اخترنا لك

2015 … عام الجفاف والاضطرابات الأولى جنوبي إثيوبيا

شهد عام 2015 جملةً من الأحداث السياسية والاقتصادية والأمنية الهامة، في إثيوبيا، وهو العام الأكثر سلبيةً خصوصاً في الجوانب الأمنية، بعد تعرض إقليم أوروميا جنوبي البلاد لأول اضطرابات من نوعها في تاريخ البلاد، علاوة على آثار الجفاف الذي ضرب المنطقة.

وكانت إثيوبيا تشهد في السابق أحداثاً من وقت لآخر لكنها لم تكن بهذا المستوى.

سياسياً:

في 22 فبراير/شباط شهدت العاصمة الإثيوبية أديس أبابا صلاًة جماعية، لأطراف نزاع جنوب السودان “من أجل السلام” رصدتها كاميرا الأناضول. حيث أكد المطران أزايا داؤود من المعارضة عقب إقامتها؛ أن “هذه الصلاة هي من أجل السلام في جنوب السودان”.

ودعا داؤود الوفود كافة، إلى المشاركة في المفاوضات “وتغليب المصلحة الوطنية على المصالح الشخصية من أجل إحلال السلام وإنهاء المفاوضات”.

وقال إن “السلام لن يأتي بنفسه ولكن يأتي بالبحث عنه، لذلك ندعو الجميع للبحث عن السلام في جنوب السودان”.

كما دعا جميع الجنوبيين في كل مكان إلى أن يصلّوا من أجل السلام وخاصة أيام المفاوضات.

في 22 ابريل/نيسان خرج الآلاف من سكان العاصمة الأثيوبية أديس أبابا، يتقدمهم رئيس الوزراء الإثيوبي هايلي ماريام ديسالين، في مسيرة احتجاجية، ضد مقتل عدد من مواطنيهم على يد تنظيم “داعش” في ليبيا.

وبحسب مراسل الأناضول، فقد احتشد الآلاف في ميدان “الصليب” الرئيسي وسط العاصمة الإثيوبية، يتقدمهم ديسالين، ورئيس المجلس الإسلامي محمد أول عمر، وبطريرك الكنيسة الإثيوبية الأرثوذكسية متياس الأول، ورئيس البرلمان أبادلا قمدا، وعدد من الوزراء وبعض أسر الضحايا.

في 27 يونيو/حزيران، تظاهر قرابة 3 آلاف من اللاجئين الإريتريين، أمام مقر الاتحاد الأفريقي في أديس أبابا، مطالبين إياه باتخاذ خطوات ضد نظام الحكم في بلادهم.

وشارك في التظاهرة كبير الدبلوماسيين الإريتريين في الاتحاد الإفريقي، محمد إدريس، الذي انشق على الحكومة الإريترية في مايو/أيار الماضي.

وندد المحتشدون في التظاهرة التي حضرها مراسل الأناضول بـ”الممارسات القمعية التي ترتكبها الحكومة الإريترية ضد شعبهم في البلاد”، وطالبوا الاتحاد الأفريقي بـ”الضغط على النظام لإيقاف الجرائم التي يرتكبها ضد الشعب الأريتري”.

وطلب المتظاهرون من الاتحاد الأوروبي “وقف دعم ما وصفوه النظام الدكتاتوري في بلادهم، وتقديم الرئيس الإريتري إلى المحكمة الجنائية والعدالة”. ورفعوا شعارات كتب عليها “لا للدكتاتورية، نعم لسيادة القانون، أوقفوا العبودية في إريتريا”.

في 27 يوليو/تموز، حث الرئيس الأمريكي باراك أوباما،إثيوبيا والدول الإفريقية التي تحارب حركة الشباب الصومالية الجهادية، إلى “إبقاء الضغط” على هؤلاء المتطرفين.

وقام أوباما بزيارة غير مسبوقة لرئيس أمريكي، وأشاد بجهود قوات الدول المشاركة في قوة الاتحاد الأفريقي في الصومال، بمكافحة حركة الشباب الإسلامية إلى جانب نواة الجيش الصومالي. وتضم قوة الاتحاد الأفريقي نحو عشرين ألف رجل من أثيوبيا وكينيا وأوغندا وجيبوتي وبوروندي.

وقال أوباما في مؤتمر صحافي مع ديسيلين إن “جزءاً من أسباب التراجع الذي نشهده لحركة الشباب في شرق أفريقيا هو أننا نشرنا فرقنا الإقليمية (…) مع قوات محلية”.وتشن الولايات المتحدة باستمرار غارات بطائرات بدون طيار على الحركة.

في 12 سبتمبر/أيلول، عاد الجنرال “ملو اسقدوم”، رئيس “الجبهة الديمقراطية لتحرير تقراي” الأثيوبية المعارضة، (مقرها إريتريا) إلى أديس ابابا.

وأفاد المصدر لـ”الأناضول” أن الجنرال “اسقدوم”، قائد الجناح العسكري لائتلاف المعارضة الاثيوبية، تمكن من الفرار إلى السودان، بعد اشتباكات مسلحة مع الجيش الإريتري، اندلعت في ضواحي مدينة أم حجر الإريترية، صباح الجمعة، مؤكداً أن “اسقدوم” و 683 من قوات المعارضة الإثيوبية، سلموا أسلحتهم للسلطات السودانية.

في 5 أكتوبر/تشرين أول، أعاد البرلمان الإثيوبي، انتخاب ديسالين رئيسا للوزراء في البلاد، بعد فوز الجبهة الثورية الديمقراطية للشعوب الإثيوبية التي يترأسها في الانتخابات الفيدرالية والولائية التي شهدتها إثيوبيا في 24 مايو الماضي.

في 20 أكتوبر/تشرين أول، أعلنت إثيوبيا عن استعدادها لاستقبال الرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح، إذا كان ذلك سيساعد في حل الأزمة اليمنية.

 

وأوضح “جيتاجو ردا” المتحدث الرسمي باسم الحكومة الإثيوبية، أن بلاده “تفتح ذراعيها لأي حل يوافق عليه اليمنيون، ونحن سنسعى بكل إمكانياتنا من خلال التعاون مع دول الخليج والمجتمع الدولي لإيجاد حل عاجل للأزمة اليمنية. وهمنا الأول والأخير هو استقرار اليمن”.

اقتصادياً:

في 30 يونيو/حزيران، انطلقت في العاصمة الإثيوبية “أديس أبابا”، أعمال “منتدى التعاون الصيني الأفريقي”، لبحث تعزيز مشروعات التنمية والاستثمارات الصينية في أفريقيا، وآفاق التعاون الأفريقي الصيني، تحت شعار “الاستثمارات في أفريقيا وأهميتها”.

في 2 أكتوبر/تشرين أول، انطلق أول قطار ركاب كهربائي في العاصمة الإثيوبية “أديس أبابا”، لتكون بذلك أول عاصمة بدول شرق إفريقيا، تستخدم القطار الكهربائي لنقل الركاب داخليا.

في يونيو/حزيرن،  واجهت عدد من المناطق الإثيوبية أزمة جفاف على نطاق لم يسبق له مثيل منذ مجاعة 1984، وحدثت تلك الكارثة في ظل ظروف سياسية واقتصادية مختلفة جدا.

وشهدت مناطق واسعة في أقاليم أوروميا؛ والعفر؛ والصومال الإثيوبي جفافاً، أدى إلى نفوق أعداد كبيرة من الماشية دون حدوث خسائر في الأرواح.

على الرغم من الجفاف، إلا أن إثيوبيا اليوم، استطاعت أن تصبح واحدة من أسرع الاقتصادات نمواً في العالم، وأمضت فصلاً طويلاً لتنمية الريف والقضاء على الجفاف.

وتفاقمت ظاهرة الأمطار نتيجة الاحتباس الحراري في منطقة المحيط الهادئ، المعروفة باسم النينو، وتمثل الزراعة في إثيوبيا أكثر من 40٪ من الناتج المحلي الإجمالي، مما يوضح بأن الوضع خطير.

في 11 ديسمبر/كانون أول، ناشدت الحكومة الإثيوبية والشركاء الدوليين في المجال الانساني، المجتمع الدولي لتوفير مبلغ 1.4 مليار دولار أمريكي، لإنقاذ حياة 10.2 مليون شخص يعانون من آثار الجفاف في البلاد.

أمنياً:

في 9 ديسمبر/كانون أول، أعلن نائب مسؤول العلاقات العامة في حكومة إقليم أوروميا “ورقو شالا”، للأناضول، عن مقتل 5 وجرح العشرات من الطلاب، في احتجاجات شهدتها الجامعات في إقليم أوروميا.

وتطورت الاحتجاجات إلى اضطرابات، شملت عدداً من المدن في الإقليم هي الأولى من نوعها يشهده إقليم منفصل بهذا الشكل في إثيوبيا، أسفرت عن قتلى وجرحى بالإضافة إلى تدمير في الممتلكات العامة والخاصة.

وأضاف ورقو، أن “العديد من المدارس الثانوية والجامعات، في مناطق مختلفة من الإقليم شهدت احتجاجات وصفها بالأقل عنفاً”، وأضاف “الاحتجاجات استمرت في المدارس الثانوية في أنحاء الإقليم”.

وأوضح أن “أسباب الاحتجاجات، تعود إلى اعتراض الطلاب على الخطة التوسعية لمدينة أديس أبابا (ستشمل عدداً من المناطق المتاخمة للعاصمة من مناطق إقليم أوروميا)”، مشيراً أن “الطلاب يصفونها بخطة تهجير للمزارعين من قومية الأوروموا”.

ونفى ورقو، أن “يكون الهدف من الخطة التوسعية، ضم عدد من المناطق في إقليم أورومو إلى العاصمة أديس أبابا”.

في 11 ديسمبر/كانون أول، أفاد مكتب الاتصال الحكومي ومكافحة الإرهاب بإثيوبيا، أن تفجيرا إرهابيا بقنبلة يدوية استهدف، مسجد “أنوار”، أحد أكبر مساجد العاصمة.

وأوضح أن مجهولاً ألقى قنبلة يدوية الصنع على المصلين بالمسجد وسط سوق ماركاتوا، ما أدى إلى إصابة 24 شخصا.

ومنذ ذلك الحين، تشهد مساجد العاصمة أديس ابابا في صلاة الجمعة تفتيشاً دقيقاً للمصلين، لدواع أمنية وخوفاً من تكرار حادثة مسجد أنوار أكبر مساجد العاصمة.

في 16 ديسمبر/كانون أول، قال ديسالين؛ إن “الأحداث التي تشهدها عدد من المناطق الإثيوبية في إقليم أوروميا (جنوب البلاد)، تقف وراءها الحكومة الإريترية والمجموعات المناوئة للسلام”.

وهدد “ديسالين” في كلمة متلفزة؛ ما وصفها بالمجموعات المناوئة للسلام التي تحاول زعزعة استقرار إثيوبيا بتقديمها إلى العدالة وفق القانون الإثيوبي.

وأفاد أن خطة الحكومة التوسعية لربط المناطق المجاورة للعاصمة أديس ابابا المتاخمة لإقليم أوروميا، لن تتم دون موافقة الشعب، مشيراً أن هذه “الخطة هي مجرد مقترح فقط”.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى