- أهم الأخباراخترنا لكالأخبار

الهاربون من جحيم الحوثيون..يرون لحظات القهر

في حي العيدروس حيث تنتصب “مئذنة” مسجد العيدروس التاريخية بمدينة كريتر في محافظة عدن جنوبي اليمن

يروي اثنان من الأسرى المفرج عنهم مؤخراً من سجون جماعة أنصار الله (الحوثيون) والرئيس السابق علي عبد الله صالح، روايتهما عن ما عايشاه خلال فترة الأسر.

يقول شادي محمد سعد الزغير في 7 أبريل الماضي، نحو السابعة مساء ، كنت كعادتي أمارس عملي في مساعدة الجرحى والتخفيف من معاناتهم عبر نقلي للأدوية والاحتياجات الطبية اللازمة، ضمن مجموعة “متطوعين” من نشطاء المجتمع المدني.

استوقفتني نقطة أمنية تابعة للحوثيين، بينما كنت في طريقي إلى مستشفى باصهيب العسكري بمدينة التواهي، وفور مشاهدتهم للأدوية التي كانت بحوزتي، تم احتجازي ، ونقلي مباشرة إلى فندق “ازال” على الطريق بين محافظتي عدن ولحج”.

ويوضح الزغير، 22 عاما ً، أنه خضع هناك للتحقيق، وطُرحت عليه أسئلة من قبيل “تشتغل مع من؟ ومن أين تأتي بالأدوية، وماهي الجهات التي تدعمكم؟” وغيرها، قبل أن يُنقل في اليوم التالي إلى قاعدة “العند” الجوية، على بعد 60 كم إلى الشمال من عدن.

ويضيف: “هناك وجدنا أعدادًا كبيرة من الأسرى، والملفت أن أكثر من 95 % منهم مواطنون، تم تجميعهم من الشوارع والطرقات، وليس لهم علاقة البتة بالمعارك والمواجهات، التي كانت على أشدها في ذلك الوقت، فيما النسبة الباقية، تم أسرهم عبر مداهمات، بعد السؤال والتحري عن منازلهم”.

ويتذكر الزغير بحسرة وألم، الأيام الأولى لاعتقاله، فيقول: “أكثر ما كان يشغلني طوال فترة أسري في العند، وهي 4 أشهر، أن أهلي لا يعرفون عني شيئا، حياً كنت، أو ميتاً؟ وبالمقابل لا أعرف عنهم ولا عن مصيرهم، فضلا عن الأخبار الصادمة، التي كان ينقلها لنا ممن يتم أسرهم، خصوصا بعد سيطرة الحوثيين على “المعلا والتواهي والقلوعة” وانتشار حمى الضنك والهلاك الذي أصاب معظم الأسر”.

يأخذ الزغير نفسا عميقا، قبل أن يستطرد حديثه، قائلا :”إلى جانب انقطاع التواصل مع أهلي وأقاربي، كان الخطر يهدد حياتنا بين الفينة والأخرى، خصوصا وعنابر السجن التي تم وضعنا فيها، تحت مرمى الطيران، فلا يزال دوي الانفجارات الهائلة، التي يحدثها القصف، يصم أذني، ونظرات الرعب والهلع، التي كنت أقرأها في عيون زملائي، لم تبارح مخيلتي”.

يتوقف الزغير برهة، ثم يكفكف دموعه، وهو يستعرض ساعات يوم 5 مايو، الذي لقي فيه 7 من الأسرى مصرعهم وأُصيب 30 آخرون، بعد أن وضعهم الحوثيون كدروع بشرية لقصف الطائرات.

ويضيف: “بدأ 400 أسير يومهم كما جرت العادة في انتظار وجبة الإفطار، وهي بسكويت وقليل من الماء، وبينما كنا على حالتنا تلك فجأة سمعنا أزيز الطائرة، هرب الحوثيون إلى مخابئهم، وتركونا عرضة للقصف، وماهي إلا لحظات حتى هزت الصواريخ أرجاء المكان، فوقع أحدها بالقرب منا على بعد 100 متر تقريبا، وأصابت الشظايا عددًا كبيرًا من الأسرى، حيث استشهد 7 وأصيب 30 أخرون”.

يستطرد الزغير، أو “طبيب الدواعش” كما كان يناديه الحوثيون في سجنه، حديثه، فيقول: “نُقلنا في ثاني أيام عيد الفطر، إلى صنعاء، وحينها لم نكن على علم بالانتصارات التي تحققت في عدن ولحج، فقط قيل لنا سننقلكم إلى مكان آمن”.

أخبار ذات صلة

Back to top button