تتوقع “منظمة أطباء بلا حدود” أن اليمن مقبل على كارثة إنسانية مع حلول فصل الشتاء في ظل النقص الفادح في المساعدات الإنسانية في أغلب مناطق باليمن ،في الوقت الذي يزداد الوضع تدهورا بشكل خطير يوم بعد اخر، كما دعت المنظمة أطراف الحرب الى احترام حقوق الانسان والقانون الدولي الانساني وعدم اختراقها او تجاوزها ووجوب الالتزام الكامل وضمن سير عمل ونشاط المنظمة ودورها الانساني وفقا” لما كفلتة وبينته القوانين والمعاهدات الدولية المتعلقة بالعمل اثناء النزاعات المسلحة والحروب .
وكان رئيس منظمة اطباء بلا حدود، “الدكتور ميجو ترزيان” قد ناقش الملف الانساني في اليمن، أثناء استقباله في مكتبة لـ”محمد اسماعيل الشامي”، رئيس التحالف الدولي للدفاع عن الحقوق والحريات “عدل” بفرنسا الأسبوع الماضي.
حيث أكد رئيس منظمة أطباء بلا حدود، أن منظمته تتواجد في اليمن، وهي منطقة نزاع ضمن اربع فرق دولية تمثل المنظمة هي (فرنسا، اسبانيا، سويسرا ، هولندا)،وتغطي المنظمة11 مستشفيي ومركز طبي تابع بشكل كامل لها ,مشيرا إلى أن اليمن تعد ثالث اكبر دولة بالعالم يتواجد فيها نشاطهم بعد افريقيا وجنوب السودان.
وقد قالت الأمم المتحدة ومنظمه الصحة العالمية أن22 مليون تحت خط الخطر، وأن مليون شخص تركوا منازلهم ويبحثون عن مأوى، وأن 52 مستشفى مدمر ، وهناك 26 الف جريح ، منهم 16 الف جريح مدني ,و5 ألف قتيل , كما أن غالبية من استقبلتهم منظمة اطباء بلا حدود، خلال الثمانية اشهر كان غالبيتهم من المدنيين منهم نساء واطفال وشيوخ، ويعد هذا رقم كبير بالنسبة للمده الزمنية ,كما أن هناك صعوبة بالغة بوصول الأدوية إلى كل مكان، فالوضع العام بالمجمل باليمن خطير وصعب ، ويشهد تدهور مريع بالوضع الانساني خلال هذه الفترة الزمنية البسيطة لم تشهده حتى سوريا التي تشهد حرب منذ خمس سنوات
وقال الوضع الانساني والعام عموما سيئ للغاية، لا توجد كهرباء، ولا محروقات، ولا يتوفر الماء الصالح للشرب، وقد فر كامل الكادر الطبي البشري الأجنبي وموظفي الإغاثة نتيجة الحرب وخطورة الوضع، الامر الذي أدى الى نقص كبير في الكادر الطبي البشري ما أدى إلى تدهور عام بالخدمات الصحية في أغلب المناطق السكنية”.
وأكد رئيس منظمة اطباء بلا حدود: بأن هناك طائرتان أسبوعيا” تابعه للمنظمة تنقل مساعدات طبية لليمن طائرة تهبط بمطار عدن واخرى بمطار صنعاء سمحت قوات التحالف بنزولها بشكل أسبوعي,الا ان مطار عدن يشهد مؤخرا اصلاحات فيتم ارسالها بالبواخر عبر ميناء عدن من جيبوتي.
كما اشار الى ما تشهده اليمن وتعانيه من نقص كبير في اللقاح للأطفال ما عرض عدد من الأطفال للوفاة نتيجة لذلك، وقال: “وصلتنا حالات اسعاف لأطفال وتوفوا بسبب عدم تلقيحهم من الأمراض المعروفة وتأخرهم عن الموعد المحدد لذلك نتيجة خوفهم من القصف المستمر والمناطق التي تشهد مواجهات، وأيضا نتيجة لعدم توفر مواصلات لعدم وجود بنزين”. وحول قصف قوات التحالف العربي لمستشفى حيدان بصعدة في اليمن.
قال ” ميجو ترزيان”رئيس منظمة اطباء بلا حدود: بأن «حادثه قصف المستشفى التابع لنا بمنطقه حيدان بمدينة صعده من قبل الطيران التابع للتحالف، كان بالنسبة لنا أمرا صادما ومفجعا للغاية، وحتى اللحظة ننتظر توضيح من قبل قوات التحالف لماذا تم استهداف وقصف المستشفى، رغم أننا أكدنا لهم بإحداثيات موقع المستشفى، لتجنب استهدافه، كما أكدنا لهم بعدم وجود سلاح أو مسلحين فيه، وحتى أثناء القصف نحن متأكدين بأنه لم يكن هناك أي سلاح أو موقع عسكري يستدعي القصف الذي سبب لنا صدمة ولكل الطواقم العاملة لدينا، والذي سبب لهم الحادث خشية كبيرة وخوف من استهدافهم اثناء عملهم حيث لم يعودوا في مأمن بعد هذا الخرق والاستهداف المخالف لكل الاعراف والقوانين الدولية المتعارف عليها والمعمول بها اثناء الحروب والنزعات المسلحة”
وقال: “لا توجد لدينا اشكاليه ايضا” في ارسال المزيد من المساعدات الطبية والعلاجية بشكل اكبر بقدر، ما تواجهنا اشكاليه ضمان وصول تلك المساعدات لمستحقيها وعدم بيعها أو التلاعب بها ولذا فإننا نقوم بالإرسال وفقا للمستشفيات التابعة لنا والعاملين بها وتغطية احتياجاتها”. وأشارا كلا” من رئيس منظمة اطباء بلا حدود، “الدكتور /ميجو ترزيان والسيد- محمد اسماعيل الشامي رئيس التحالف الدولي للدفاع عن الحقوق والحريات “عدل” بفرنسا،في حديثهم ونقاشهم عن الملف الانساني باليمن ,بأن اليمن ومنذ مارس الماضي شهدت اعنف مواجهات ووضع أخطر للغاية ويزداد خطورة يوما بعد آخر.. وقالا بأن: “الملاحظ، بأن الحرب باليمن، حتى اللحظة تعد حرب مغلقة، لا يتحدث عنها أحد حتى وسائل الاعلام الدولية ,ولا أحد يتحدث أو يتناول الحرب والوضع الانساني وماذا يجري باليمن وهناك تغييب شبه كامل لكل ذلك سواء عدد ضئيل من وسائل الاعلام الدولية التي تناولت وتداولت ما يحدث في اليمن،ومنها وسائل اعلام مهنيه بـ”فرنسا” تحدثت عن الوضع باليمن . وقال “ميجو ترزيان” ولذلك فقد نظمنا مؤتمرا ومعرضا للصور عن الحرب المنسية باليمن بالفترة الماضية إلّا أن ذلك لم يغير مطلقا التوجه السياسي الدولي العام تجاه الحرب والوضع الانساني والانتهاكات الخطيرة الحاصلة التي تحدث باليمن”.مؤكدا” قيامة بزيارة خاصة قادمة مطلع ديسمبر القادم لليمن . وأختم رئيس منظمة اطباء بلا حدود، “الدكتور /ميجو ترزيان “اللقاء بدعوته ومطالبته الامم المتحدة والدول الكبرى بوضع حل عاجل للصراع الدائر باليمن وايقاف الحرب وايجاد حل سياسي ينهى الصراع الحاصل لان الشعب هو المتضرر الاكبر والمدنيين هم الضحية الابرز لهذه الحرب وغالبية الضحايا من النساء والاطفال والشيوخ .