وجه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب، رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بتحويل المنتدى الاستراتيجي العربي، أحد مبادرات محمد بن راشد العالمية، إلى منصة فكرية وبحثية عالمية تهدف إلى استشراف المستقبل وحالة العالم سياسياً واقتصادياً بهدف بناء نموذج علمي لتحليل كافة البيانات الجيوسياسية والاقتصادية.
جاء ذلك خلال حضور سموه جانباً من فعاليات اليوم الأول للمنتدى الاستراتيجي العربي الذي انطلقت أعماله اليوم في دبي يرافقه سمو الشيخ حمدان بن محمد آل مكتوم، ولي عهد دبي، وسمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم دبي.
وقال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: ” كشفت الأحداث الأخيرة التي شهدها العالم العربي حجم الفراغ ما بين الحكومات العربية وشعوبها، مما أتاح المجال للفوضى والظواهر السلبية كي تتشكل وتتكاثر وتفجّر الأزمات والصراعات. لو امتلكت تلك الحكومات آليات الرصد المبكر لهذه الظواهر لتمكنت من مستقبل أفضل للعالم العربي ،إن ما جرى كان درساً قاسياً بكافة المعايير لكنه مليء بالنتائج والعبر، فهذا الفراغ لا تملؤه غير المعرفة والمتابعة الحثيثة للعوامل التي تتفاعل في المجتمعات العربية من أجل اتخاذ القرارات وانتهاج السياسات المسؤولة الكفيلة بتدارك الأمور للحفاظ على الانسجام داخل النسيج الاجتماعي والتناغم بين الحكومات وشعوبها.”
وتابع صاحب السمو قائلاً “أصبح من الضروري أن نعمل على آليات وأدوات معرفية مبنية على أسس علمية لاستشراف المستقبل وبناء عالم عربي أفضل. وهذا لن يحدث إلا بقراءات أكثر دقة لحالة العالم العربي والعالم. ومن خلال رصد ودراسة وتحليل كافة العوامل والتوجهات التي تتقاطع وتتشابك على كافة الساحات، مما يسهم في تعزيز سبل مواجهة التحديات واستغلال الفرص من أجل مستقبل أفضل للشعوب العربية”.
وختم صاحب السمو بالقول” يجب أن نعمل على بناء نموذج متقدم لتوظيف المعارف والعلوم من أجل فهم تطلعات الشعوب وتوحيد طاقاتها وتوجيهها نحو المسار الصحيح لتحقيق التنمية وضمان استدامتها كي لا تبقى رهينة للتفكك والصراعات الثانوية. نحن على قناعة تامة بأن المعرفة كأساس للتنمية وسلاح لها هي ما يميزنا عن خصوم الإنسانية.”
وحضر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، جلستين ضمن فعاليات اليوم الأول للمنتدى، الأولى بعنوان “حالةالعالم العربي سياسياًفي 2016″، قدمها سموالأميرتركيالفيصل، رئيسمجلسإدارةمركزالملكفيصلللبحوثوالدراساتالإسلامية، والثانية حول تقريرحالةالعالم”سياسياًواقتصادياً” في 2016 للدكتورجيدونروز.
وسيعمل المنتدى الاستراتيجي العربي الذي حضره معالي محمد عبد الله القرقاوي، وزيرشؤون مجلس الوزراء، رئيس المنتدى الاستراتيجي العربي، وعدد من الوزراء وكبار المسؤولين والخبراء من جميع أنجاء العالم، على بناء مؤشراتوبحوثخاصةتعنىبالشؤونالسياسيةوالاقتصاديةللمنطقة وتشمل مؤشر” الرأيالعربي” الذيسيركزعلىقياسالانطباع العربيحولالقضاياالرئيسية والمؤثرة. وسيعتمدالمؤشرعلىجمعبياناتباستخدام أحدث التقنيات العلمية مثل ” البيانات الكبيرة”لتحديدالانطباعات حول عدد من القضاياالسياسيةوالاقتصادية. وسيسمح المؤشر بفهم انطباعات الشارع العربي عن قضايامعينة،مما يتيحل صانعي السياس اتو القرارت طويرخطط تنموية بشكل علمي.
أما المؤشر الثاني فيركز على المخاطرفيالعالم العربي، وسيعمد المؤشر على رصد تأثير هذه المخاطرودراسة احتمالات حدوثها بالإضافة إلى أفضل لممارسات التييمكن تطبيقها فيال وطن العربي.
وفي مجال البحوث، سيعمد مركز المنتدى الاستراتيجي العربي إلى تطوير محتوى عربي غني بالبحوث السياسية والاقتصادية مثل تكلفةالربيعالعربي. كما ستركز البحوث على جيوسياسيةالعالم العربي، وعلمالاستشرافالسياسيوالاقتصادي، بالإضافة إلى محتوى حصري حول الخارطة الزمنيةللنزاعات فيالعالموتحليلتأثيرها.
وانطلاقاً من سعيه إلى تعزيز المعرفة سيتيح المنتدى الفرصة لبناء القدرات المعرفية من خلال تنظيم دوراتتدريبيةمتخصصة لتوسيع المعارف وصقل المهارات حول آلياتومنهجياتالاستشرافالسياسيوالاقتصادي من خلال الشراكات مع المراكز البحثية والجامعات العالمية.