تسيطر على العراق، فاستهدافه كان رد فعل طبيعي لمواقفه التي لا تتماشى مع مشاريع كل هذه الجهات الفاسدة المتسلطة، فمن هذه الأسباب أنه طرح الدليل العلمي الذي كشف جهل المقابل في المؤسسة الدينية وحطم صنمية كهنة الحوزة وفراعنتها وعمالتها لإيران، ولأنه رفض المحتل الأمريكي وجرائمه ومنها جرائم أبي غريب وإفرازاته من حاكم مدني ومجلس الحكم وقانون برايمر ودستور فاشل وانتخابات فاسدة، ولأنه رفض المحتل الإيراني وإمبراطوريته التسلطية وجرائمه وميليشياته ودمجها في الجيش والشرطة العراقيين، ولأنه رفض حل الجيش العراقي والقوات الأمنية، ولأنه رفض التقسيم والأقاليم وفدراليات آبار النفط، ولأنه حرم انتخاب الفاسدين والقوائم الطائفية وأوجب انتخاب الشرفاء مهما كان انتماؤهم الديني والعرقي والمذهبي، ولأنه طالب بالإفراج الفوري عن المعتقلين الأبرياء، ولأنه رفض الاستخفاف بالعراق والعراقيين والعرب والعروبة ورفض فارسية المرجعية والحوزة ورجال الدين والتشيع الصفوي الفحّاش السبئي الذي يتعرض للخلفاء وأمهات المؤمنين، فقال بالمرجعية العربية وبالصرخي العربي وبالحسني العربي وبالتشيع الجعفري، أما المرجع المقابل، فسيكون مقبولاً وغير مستهدف لأنه يسير في ركب الاحتلال الأمريكي والإيراني والفاسدين المتسلطين .
وهذا ديدن كل صوت عراقي وطني رفض الاحتلالين – الأمريكي والإيراني – إذ يتعرض للقتل والتشريد والتطريد والحملات الإعلامية الكاذبة والملاحقات اللاقانونية والاتهام بالإرهاب, وخلاصة القول؛ إن كل قيادة عراقية وطنية لم تهادن أو تجامل أمريكا أو إيران تعرضت لما تعرض له المرجع العراقي الصرخي, على خلاف القيادات التي ارتمت بأحضان هذا الاحتلال وذاك وزجت العراق وشعبه في بؤر الفساد وبحور الدم والطائفية والتقسيم.