الإصلاح مبدأ عظيم الشأن لما له من دلالات كبيرة فلقد تسالمتْ الأمم البشرية على إنه من أهم متطلبات الحياة الإنسانية لأنه الواجهة الناصعة لكل مَنْ يطمح إلى إعادة ترتيب الأوراق التي بُعثرت بفعل أيادي رموز الفوضى و الدمار فالإصلاح يبدأُ من الذات الإنسانية و بعدها إلى التطبيق الفعلي في الارتقاء بكيان الأمة وكذلك أداة وجودها وما تعارف عليه بمسمى الدولة فحينما تصاب تلك الأداة بداء الفساد وخاصة إذا استفحل بشكل مخيف وأصبح مهيمناً بشكل تام عليها بدأً من قمة الهرم و نزولاً بقاعدته فهنا يأتي دور الإصلاح لانتشال الأمة من مخاطر الوقوع في مستنقعات هذا الوباء الخطير و نرى حقيقة هذه الصورة تتجسد في السيناريو الذي تتمسك به مرجعية السيستاني والتي سعت إلى تلميع صورتها التي أطاحت بها في كثير من الأحيان بل و جعلتها محط سخرية و استهزاء في العديد من المحافل الدولية وفي قراءة موضوعية لواقع العراق و خلال ثلاثة عشر عاماً بعد زوال النظام السابق نجدها قد أفرغت المرجعية من محتواها الحقيقي و أظهرتها بالمؤسسة السياسية عبر تدخلها السافر في الشؤون السياسية وأبرزها حزمة الفتاوى التي أطلقتها لصالح المحتل وعده صديقاً فاتحاً و ليس عدواً غازياً من خلال تغيير المفاهيم الفكرية للعراقيين تجاه المحتل عبر فتاويها التي سهلت المهمة أمام الغازي و بذلك شرعنت كل جرائم الاحتلال وما خلفه من دمار في العراق بمختلف نواحي الحياة وكذلك وجهت العراقيين للتصويت لصالح دستور برايمر و ايضاً أسهمت و بشكل مباشر و كبير في تسليط قيادات سياسية فاسدة عاثت الفساد و الإفساد في البلاد و انتهكت حرمات العباد بذرائع و حجج واهية حتى إظهرت تلك القيادات و كأنها حكومة ملائكية و بيدها مفتاح الحل الأمثل لمستقبل العراق المشرق و الحقيقة خلاف ذلك تماماً فحال العراق ينذر بمستقبل مجهول و غامض في نفس الوقت و الأدهى و الأمر في طبيعة مرجعية السيستاني أنها وتحت ذريعة الدفاع عن الوطن و حماية المقدسات من خطر الإرهاب فقد أصدرت فتواها المقيتة التي أحرقت بطائفيتها النسل و الحرث فتوى التحشيد الطائفي التي خلفت ورائها الآلاف من القتلى و الجرحى ومن المغرر بهم وفي المقابل هجرت و شردت الملايين من العوائل الآمنة من شرق وغرب البلاد دون أن تقدم لهم الدعم اللازم و تجعلهم موضع اهتمامها و عنايتها البالغة خاصة وأنها تتولى الإشراف التام على كل صادرة و واردة في العتبات الدينية في العراق وما تمتلك من مليارات الدنانير العراقية فضلاً عن كنوزها النفيسة كلها لا تذهب في تخفيف معاناتهم و تقلل من همومهم فمن هنا نستطيع معرفة حقيقة السيناريو الذي تسعى مرجعية السيستاني إلى خداع المتظاهرين العراقيين خلال تظاهراتهم المطالبة بالإصلاح الحقيقي وهو ما يخالف النهج الإصلاحي المزيف لدى مرجعية السيستاني التي تريد إعادة الأمور إلى نقطة الصفر في استشراء الفساد و ديمومة الفاسدين في مناصبهم و هذا ما حذر منه المتظاهر و الناشط الصرخي الحسني في بيانه الموسوم ( من الحكم الديني (اللا ديني ) إلى الحكم المَدَنِي ) في 12/8/2015 بقوله : (( اما اِقحام اسمِ المرجعية فهو انتهازٌ وخداعٌ وسرقةُ جهود وتضحيات ، وهذا لا يصحّ القبول به والسكوت عنه لأنه يعني بقاء واِزدياد الفساد والفتن والدمار والهلاك )) .
فبعد أن اتضحت الملامح الحقيقية لسيناريو الإصلاح المزيف عند مرجعية السيستاني فهل يوجد مبرر لإقحام تلك المرجعية الانتهازية في التظاهرات و التعويل عليها في قلب الموازين و الإطاحة بحكومة المنطقة الخضراء ؟؟؟ .