طلب قاضي محكمة ساو باولو في البرازيل من شركات الاتصالات إيقاف جميع خدمات واتس اب WhatsApp عن العمل لمدة 48 ساعة ابتداءً من أمس الأربعاء 16 ديسمبر دون الكشف عن السبب وراء هذا القرار أو الجهات التي تقف خلفه.
وحاولت شركات الاتصالات البرازيلية في الأشهر الأخيرة أكثر من مرة إيقاف تطبيق واتس اب عن العمل مُعتبرة أنه يعمل دون تنظيم وغير شرعي. كما قال Amos Genish، رئيس شركة Vivo البرازيلية للاتصالات، إن واتس اب هو “سرقة علنية” لأن التطبيق يعتمد على رقم هاتف للعمل، وهذا الرقم يحصل عليه المُستخدم من مزودات خدمة الاتصال في البرازيل، لكن التطبيق يسمح بإجراء المكالمات مجانًا، دون أي اعتبار للضرائب أو تكاليف التشغيل التي يجب دفعها لمزودات الخدمة.
ويُعتبر تطبيق واتس اب في البرازيل الأكثر استخداماً، حيث يزيد عدد مُستخدميه عن 93 مليون مُستخدم نشط شهريًا، ويعتمد عليه الكثيرين للتخلّص من أعباء الاشتراكات الشهرية العالية التي تفرضها شركات الاتصالات.
وقال Jan Koum، الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لتطبيق واتس اب، على حسابه في فيس بوك إنه يشعر بخيبة أمل جرّاء القرار الذي ينم عن سوء التدبير والذي أدى إلى حظر التطبيق المُستخدم من قبل شريحة واسعة جدًا من البرازيليين. وأضاف أنه حزين لرؤوية البرازيل تعزل نفسها عن العالم بهذه الصورة.
وبشكل عام، يحتل مُستخدمو الشبكات الاجتماعية في البرازيل المرتبة الثانية أو الثالثة من ناحية عدد المُستخدمين حول العالم، كما يقضون ضعف الوقت الذي يقضيه بقية المُستخدمين من أمريكا في استخدامها.
وعلى الرغم من كون الحظر مؤقت لمدة 48 ساعة، إلا أنه يُنذر بإجراءات قادمة لتنظيم الإنترنت ومُراقبة كل شيء، حيث تتوفر مشاريع لقوانين تتحدث عن عقوبات بالحبس لمدة تصل إلى ست سنوات في حالة تم تصوير أي شيء ونشره على الإنترنت دون إذن، وهي تشريعات يُمكن أن ترى النور في حالة وصول الحزب المُحافظ إلى السلطة.
يُشار إلى أن الحظر لاقى استهجانًا كبيراً من قبل مستخدميه عبر شبكات التواصل الاجتماعية، لكن تطبيق تيليجرام في المقابل حصل على مليون مُستخدم في فترة لا تتجاوز 24 ساعة فقط، حسبما أعلن على حسابه في تويتر صباح اليوم.