سلط تقرير لصحيفة “الراي” الكويتية، الضوء على تزايد العمليات الإرهابية في بعض دول الخليج، ودول غربية، وكيفية مواجهة ما يعرف بظاهرة “الذئاب المنفردة”، للتنظيمات الإرهابية.
ونقلت صحيفة “الراي” الكويتية، عن مصادر أمريكية مطلعة أن واشنطن مازالت تراقب عن كثب عملية ملاحقة السلطات الامنية الكويتية لخلايا تنظيم داعش.
وأبدت المصادر الأمريكية “إعجابها بالأداء الكويتي”، مؤكدة أنه من المقرر أن يصل مسؤولون أمريكيون أمنيون إلى الكويت في موعد قريب للتباحث مع نظرائهم الكويتيين في شؤون الحرب على الإرهاب، وقالت المصادر “إنه لفتها حديث المسؤولين الكويتيين عن ظاهرة الذئاب المنفردة”.
وقالت المصادر “يبدو أن تنظيم داعش بدأ بتعميم هذه الظاهرة أخيراً، ما من شأنه أن يؤدي إلى تحول كبير في طريقة مكافحة الإرهاب حول العالم، التي اعتمدتها واشنطن بالتعاون مع عواصم الدول الأخرى لمكافحة الأرهاب في الماضي، وخصوصا في الحرب ضد تنظيم القاعدة”.
وتابعت المصادر الأمريكية “من الملاحظ أن داعش يحاول تطوير أساليب ووسائل للالتفاف على الخطة المتكاملة التي اعتمدها العالم منذ مطلع 2002، والتي تتنوع بين مراقبة الحسابات والتحويلات المصرفية، ومراقبة المكالمات الهاتفية ووسائل التواصل الإلكترونية، واختراق التنظيمات الارهابية نفسها والتجسس عليها من داخلها”.
وأضافت المصادر أنها “تشارك السلطات الكويتية رؤيتها في أن ظاهرة الذئاب المنفردة، التي يحاول تنظيم داعش اعتمادها ونشرها، مبنية على نشر الإرهاب على مرأى ومسمع العالم بأسره، خصوصاً عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
ويتعذر على السطات الأمريكية حظر أي تغريدات أو مشاركات لأي شخص عبر وسائل التواصل الاجتماعي بسبب مبدأ “حرية الرأي” التي تكفلها المادة الأولى من الدستور الأمريكي.
وفي بعض الحالات الخاصة، مثل التحريض المباشر على القتل، نجحت السلطات الأمريكية في حمل مواقع التواصل الاجتماعي على التعاون عن طريق حظر الحسابات التي تبث هذا النوع من الرسائل وتسليم السلطات المعلومات المتوافرة لديها حول هذه الحسابات.
لكن أجهزة الأمن الأمريكية مازالت تعاني من رفض وسائل التواصل المشفّرة عبر الإنترنت التعاون معها، ما يفتح ثغرات يمكن للتنظيمات الإرهابية مثل داعش استغلالها للإيحاء لمؤيديها بشن هجمات من تلقاء أنفسهم في المناطق التي يعيشون فيها في دول مختلفة.
وقالت المصادر الأمريكية أن “مثال الإرهابي السعودي الذي فجر نفسه في الأمن، نموذج جيد على ظاهرة الذئاب المنفردة”.
أما عن كيفية مكافحة هذه الظواهر الإرهابية، فيعتقد المسؤولون الأمريكيون أن ذلك ممكن عبر خليط من الإجراءات، تتضمن مجابهة الرسالة الفكرية المتطرفة التي يبثها داعش عبر الإنترنت برسالة مضادّة ومعتدلة، وهذا عمل لا يمكن لأمريكا القيام به، بل الأفضل أن تقوده دول إسلامية، وهو بالفعل ما بدأت بعض هذه الدول بالعمل عليه عبر افتتاح مقر إعلامي مخصص لبث الرسالة الإسلامية المعتدلة في دولة الامارات العربية المتحدة”.
وختمت المصادر الأمريكية أن “هناك اجراءات كثيرة أخرى يجري الإعداد لها، وأن مشاركة الرؤى حول هذه الاستعدادات تزيد من فرص نجاحها، وأن تجربة السلطات الكويتية حتى الآن تثبت فعاليتها، وهو ما يوجب على السلطات الأخرى المشاركة في مكافحة التطرف التنسيق مع الكويتيين بشكل أوسع لتعميم التجربة وتعميم الفائدة”.