اعتبر اليوم الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد السعودي أن الحرب بين السعودية وإيران كارثة كبرى وأضاف “بالتأكيد لن نسمح بحدوث ذلك”.واعرب عن استغرابه من رد الفعل الإيراني إزاء إعدام رجل الدين الشيعي الشيخ نمر النمر، قائلا “ما علاقة مواطن سعودي ارتكب جريمة في السعودية وأصدر بحقه قرار من محكمة سعودية، ما علاقة ذلك بإيران؟ إن دل ذلك على شيء فهو يدل على حرص إيران على توسيع نفوذها في دول المنطقة”.
وبرر الأمير في حوار مع “ذا إيكونوميست” البريطانية قطع بلاده للعلاقات الدبلوماسية مع طهران، بأنه رغبة من الرياض في عدم التصعيد، موضحا “تخيل لو تمت مهاجمة أي دبلوماسي سعودي أو أحد أفراد عائلته في إيران، سيكون موقف إيران حينها أصعب بكثير، لذا نحن منعنا إيران من التعرض لمثل هذا الإحراج. تم إشعال النار في البعثة السعودية والحكومة الإيرانية تتفرج. لو حصل هجوم على طفل أو دبلوماسي أو عائلته، فماذا سيحدث؟ سيحدث الصراع الحقيقي والتصعيد الحقيقي”. ولفت إلى أن التصعيد الإيراني وصل إلى مستويات عالية، مضيفا “نحن نحاول بكل ما بوسعنا عدم التصعيد أكثر، نحن فقط نتعامل مع الإجراءات والخطوات التي ضدنا”.
و قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري، أمس، إن الخلاف بين السعودية وإيران لن يؤثر على مساعي حل الأزمة في سوريا. وشدد على أن الأولوية حاليا للجهود الدبلوماسية لإنهاء الأزمة السورية.
وأشار الوزير الأمريكي إلى أن الدولتين أكدتا على هذا الأمر، مضيفا أن كل المؤشرات توضح من خلال المحادثات مع وزيري الخارجية السعودي والإيراني أن الخلافات الحالية بين السعودية وإيران، التي تم التعبير عنها بأسلوب علني، لن تؤثر على الرغبة بالتعاون في حل الأزمة السورية، وهذا مهم.
وقال كيري “فيما يخص سوريا، نحن نركز بشدة على المساعي الدبلوماسية لكي نخفف من حدة تصعيد الصراع بغية تحقيق الانتقال السياسي”. وأكد أن المفاوضات المزمعة بين الحكومة والمعارضة السوريتين لا تزال في موعدها المقرر في الخامس والعشرين من يناير الجاري في جنيف.
من ناحية أخرى، أعلنت وزارة الخارجية التركية انها استدعت السفير الايراني للاحتجاج على الهجمات التي وردت في الصحافة الايرانية على الرئيس التركي رجب طيب اردوجان لرفضه التنديد باعدام الرياض رجل الدين الشيعي المعارض نمر باقر النمر.
وجاء في بيان صادر عن وزارة الخارجية التركية “اننا نندد بشدة باستهداف رئيسنا مباشرة في بعض ممقالات الصحافة الايرانية التابعة للسلطات الرسمية الايرانية . ونطالب بوقف هذه المقالات فورا”.
وكان أردوجان اعتبر الاربعاء الماضي ان اعدام نمر باقر النمر الذي اثار ازمة بين السعودية وايران “شأن داخلي” سعودي، في موقف يتناقض مع موقف حكومة انقرة التي اعربت الاثنين عن اسفها لقرار اعدامه.
كما اعتبرت وزارة الخارجية التركية الهجمات على السفارة والقنصلية السعوديتين في ايران “غير مقبولة ومؤسفة”.
وبدات الازمة بين طهران والرياض بعد اعدام رجل الدين الشيعي السبت في السعودية بتهمة الارهاب، ما اثار تظاهرات وهجمات على بعثات دبلوماسية سعودية في ايران. وشهدت العلاقات بين انقرة والرياض تحسنا كبيرا في الاشهر الاخيرة وقام اردوجان الشهر الماضي بزيارة الى الرياض.