أثبت زعيم كوريا الشمالية الشاب كيم جونج أون خلال سنوات حكمه الأربع أنه شخصية شرسة ليس بالنسبة للولايات المتحدة وكوريا الجنوبية فحسب بل ولأقرب حلفائه الصين التي تحداها حين أجرى أحدث اختباراته النووية هذا الأسبوععلى حسب ما وصفته وكالة رويترز.
الزعيم الذي سخر منه البعض في بداية حكمه لحداثة سنه ، أطاح بأقوى التكهنات بأن عهده سيشهد فوضى بل وربما انهيارا.
وفي مايو أيار القادم سيعقد الحزب الحاكم الذي تأسس منذ 70 عاما أول اجتماع منذ 1980 حين كان مؤسس الدولة كيم إيل سونج يهيئ ابنه كيم جونج إيل والد كيم لتولي الزعامة في المستقبل.
حكم عاصف
كانت سنوات حكم كيم مليئة بالأحداث.
فقد احتل عناوين الصحف العالمية ليس فقط لبرامج الأسلحة ولكن أيضا حين ازداد وزنا وحين أمضى وقتا مع نجم كرة السلة دينيس رودمان وحين اختفى من المشهد العام لستة أسابيع في 2014 وأثار تكهنات باعتلال صحته.
وفي عهده تم إعدام شخص بسلاح مضاد للطائرات وفقا لمخابرات الجنوب.
وخلال مراسم دفن أبيه في 2011 وقف سبعة مسؤولين كبار إلى جواره وكانوا يعتبرون المؤيدين الرئيسيين لزعامته القادمة.
من هؤلاء السبعة تمت تصفية خمسة أحدهم جانج سونج تيك زوج عمته الذي كان يعتبر يوما السلطة الفعلية وراء العرش. وأعدم في ديسمبر كانون الأول 2013.
أما والد كيم الذي حكم البلاد لما يقرب من 20 عاما فقد غير وزير دفاعه ثلاث مرات فقط.
لا يشابه أباه
كيم الابن لا يشابه أباه.. وإنما هو أقرب إلى جده فهو مثله لا يعرف الخوف عن التحدث العلني.
وهو أيضا لا يشابه أباه في نفس قدر الحرص على تعزيز الروابط مع الصين الداعم الدبلوماسي والاقتصادي الرئيسي لكوريا الشمالية. بل إنه أثار حفيظتها بالتجربة النووية الأخيرة.
وعلى النقيض كان أبوه يتودد إلى الصين بزياراته التي استمرت حتى قبل أربعة أشهر فقط من وفاته. ولا يعرف عن كيم الابن الذي تلقى تعليمه في سويسرا أنه غادر كوريا الشمالية منذ تولى قيادتها.
أما أكبر اختلاف بين الابن والأب في عيون أبناء كوريا الشمالية فيتمثل في أسلوب إدارة الابن للاقتصاد
أما على الصعيد العسكري، فقد أحدث كيم دفعة في برنامج الأسلحة بنجاحه في إطلاق صاروخ طويل المدى في 2012 وأثار دهشة العالم حين أطلق صاروخا إلى الفضاء في إطار مساعي تطوير صاروخ عابر للقارات التي سبق وأن باءت بالفشل في عهد أبيه.
وأكثر ما يثير الدهشة بشأن كيم كما يقول مسؤول كوري جنوبي معني بشؤون العلاقات مع الجنوب مع الشمال شخصيته الزئبقية.
قال المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه “الاختلاف بينه وبين أبيه هو أنه لا يمكن التكهن إطلاقا بما يدور في خلده كما أن عنصر التقلب لديه هائل.