اخترنا لكعالمي

” الكردستاني” يفزع أنقرة

مع ارتفاع حدة المعارك بين القوات الحكومية التركية ومتمردي حزب العمال الكردستاني “بي كي كي”، يحاول الأكراد ابتكار آليات جديدة للضغط على أنقرة عبر خلق تنظيمات كردية جديدة ، لتوزيع الجهد الرسمي العسكري لمكافحتها.

ولم يكتفِ “الكردستاني” برص صفوف التنظيم الشبابي المنبثق عنه (YDG-H) بل أعلن التنظيم، في 26ديسمبر الجاري ، عن تشكيل تنظيم عسكري جديد في بعض المدن والبلدات ذات الغالبية السكانية الكردية، شرق البلاد، باسم “وحدات حماية المدنيين (YPS)”.

وتم الإعلان عن تشكيل وحدات حماية المدنيين في مدينة نصيبين وبلدة جزيرة بوطان، وتوعد البيان الصادر عن الفصيل الجديد، بتوسيع هذه الوحدات لتشمل باقي المناطق ذات الغالبية الكردية.

وبعد مرور أكثر من عامَين على تشكيل تنظيم “صقور حرية كردستان” تبنى الفصيل المسلح الهجوم على أكبر مطارات إسطنبول، بقذائف المورتر، في ديسمبر الجاري، ما أسفر عن مقتل عاملة نظافة وإصابة شخص آخر، وألحق أضراراً بخمس طائرات.

وسبق أن أعلنت هذه الجماعة المسؤولية عن بعض الهجمات خارج إطار المنطقة المعروفة لعمليات حزب العمال الكردستاني، شرق البلاد؛ منها الهجوم على حافلة عسكرية تركية عام 2012، أدى إلى مصرع جنديَين، وإصابة 12 شخصاً في منتجع ساحلي.

وتصنف تركيا وحلفاؤها الغربيون تنظيم “صقور حرية كردستان” كمنظمة إرهابية” على غرار تصنيفها لحزب العمال الكردستاني.

وبعد الدمار الذي لحق البنية التحتية في مدن شرق تركيا، ارتفعت حدة الامتعاض من السياسات الحكومية التي تتبنى الحل العسكري، ما زاد من دعوات الإضراب، والاحتجاجات، والمطالبات بإقامة حكم ذاتي للأكراد في مناطقهم.

وتعيش معظم مدن وبلدات المناطق الشرقية، حظراً للتجول منذ حوالي شهر، في ظل تردي الأوضاع الأمنية، ما انعكس على الحياة العامة وجعل المدنيين فيها عرضة لتبعات الاشتباكات، وتسبب بنقص حاد في المواد الغذائية والطبية ووقود التدفئة، وانقطاع للكهرباء والماء في معظم الأحياء، وإغلاق المدارس والدوائر الرسمية

واندلعت المواجهات بين الحكومة التركية وحزب العمال الكردستاني، عقب تفجير سروج الدامي، جنوب تركيا، يوم 20 تموز/يوليو الماضي، الذي راح ضحيته 32 ناشطاً كردياً يسارياً، وحمل بصمات تنظيم داعش إذ يتهم الأكراد “الدولة بالتغاضي عن نشاطات التنظيم المتشدد، والتقصير في حماية المدنيين”.

ولا يلوح في الأفق بوادر للتهدئة والعودة إلى طاولة المفاوضات، في ظل التصعيد من قبل الأطراف المتنازعة، إذ انهارت عملية السلام الداخلي، بعد هدنة هشّة دامت حوالي ثلاثة أعوام، لتتجدد الحرب الدامية التي استمرت أكثر من ثلاثة عقود، وراح ضحيتها نحو 40 ألف شخص.

أخبار ذات صلة

Back to top button