نون والقلم

2016 بداية موفقة للإمارات

من أهم الأمور عند نهاية سنة وبداية سنة جديدة أن يعد الواحد منا كشفاً بالأرباح والخسائر، مع أنني لا أحب كلمة (خسائر) لأنها عبارة سلبية، ولكنني للأسف لم أجد ما يقوم مقامها في هذا السياق، خصوصاً أنها العبارة المعتمدة لدى المحاسبين عند إغلاق الحسابات السنوية.
فكل إضافة نوعية إيجابية في حياتنا تدخل ضمن الأرباح التي حققناها كزيادة الطاعات والأعمال الصالحة، أو عدد الكتب التي قرأناها والمهارات والسلوكات الإيجابية التي تعلمناها.
كذلك فإن بعض الأمور التي نخسرها أو نتخلص منها تدخل كذلك في حساب الأرباح، كعدد الكيلوغرامات التي خسرناها من أوزاننا، أو التخلص من عادة سيئة كالتدخين مثلاً، أو من خصلة سيئة كالحقد والحسد والكذب.
ولكننا تفاجأنا هذا العام بأن هناك بعض المؤسسات التي افتتحت عامها الجديد بالتأسيس ل (حقد مؤسسي) يدار بطريقة ممنهجة قامت عليه مؤسسات إعلامية عالمية ضخمة في صورة تغطيات إعلامية، حشدت لها المحللين الاقتصاديين والسياسيين و(السياحيين)، وهم فئة جديدة من المحللين نراها لأول مرة.
وصوبت هذه المؤسسات أسلحتها على الإمارات، وعلى دبي تحديداً، قبل أن تصوب كاميراتها ومكيروفوناتها على منطقة برج خليفة، واشتعلت نار الحقد في قلوب القائمين عليها قبل أن تشتعل في مبنى فندق العنوان، معتقدين أنهم سيبثون للعالم وعلى الهواء مباشرة فضيحة وكارثة خطرة وحساسة، لن تعرف دبي كيف تتنصل منها، ولا كيف تتعامل معها كونها الأولى من نوعها حدثت في وقت حرج وفي مساحة ضيقة مكتظة بقرابة المليون شخص.
وبفضل الله، ثم القيادة الاستثنائية، وفرق العمل المتميزة، انقلب السحر على الساحر، وما تمنوه أن يكون كارثة تحول لإنجاز عالمي وتاريخي شاهده العالم بأسره، وأسهم في حصول دبي والدولة، حفظها الله، على مزيد من المصداقية والثقة والدعاية المجانية.
وقدمت دبي والإمارات من خلال هذا الحدث دروساً في القيادة والإصرار والمثابرة وتجاوز التحديات، وحسن التخطيط والمهنية العالية في إدارة الأزمات والكوارث، والهدوء ورباطة الجأش، والعمل تحت الضغط وتفوق الحماية المدنية، وكفاءة فرق العمل في جميع التخصصات، وبينت للعالم كيف هم قادة الإمارات وأبناؤها.
ستبقى الإمارات دائماً جذابة، فها هي قد لفتت أنظار العالم حتى في أزماتها، وأعطت لهذه المؤسسات دروساً عملية بالمجان في جميع المجالات لمن أراد الفائدة، ولقنت آخرين دروساً أتمنى ألا ينسوها.
فلله الحمد والمنّة، وبه التوفيق أولاً وأخيراً

أخبار ذات صلة

Check Also
Close
Back to top button