سها صلاح
في عرض بارز للقوة هاجمت روسيا داعش بصواريخ من خلال بحر قزوين حين اطلقت 26 صاروخاً مجنحاً في سوريا قاطعة بذلك مسافة 1500 كيلومتر من فوق ايران والعراق.
كما أكدت صحيفة “الديلي تليغراف” البريطانية في تقرير لها فى وقت سابق عن مواجهة رحلات شركات الطيران المدني التي تحلق فوق العراق وإيران وسورية مخاطر التعرض للإصابة والاسقاط، بسبب القذائف الصاروخية الروسية بعيدة المدى ، والتي يوجهها الجيش الروسي نحو الأراضي السورية، مشيرة إلى أن شركات الأمان الملاحي الجوي حذرت من هذه الأخطار، خاصة من صواريخ “كروز” بعيدة المدى.
وبينت “الديلي تليغراف”، أن الصواريخ عبرت الأجواء التي تستخدمها عدة رحلات جوية مدنية بين أوروبا والخليج وأسيا، منوهة إلى أن عدة شركات، منها الخطوط الجوية الفرنسية والخطوط الجوية البريطانية، قامت بتغيير خطوط سير بعض رحلاتها، لتجنب المنطقة الممتدة بين إيران وساحل البحر المتوسط الشرقي.
وتقول الصحيفة، إن الصواريخ الروسية التي انطلقت من البوارج الحربية في بحر قزوين، حلقت على ارتفاع منخفض جداً فوق إيران والعراق، قبل أن تضرب 11 موقعاً في الرقة وحلب وإدلب ،بينما أصيبت 4 قذائف على الأقل من بينها بعطب، وسقطت في الأراضي الإيرانية، حسب ما أعلنت وزارة الدفاع الامريكية “البنتاغون”.
و اليوم كشفت وكالة إنترفاكس الروسية، عن وصول غواصة روسية مزودة بصواريخ كروز دخلت الجزء الشرقي من البحر المتوسط واقتربت من الساحل السوري.
ونقلت الوكالة عن مصدر اليوم قوله إن الغواصة مزودة بصواريخ شبيهة بتلك التي استخدمتها السفن الحربية في أسطول بحر قزوين الروسي لضرب أهداف تابعة لتنظيم داعش.
ما أدى إلى العودة بالتاريخ إلى الوراء فقد ظهرت هذه صواريخ ” كروز” خلال الحرب العالمية الثانية (1939 – 1945) عندما طور الالمان النازيون الصواريخ.
حتي ولدت صواريخ كروزبعيدة المدي و هي عبارة عن طائرات صغيرة الحجم ذات دفع نفاث نبضي بسيطة من دون طيار تطلق من على منصات إطلاق ارضية صغيرة يصعب كشفها، وتحلق بارتفاع منخفض لتنقض على اهدافها في بريطانيا. واطلق الالمان اعدادا كبيرة ارهقت القيادة البريطانية، حتى تم تدمير مصانعها في هولندا وفرنسا المحتلتين من قبل المانيا النازية، لكن التقنية لهذا النوع من الاسلحة اغرت الاميركان فطوروها الى اسلحة ذات توجيه دقيق وسلحوا اعدادا منها برؤوس نووية تكتيكية.
صعوبة كشفها
تكمن خطورة صواريخ كروز في صعوبة إيجاد وسيلة دفاعية فعالة مضادة لها، والسبب يرجع إلى نمط تحليقها البالغ الانخفاض، فهي تطير على علو يكاد يلامس قمم الاشجار (اقل من مئة متر)، وتتفادى في طيرانها العوائق الطبيعية.
خطورتها
يكمن الخطر في صواريخ كروز في حمولتها الحربية، فهي تتنوع ما بين رؤوس نووية او تقليدية شديدة التدمير او قنابل انشطارية.
كما لا يمكن ادراج صواريخ كروز في معاهدات الحد من التسلح الصاروخي، كونها تصنف على انها اسلحة تقليدية .الجدير بالذكر ان سربا من صواريخ كروز او حتى مركبات جوية غير مأهولة تطير بسرعة متدنية جدا بحدود 130 كلم/ ساعة، تتنوع حمولتها من اسلحة التدمير الشامل او تلك التقليدية، يمكنها تفادي الكشف الراداري عند الطيران البالغ الانخفاض.
فعالية عالية وكلفة أقل
وعلى صعيد التكلفة، تقع الصواريخ الجوالة او كروز، ضمن نطاق الاسلحة التي تستخدم مرة واحدة، لذا فهي محسومة التكلفة، ويعتبرها بعض السياسيين انها افضل بكثير من استخدام الطائرات القاذفة وحتى تلك الخفية منها ‘ستيلت’، وعلى الرغم من التطور التكنولوجي الصناعي، تجد ان كلفة تطوير صاروخ موجه، هي لا تزال ادنى بكثير من كلفة تطوير طائرة مقاتلة عادية، وهو امر مؤكد في مجال الانتاج.
يتم توجيه صواريخ كروز في الوقت الحالي بواسطة انظمة تحديد المواقع بالأقمار الصناعية GPS، اضافة الى الاجهزة الملاحية المحمولة على متنها، وبالتالي فإن ذلك يجعلها اكثر دقة وقادرة على العمل بجميع الاحوال الجوية ويشكل الاعتماد على انظمة تحديدالمواقع بواسطة الاقمار الصناعية GPS عنصرا مهما في تسهيل صنع صواريخ كروز، مما يجعلها اكثر انتشارا وبمتناول العديد من الدول حتى المتخلفة تكنولوجيا منها.