نون والقلم

سيادة العراق بين مطرقة الاحتلال الإيراني و سندان حكومة العبادي

تعد القيم و الأخلاق من الأولويات التي تسعى المجتمعات البشرية إلى الارتقاء بها من خلال نشرها بين أفراد المجتمع لما لها من انعكاسات ايجابية في ترتيب حياة المجتمع و الفرد معاً و بالشكل الصحيح وهذا ما نرى مصداقه واضحاً بالمدرسة الحسينية التي دأبت على إعداد الإنسان على وفق المعايير السماوية وما أرست دعائمه من أخلاق فاضلة و قيم نبيلة وفي المقابل عدت منتهكي هذه الخصال ليس من المنتمين لها وخير ما يجسد تلك الحقيقة ما نراه يحصل عند الحدود الشرقية للعراق من فوضى و انتهاك للأعراف الدولية و القوانين الأممية فَتَحْتَ ذريعة أداء مراسيم الزيارة الأربعينية فقد أقدم أكثر من نصف مليون أيراني على دخول الأراضي العراقية دون تأشيرات قانونية أو جوازات سفر أصولية  فضلاً عما أحدثوه من أضرار مادية لحقت بالمنفذ الحدودي العراقي ولم يقف الأمر عند ذلك بل أقدمت مجموعة كبيرة منهم على اهانة السيادة العراقية بتمزيق العلم العراقي و رفع العلم الإيراني مكانه وسط صمت و تجاهل حكومة العراق في رسالة واضحة و صريحة تنم عن مدى خرقهم للقوانين الدولية و الأعراف الاجتماعية فهذا الخرق الواضح للسيادة العراقية علامَ يدل ؟ ولماذا هذا العدد الكبير من الإيرانيين في العراق ؟؟ ولماذا هذا الصمت المخزي و المريب لحكومة العبادي تجاه ما يحصل للرموز السيادية  العراقية ؟؟؟ وهل من قيم و مبادئ المسلم التطاول على الرموز السيادية في بلاد المسلمين و التي تعد من الخطوط الحمراء التي لا يجب المساس بها ؟؟؟ فأما صمت حكومة العراق فما هو إلا اكبر دليل على تبعيتها و انحيازها إلى حكومة الملالي الإيرانية وهذا ثابت بالأدلة و البراهين و أما الاستفزازات للحشود الإيرانية ما هي إلا دليلاً صارخاً ينم على عدم احترامها لكرامة و هيبة و سيادة العراق و العراقيين على حد سواء وما قدومهم للعراق ليس بحجة الزيارة و إنما لتكريس الاحتلال الإيراني للعراق في إشارة منها إلى عدم التزامها بالأعراف و القوانين الدولية التي تحتم احترام هيبة و كرامة البلدان و عدم التعرض لسيادتها مهما كانت الدواعي و الأسباب فإيران جعلت من العراق تابعاً لها و رأس مال خزينتها و سلتها الغذائية حيث أغرقت العراق بشتى أصناف صناعاتها الاقتصادية و التي أصبحت وبالاً على العراقيين وهذا ما كشفه المرجع الصرخي الحسني في كثير من المناسبات ولعل منها ما طرحه المرجع الصرخي خلال حواره الصحفي مع بوابة العاصمة في 17/3/2015 عندما طالب المجتمع الدولي و العربي بضرورة خروج إيران من اللعبة بقوله : ((  فإذا لم تخرج إيران من اللعبة فلا حل لمعضلة العراق والأمور ستسير من سيء إلى أسوأ .ومن هنا طالبنا بإخراج إيران من اللعبة كي ننفي وننهي كل المبررات التي جعلت الشباب الأخوان والأبناء يضطرون لحمل السلاح فلابد من ان نزيل أسباب اضطرارهم ولابد من ان نوجه لهم الكلام والنداءات والنصح كي يعودوا إلى رشدهم والى أهليهم كي تنكشف الأمور وتتميّز كل طائفة مقاتلة عن الأخرى وهذا لا يمكن أن يتحقق إلا بخروج إيران من اللعبة , وخروج إيران من اللعبة يعني خروج كل عملائها ومليشياتها )) وقد تجددت تلك المواقف للمرجع الصرخي خلال لقائه المتلفز مع قناة التغيير في 17/8/2015 قائلاً ( إيران جعلت من العراق جزءاً منها و من عاصمتها وإمبراطوريتها و تابعاً لها و سلتها الغذائية و رأس مال خزينتها ) .
وهذا ما يكشف حقيقة السياسة التي تنتهجها إيران تجاه العراق و الشرق الأوسط برمته و محاولاتها المستمرة الرامية لاحتلال المنطقة و تحقيق حلم الإمبراطورية الفارسية التي أكل عليها الدهر و شرب .

 

أخبار ذات صلة

Check Also
Close
Back to top button