أعتقد أن الرئيس عبدالفتاح السيسي استُنسِخ، فقد كان في افتتاح المؤتمر السنوي لمؤسسة الفكر العربي، واستقبل مجموعات من شباب مصر، وأيضاً وفد الديبلوماسية الشعبية الإثيوبية، وقرأت له تصريحات عن شؤون داخلية مصرية. فقد استعرض مع وزير النقل شبكة الطرق القومية وشدد على اتباع أعلى معايير السلامة. هو أصدر أيضاً بياناً يؤكد الحرص على توافق مع إثيوبيا على جميع القضايا، ثم سافر إلى اليونان وساهم في قمة الشراكة بين مصر واليونان وقبرص، وعاد إلى مصر.
كل هذا في يومين ونصف يوم لي في القاهرة. كانت هناك أخبار أخرى أضعها أمام القارئ:
– مؤسسة الفكر العربي احتفلت مع جامعة الدول العربية بالعيد السبعين لتأسيس الجامعة. وأعطِينا نسخة من بيان تأسيس الجامعة سنة 1945 وقّعها على التوالي: الرئيس شكري القوتلي والملك عبدالله، ملك شرق الأردن في حينه، والأمير عبدالاله، الوصي على عرش العراق، والشيخ بشارة الخوري، والأمير سعود، ولي عهد المملكة العربية السعودية.
أين نحن الآن من أمثال القوتلي والخوري والملكية في العراق. الأردن والسعودية سلِما لأن الحكم انتقل من ملك إلى ملك، كل منهم بنى على ما أسس أسلافه ولم يهدم كما حدث في بلدان عربية أخرى.
– لم تكن جامعة الدول العربية وحدها بالاحتفال بالسبعين فالغرب احتفل بسبعين سنة على نهاية الحرب العالمية الثانية، وجريدة «الأهرام» احتفلت بالعيد السبعين لجمعية المؤلفين والملحنين والناشرين برعاية رئيس الوزراء شريف إسماعيل ووزير الثقافة حلمي النمنم. وستقيم الجمعية حفلة إحياء للمناسبة في دار الأوبرا في 21 من هذا الشهر. أعضاء الجمعية أطربوا الأمة وبعض القادة أبكانا، ويكفي صدّام والقذافي مثلاً.
– جريدة «الجمهورية» احتفلت بالذكرى 62 لتأسيسها. وكان هناك ملحق جميل للذين كتبوا فيها مثل جمال عبدالناصر وأنور السادات، وأيضاً طه حسين ويوسف السباعي ومعهم بيرم التونسي وكامل الشناوي. أرجو أن نرى «الجمهورية» تحتفل بعيدها السبعين والثمانين وكل عقد لاحق.
في هذا السياق، أقول إنني قرأت الكتاب «سبعون» للكاتب اللبناني ميخائيل نعيمة الذي درس في روسيا مع جدي قبل أن ينتقل إلى الولايات المتحدة ثم يعود إلى لبنان، فكنت والأصدقاء نعرِّج على دارته في الشخروب، ونحن في طريقنا إلى قمة جبل صنين.
– قرأت في جريدة «اليوم السابع» صفحتين عن مستقبل جمال مبارك. هو صديق جلست معه ساعات قرب نهاية الشهر الماضي، وأعتقد أنه عمل لخير بلده، ويكفي أن أشير إلى دوره في مساندة حكومة أحمد نظيف التي شهد الاقتصاد المصري تقدماً غير مسبوق أثناء عملها في العقد الأول من هذا القرن، حتى أنها سنة 2008، أو سنة الأزمة المالية الأميركية والعالمية، نجحت في زيادة الاقتصاد المصري 4.5 في المئة، فيما كان اقتصاد دول كثيرة أخرى في الشرق والغرب يسجل تراجعاً.
– الأخبار التي تنغص العيش عادة من إسرائيل والإرهاب. وقرأت عن حكم غرفة التجارة الدولية تغريم مصر بليوني دولار لمصلحة شركة كهرباء إسرائيل وقرار الحكومة المصرية الطعن في الحكم وتجميدها مفاوضات لاستيراد الغاز من إسرائيل. شهدت أيضاً نحيب أهالي ضحايا الهجوم على ملهى «الصياد» حيث قتِل 16 مواطناً بريئاً. واجب الحكم في مصر أن يقضي على الإرهاب بكل أشكاله قبل أي واجب آخر.
– أجمل مما سبق أني كنت في السيارة ومررنا بمبنى الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، وقال لي «العم صلاح» أن أنظر إلى رقم فوق المبنى كان تجاوز 90 مليوناً عندما مررنا، وهو عدد سكان مصر الذين فهمت أنهم يزيدون ثلاثة ملايين كل سنة. هل يتحمل الاقتصاد المصري مثل هذه الزيادة؟ أترك للخبراء الجواب.
– كان الإقبال على الانتخابات البرلمانية في مصر ضعيفاً، إلا أن بين الإيجابيات أن النساء حصلن على 84 مقعداً والأقباط على 26 مقعداً، وأن المستقلين لهم 216 مقعداً أي غالبية في البرلمان الجديد. مبروك.