بعيدا عن البلاغ المقدم من زوجة عميد كلية الاداب بجامعة الاسكندرية ضد المخرج والنائب البرلماني المصري خالد يوسف الذي تتهمه فيه بالتحرش بها وبعيدا عن هذه الأزمة وما انتهت اليه إلا أنها اكدت عدة أمور أو أمراض تضرب الوسط الاعلامي ابرزها ان المسيطرين علي البرامج الحوارية من مذيعين لايستطيعون التفرقة بين الشخصية العامة والمشهورة وبين المواطن العادي فمن حق الاعلامي ان يتناول الحياة الخاصة لأي شخصية مشهورة أو الشخصية العامة أو المكلفة بخدمة عامة أو ذوي الصفة النيابية طالما الوقائع ارتبطت بعمله أو بدوره في المجتمع.
وفضلت الا أعلق علي ما شهدته الساحة الإعلامية من مهاترات وخناقات علي الهواء بين الزملاء والأصدقاء مقدمي البرامج الحوارية.. هذه الأزمة التي تفجرت بسبب قيام الزميل احمد موسي بنشر صور قديمة للمخرج المصري خالد يوسف وقال إنها فاضحه وقال إن لديه المزيد منها.
وكانت هذه بداية الأزمة بين الاعلاميين وظهر من انتقد وبشدة تصرف احمد موسي ومنهم من سانده ووصلت هذه المهاترات الي حد تبادل السباب علي الهواء لكن في النهاية اعتذر موسي لخالد يوسف بعد البيان شديد اللهجة من غرفة صناعة الاعلام.
ولكن ليس من حق الاعلامي أن يهدد هذه الشخصية بأن لديه صوراً أو أفلاماً أو مستندات أخري لأن ما بحوزة الاعلامي ليست ملكه له لكن ملك لمن يقوم بخدمتهم وهم جمهوره وعليه أن يطلع هذا الجمهور بما لديه من معلومات اذا كانت صحيحة، أما التهديد بما لديه فهذا ابتزاز للشخصية العامة.
الأمر الثاني الذي أظهرته هذه الأزمة ان الموجودين علي الساحة الاعلامية هم في الحقيقة شلتان أو 3 شلل وتأكد المشاهد من ذلك بعد رد الفعل والسباب والمتبادل بينهم بعد هذه الواقعة وعدم احترام المشاهد.. فكل واحد منهم اعتقد ان المساحة المخصصة له ملكه الخاص يقول ما يريد ويشتم من يريد دون مراعاة للمشاهدين الذين يجلسون لمعرفة مايدور حولهم من أمور.
وحكاية الشلل كانت تقال في الوسط الاعلامي ولم نكن نصدقها والآن تأكد أن لكل مذيع منهم شلة من الضيوف يستضيفها ليس لأنهم خبراء ولكن بسبب العلاقات المتشابكة مع الضيوف أو بسبب الزيس الذي كان منتشرا في التلفزيون الحكومي في عهد مبارك وانتقل الآن الي الفضائيات فهذه الواقعة أساءت لجميع العاملين في الاعلام قبل الاساءة إلي النائب والفنان خالد يوسف.
أما الأمر الثالث فهو أن المسئولين عن الشأن الاعلامي غير قادرين علي ضبط الأمور والعودة إلي احترام عقلية المشاهد بسبب الخوف من الأصوات العالية أو خوفا من استغلال أعداء حرية الرأي والتعبير لهذه الوقائع لتقييد هذه الحرية والعصف بها. أو لوجود خلافات شخصية بينهم.
وهم مطالبون الآن بأن يجتمعوا ويتفقوا علي خطوات لضبط الأداء الاعلامي وتفكيك هذه الشلل وتطهير الاعلام المرئي من الزيس قبل أن تمتد أيادٍ من خارج الوسط لتقيد الحرية وستكون مؤيدة شعبيا فليكن الاصلاح بيدنا وليس بيد أخري تكره الحرية وتكره الاعلام وتكره القائمين علي أموره أيضا.
فأعداء حرية الاعلام أكثر مما نتوقع أو يتوقع القائمون عليه وهؤلاء يتنظرون الفرصة للانقضاض عليه وتكميمه، وعلي الزملاء الاعلاميين أن يعوا هذه الحقيقة ويكونوا حائط سد أمام هؤلاء الذين لايعرفون العمل إلا في الظلام.