كشفت التحقيقات المستمرة في “مجزرة باريس”، عن الهجمات لم تكن من تخطيط “عبد الحميد أباعود” وحده، ولكن أكثر من شخص، بعد الكشف عن شكوك متزايدة في تخطيط الفرنسي “شرف المؤذن” على الأقل للهجوم على مسرح باتاكلان.
وذكرت صحيفة لوباريزيان الفرنسية، صباح الإثنين، أن شهادات الناجين من مذبحة المسرح التي أوقعت وحدها 89 قتيلاً، سمحت للمحققين بالربط بين الانتحاريين الأربعة وشخص خامس يُعتقد أنه العقل المدبر لعملية المسرح، وهو “شرف المؤذن” الذي التحق بداعش في سوريا منذ 2013.
وأكدت الصحيفة نقلاً عن مصادر مقربة من التحقيق، أن الانتحاريين اتصلوا أكثر من مرة أثناء الهجوم وعند احتجاز الرهائن وحتى عند التفاوض مع الشرطة التي تسللت إلى المسرح بشخص مجهول خارج المسرح، فربط المققون سريعاً بين الانتحاريين الأربعة والقاسم المشترك بينهم، شرف المؤذن، الشهير في الأوساط المتطرفة الباريسية باسم سليمان.
ونقلت الصحيفة أن أحد الشهود، أكد أن انتحاريين على الأقل كانا يتحدثان في حضوره عن ضرورة الاتصال بسليمان والحصول على تعليماته وتوجيهه بقتل الرهائن، وأوضح الشاهد أن الحديث بين الانتحاريين لم يكن يدل على معرفة كبيرة أو علاقة قديمة بينهم، بسبب التردد، وبسبب اختلاف لهجة الحديث، خاصةً عند الانتقال إلى الحديث بالعربية فقط.
وقال الشاهد إنه سمع الشخص الذي بدا أنه يقود العملية في المسرح، يُطالب بضرورة الاتصال بسليمان، ولكن الانتحاري الثاني الذي كان إلى جانبه رفض ذلك، قبل إجراء مكالمة مع شخص خارج المسرح.
وقالت الصحيفة إن تصريحات وشهادات الناجين جعلت المحققين يركزون على الفرنسي شرف المؤذن، الذي كان على ما يبدو الرابط الوحيد بين جميع المهاجمين، بعد أن عرفهم واحتك بهم في فترات مختلفة سابقة، مثل أحد انتحاري المسرح سامي اميمور، أو الانتحاري الآخر إسماعيل عمر مصطفاي.