حاتم الطائي.. المعتصم.. صلاح الدين.. ربما كانت النخوة والرجولة بداخل هؤلاء آخر ما تبقى لنا نحن العرب من جينات عربية أصيلة في وطن امتدت امبراطوريته في زمن الإسلام الأول من أقصى الأرض لأدناها.
وبعد مئات السنين ورثت العروش العربية أجيالًا لا تعي هذا المعنى ولا تعرف قيمته الحقيقية، وبدأت الانهيارات تحاصر العرب في كل مكان وتكالب على أمتنا الأعداء والأصدقاء في آن واحد فتآكلت الحدود.
والأخطر من ذلك الأعداء الجدد من الأخوة وبني العم، فالحرب الآن في أغلب أقطارنا العربية بين المسلم والمسلم.. القاتل مسلم والمقتول مسلم.. للأسف الشديد، ولو احتكمنا لديننا العربي ولرسولنا الكريم –صلى الله عليه وسلم- فالقاتل والمقتول في النار .
سيخرج المدافعون الذين برعوا في تغيير الألفاظ والمفاهيم بحديث آخر: “انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا” متجاهلين النصف الثاني من الحديث الشريف، حين سأله الصحابة: “يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا نَنْصُرُهُ مَظْلُومًا فَكَيْفَ نَنْصُرُهُ ظَالِمًا قَالَ تَأْخُذُ فَوْقَ يَدَيْهِ”، والمعنى هنا يمكنك أن تفسره كما شئت، ولكن لو كان الرسول –صلى الله عليه وسلم- يريد قتله –كما يحدث الآن- لقال فاقتلوه!
باختصار.. طغاة العرب وقياصرته أشد قسوة على الإسلام والعروبة من أعداء الإسلام أنفسهم، إنهم أشبه بالأورام السرطانية، التي تنتشر في صمت ولا تتوقف عند الجزء المصاب بل في النهاية تدمر الجسد كله؛ لذا فإن جسدنا العربي الذي يتهاوى من كثرة ما أصابه يحتاج فقط إلى جينات عربية أصيلة.. إلى «معتصم» يهّب لنجدة المظلوم ويضرب بقوة على يد الظالم، ويجمع حوله شتات الأمة، ليحميها من الذئاب.. وما أكثرهم!!