- أهم الأخبارالأخبار

بالخرائط.. طرق تهريب نفط داعش

يعد النفط الخام، الذي يطلق عليه الذهب الأسود، المصدر الأكبر لتمويل تنظيم داعش وديمومته كمدخول اقتصادي في ظل سيطرته على المناطق التي تقع فيها معظم حقول النفط في سوريا.

نشرت شبكة سكاي نيوز الإخبارية عدة خرائط توضح مسار النفط الذي يستولى عليه تنظيم داعش، من مصدر إنتاجه وحتى تهريبه وتسويقه وبيعه.

تعتبر دير الزور المنطقة الرئيسية المنتجة للنفط لداعش شرقي سوريا، حيث بلغ الإنتاج ما بين 34 إلى 40 ألف برميل يوميا خلال شهر تشرين الأول، وفقا لتقديرات أهالي دير الزور، إلا أن كمية الإنتاج تراجعت خاصة مع تكثيف الغارات الجوية على معاقل داعش ومنابع النفط التي يسيطر عليها، كما يهيمن التنظيم على ناحية القيّارة قرب الموصل شمال العراق والتي يبلغ إنتاجها من خام النفط الثقيل نحو 8000 برميل يوميا والتي تستخدم محليا في المنتجات والخلطات الإسفلتية.

ومن الصعب تحديد إجمالي الإنتاج النفطي للمناطق التي يسيطر عليها التنظيم، خاصة أن معظم حقول النفط في المنطقة قديمة وتعاني النقص في التكنولوجيا الحديثة أو المعدات الضرورية للحفاظ عليها. كما أن كثافة الضربات الجوية على نفط داعش عطلت الإنتاج بنحو 30 بالمئة في شهر أكتوبر خاصة في حقلي العمر والتنك في دير الزور والذين يعتبرا المصدر الأول للنفط لتنظيم داعش.

ويتراوح سعر برميل النفط من حقل لآخر بحسب نوعيته؛ فسعر برميل النفط من حقل العمر يبلغ 45 دولارا بينما يبلغ سعر برميل النفط في مناطق أخرى نحو 25 دولارا. ويقدر دخل داعش من النفط بحوالي 1.1 مليون دولار يوميا.

وعلى الرغم من أن الكثيرين يعتقدون أن داعش يعتمد على تصدير النفط لتمويل نفسه، إلا أنه يستغل الأسواق القريبة من المناطق التي يسيطر عليها خاصة قرب الحدود العراقية أو التركية.

ويبيع التنظيم معظم نفطه في حقول النفط مباشرة وبشكل ممنهج لتجار “مستقلين” يتوجهون إلى تلك الحقول عبر قوافل من الصهاريج التي تتكدس قرب الحقول النفطية مما يشكل هدفا أسهل للاستهداف من قبل الغارات الجوية.

ولتدارك الأمر، استحدث تنظيم داعش آلية بيع جديدة عبر تسجيل التجار لصهاريج النفط قبل وصولها مراكز البيع وتحديد موعد للبيع لتجنب تكدس تلك الصهاريج الأمر الذي يشكل صعوبة للغارات لاستهدافها.

مصافي النفط

ولدى التجار خيارات عدة بعد تحميلهم للنفط الخام، فإما التوجه نحو مصافي التكرير المجاورة والعودة لتحميل الخام- ويتم ذلك عبر عقود مع مصافي التكرير. أو بيع النفط لسيارات النقل الأصغر ونقلها نحو المناطق التي تسيطر عليها المعارضة شمالي سوريا أو عبر الحدود العراقية السورية شرقا باتجاه منطقة القائم.

ويفضل أغلبية التجار بيع النفط على الفور وتحقيق 10 دولارات كأرباح لكل برميل.

وبحسب شهادات التجار فإن الغارات لم تستهدف آبار النفط بقدر ما استهدفت الصهاريج ومصافي التكرير، فأهداف الغارات تمثلت بعرقلة آليات استخراج النفط فقط.

وتنتج تلك المصافي البنزين والمازوت كوقود يستخدم لمولدات الكهرباء والذي تتزايد الطلبات للحصول عليه، خاصة وأن نوعية البنزين المستخلص رديئة وليست بالجيدة.

ويتم تكرير النفط الخام من قبل السكان المحليين عبر مصافي بدائية ويتم شراؤه من قبل تنظيم داعش من خلال اتفاقيات وعقود للشراء، رغم أنه قام بشراء خمسة مصافي منذ منتصف هذا العام. وانطوت عقود الشراء على تزويد المصفاة بالنفط الخام إما عبر صهاريج التنظيم أو صهاريج مستأجرة وأخذ كل المازوت المنتج بينما يتم تقاسم الأرباح من بيع البنزين المستخلص مع المالك الأصلي للمصفاة.

تسويق النفط

بعد عملية تكرير النفط، يتم شراؤه من قبل التجار ونقله إلى الأسواق في جميع أرجاء سوريا والعراق، إذ يتم استهلاك حوالي خمسين في المئة من النقط في المناطق التي تسيطر عليها فصائل المعارضة السورية شمالي سوريا.

ويتملك داعش أسواقا في جميع المناطق التي يسيطر عليها، وغالبا ما تقع على مقربة من مصافي التكرير. ويوجد في أغلب البلدات أسواقا مخصصة للوقود حيث يتزود السكان المحليون بالوقود من خلالها.

إلا أن هناك أسواقا أكبر لبيع النفط مثل سوق منبج أو آل باب شرقي ريف حلب. ويتوجب على التجار تقديم وثيقة تثبت دفعهم لزكاة الأموال حتى يتمكنوا من شراء النفط دون ضريبة. وينبغي على التجار من المناطق التي تسيطر عليها المعارضة السوري دفع 200 ليرة سورية نحو 0.67 دولار عن كل برميل.

أما سوق القائم، والذي يعد من أكبر أسواق المنطقة ولا يتبع لتنظيم داعش، فيتقاضى التجار نحو 100 ليرة سورية لكل برميل نفط.

أما في الموصل فيباع النفط في محطات صغيرة وفي كل ركن من أركان المدينة ويطلق الباعة أسماء منتجاتهم النفطية بحسب اسم الحقل الذي جاء منه لتحديد نوعية النفط ومقارنة الأسعار بالنوعيات الأخرى.

ومنذ بدء الضربات الجوية، تضاعفت أسعار المازوت والديزل في المناطق الخارجة عن السيطرة الحكومية، كما ارتفعت أسعار المواد الغذائية بسبب ارتفاع أجور النقل.

تهريب الوقود

يعكف التنظيم على تهريب الوقود إلى الدول المجاورة، حيث تتم عمليات التهريب عبر المناطق التي تسيطر عليها المعارضة شمالي سوريا عبر الحدود التركية.

وتتم عمليات التهريب عبر الصهاريج بشكل مباشر والقوارب النهرية أو من خلال الدواب والخيول عبر المناطق الجبلية عبر منطقة الراعي الحدودية. وانقطعت عمليات التهريب نحو إقليم كردستان إلا أنها ما زالت مستمرة نحو محافظة الأنبار على الحدود مع الأردن.

كما يتم تهريب النفط عبر مد أنابيب بلاستيك ودفنها تحت الأرض للتهريب الحدودي كما هو الحال في قرية بيساسلان قرب الحدود التركية السورية.

ولم تتوقف عمليات استخراج النفط وتكريره وبيعه حتى مع الضربات خاصة وأن الأهداف التي تشن لا تستهدف حقول النفط.

فعلى سبيل المثال، فإن أقسى ضربة تلقاها داعش هي تلك التي استهدفت المعدات التي تستخدم لاستخراج النفط في حقول العمر، والذي يعد أكبر مصدر للنفط للتنظيم، حسبما أورد سكان محليون.

ويقوم التنظيم حاليا باستخراج النفط بطريقة بدائية عبر الحرق العشوائي الأمر الذي أدى إلى إبطاء عملية الإنتاج وبشكل كبير من آبار حقول العمر، حتى تتمكن الضربات على المدى القصير من تجفيف منابع التنظيم.

ويرى مراقبون أن التحركات التركية-الأميركية بإغلاق الحدود أمام داعش خطوة إيجابية في سبيل تجفيف منابع التمويل للتنظيم، إلا أن هناك ثغرات عدة خاصة على الجانب التركي الذي طالما استغله داعش كأكبر مصدر تمويل له من خلال تهريب وبيع النفط الرخيص.

1

2

3

4

6

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى