انطلقت مساء أمس الدورة الأولى من مهرجان الشارقة للمسرح الصحراوي الذي يستمر على امتداد 4أيام وتنظمه إدارة المسرح بدائرة الثقافة والإعلام في إمارة الشارقة التي اختارت لفعالياته منطقة الكهيف الواقعة في قلب الصحراء والشهيرة بوجود المخيمات البرية بكثرة في هذه الفترة من العام.
وشهد الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، حاكم إمارة الشارقة، اول عروض المهرجان الذي قدمت فيه الملحمة المسرحية «علياء وعصام»التي أعدها سموه في امتداد لمشروعه المسرحي المبدع ، لتكون إضافة لذاكرة الثقافة المسرحية في الإمارات، إلى جانب الأعمال الأخرى لسموه التي زينت مسارح الدولة ؛ مثل عودة هولاكو، والواقع صورة طبق الأصل، والقضية، والإسكندر الأكبر، والنمرود، وشمشون الجبار، وطورغوت، والحجر الأسود.
ووسط أجواء فنية إبداعية تراثية خارج نطاق المألوف، وفي فضاء بر الشارقة، تابع حاكم الشارقة والحضور الملحمة المسرحية التي جاءت بعنوان «علياء وعصام»، وأعدت بحس درامي شيق ومنظور فكري عميق، حيث تتداخل فيها الأزمنة والأمكنة والعلاقات بين الشخصيات التي تنوعت بين حب وثأر، عبر جملة من المشاهد التي وظفت فيها التقنية الفنية والجمالية المتكاملة والمتفاعلة على خيط مشدود بين الشعر والسرد والمسرح..
كما تابع حاكم الشارقة ثاني العروض وهو بعنوان «طوي بخيتة» والمقتبس عن رواية بالاسم نفسه للكاتبة الإماراتية مريم الغفلي، حيث جسدت المسرحية العلاقة الوثيقة التي ربطت بين الإنسان البدوي وبيئته الصحراوية القاسية، وكيف تمكن هذا الإنسان من العيش في هذه البيئة وتوظيف مواردها المحدودة بحياة متقشفة صعبة، فيها من المعاناة الشيء الكثير، ورغم ذلك استطاع هذا الإنسان البسيط معرفة أسرار هذه البيئة، وتعلم طرق العيش فيها، معتمداً على شجاعته وفراسته وصبره، يتنقل بين كثبانها وأوديتها سعياً وراء الماء والعشب.
وقدمت خلال الاستراحة الفاصلة بين العملين المسرحيين فقرة فنية وعزف على الربابة، تلك الآلة الوترية التي يتميز أهل البادية بالعزف عليها والتغني بصوت معزوفاتها.