نون والقلم

العراق بحاجة لثورة على الفساد و الظلم و ليس للبكاء

كانت وما تزال شعوب العالم تسعى لإشاعة مبادئ التعايش السلمي بين أفراد المجتمع عبر تقوية أواصرها باستلهام  خطى الأحرار ممَنْ سار في طريق الحرية و مقارعة حكام الجور والاستكبار العالمي بثوراتهم الفتية التي استطاعت حصد الانتصارات على قوى الاستكبار لإيمانها بصدق و عدالة قضيتها وانطلاقها  من رحم معاناة شعبها داعيةً إلى الإصلاح  وهذا ما جعلها محط إعجاب الشعوب الأخرى وهذا ما يفتقر إليه العراق و شعبه الذي بات مدعاة  للسخرية و الاستهزاء عند الكثير من شعوب المعمورة فالحقيقة من حقها ان تسخر منه لان العراق البلد الأول في الخيرات و الثروات المتعددة المصادر و شعبه بين فقير يعيش وسط ركام النفايات أو مهجر يستجدي في الطرقات كيف لا و العراقيين على مدار ثلاثة عشر سنة وهم في سبات طويل بالرغم من أنهم يرفعون شعارات الثورة الحسينية و يعظمونها اشد تعظيم فيقيمون مجالس الذكر و ينفقون الأموال الطائلة من اجل الإسراف و البذخ و يدمون الرؤوس و يسيرون بالملايين لمسافات شاسعة تقدر بمئات الكيلومترات ظناً منهم أن الإمام الحسين ( عليهما السلام ) محتاج إلى لطمهم و إطعامهم أو سيرهم المرهق للأبدان فكلها رياء في رياء لأنهم لا زالوا يرون المنكر فيعملون به و يرون الإصلاح ولا يحققونه فعلاً فقط وفقط أصبح الإصلاح كالسراب الذي يلهث خلفه الظمآن فضلاً عن حالهم الاسوء حال في شتى أصقاع المعمورة فخيراتهم تسرق أمام أنظارهم و أعراضهم تنتهك على مرأى منهم و كرامتهم تسلب منهم كل يوم و فوق كل هذا و ذاك أصبحت بلادهم محتلة من قبل قوى الاستكبار العالمي من أمريكا و إيران وهم لا يحركون ساكن وكأنه أصبح واقعاً يتلذذون به وكانوا سبباً بتسليط القيادات السياسية الفاسدة التي جاءت مع المحتل حتى أصبحت تلك القيادات السياسية الانتهازية مصدر رعب و انتهاك لحقوق العراقيين و دعاة فساد و إفساد من سرقات للمال العام و تهريب للثروات وعلاوة على ذلك فقد أسس السياسيون المليشيات الإجرامية التي تعمل لصالحهم و باتت سيفاً مسلط على رقاب العراقيين فعاثت الفساد في البلاد و انتهكت حرمات و سرقت ممتلكات العباد ولم يقف الأمر عند ذلك بل شرع هؤلاء الساسة الفاسدون القوانين و الأنظمة التي توفر الحماية لمليشياتهم تمنع من تعرضها إلى المسائلة القانونية فكل تلك المصائب و الويلات و المآسي التي يعيشها العراقيون وهم غارقون باللطم و النياح و العويل و رفع شعار الثورة الحسينية الإصلاحية لكن من دون أن يغيروا واقعهم المرير فعلى مدار أربعة أشهر وهم يخرجون بتظاهرات تطالب بالإصلاح لكنهم يعلمون علم اليقين أن حكومة العبادي لن ولن تلبي ما يريدون من إصلاحات ضاربة بذلك جميع مطالبهم عرض الحائط و رغم ذلك فقد خرج العراقيون بالملايين بحجة زيارة الحسين (عليه السلام ) تاركين بذلك الفساد يستفحل و الفاسدون يصولون و يجولون بذلك شملهم مضمون قول المرجع الصرخي الحسني في بيانه الموسوم ( ثورة الحسين من اجل الأرامل و اليتامى و الفقراء و النازحين و المهجرين ) قائلاً : (( مَنْ يريد ان يواسي الإمام الحسين (عليه السلام) بالجهد والمال فعليه ان يفعل ما فعله الحسين وضحى من اجله وما سيفعله (عليه السلام) لو كان الان معنا ، فانه سيكون مع الإصلاح في امة الإسلام )) .
و يبقى هنا أن نقولها بصراحة كفاكم أيها العراقيون فالعراق بحاجة إلى ثورة إصلاح حقيقية تعيد هيبة الوطن المسلوبة و كرامته المسحوقة و ثرواته المنهوبة  ومقدساته و حرماته المنتهكة فالعراق بحاجة إلى ثورة على الفساد و الظلم و ليس للبكاء و العويل و اللطم .

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى