كثيرة هي التصريحات الإعلامية التي تطرق أسماعنا كل يوم لرئيس حكومة العراق ومَنْ يسمعها يعتقد أن العراق يعيش أفضل أحواله أو أنه بلد الحرية و الثروات الطبيعية وفيه الأمن و الأمان وبات يشكل كعبة لكبرى الشركات الاستثمارية و محط أنظار السياح و الزائرين حتى غدا أعجوبة العالم الثامنة لما ينعم به من قيادات سياسية حكيمة عملت طيلة ثلاثة عشر سنة على إدخال كل مظاهر الترف و الرخاء و الحياة السعيدة حتى يذهب الخيال بالسامع لتلك التصريحات التي يطلقها العبادي إلى أن العراق بلد الخيرات و الثروات فكلها حقيقةً من ضرب الخيال لان واقع العراق مرير و مزري بل سيء إلى ابعد الحدود وفي كل ميادين الحياة فالقضاء يتلاعب به الفاسدون حتى أصبح ألعوبة بيد الساسة و المتنفذين ففي محاكم العراق ترى العجب العجاب فيها المدان بريء و البريء مدان أما التعليم سواء العالي أو التربية فحدث بلا حرج فهما أساس بناء المجتمع أصبحا في مهب الريح لما حلَّ بهما من نكبات و ويلات و باتت المؤسسات التعليمية تهدد حياة الطلبة و التلاميذ فمن تعليم بأجور زهيدة مدعومة من قبل الدولة إلى تعليم باهض الأثمان إلى مدارس مهددة بالسقوط على رؤوس فلذة أكباد العراقيين وأما الزراعة و الصناعة فهنا الطامة الكبرى فالعراق في الآونة الأخيرة قد تحول من بلد زراعي صرف إلى مستورد بحت سواء على مستوى الزراعة أو الصناعة فبعد إن كان يصدر منتوجاته الزراعية اليوم هو مَنْ يستوردها من الخارج و بعد إن كانت الصناعة العراقية تغزو كبريات الأسواق العالمية خاصة النسيج و الإطارات أصبح العراق يستورد أردأ المنتوجات الصناعية و النسيجية و أما الأمن و الأمان فلا وجود لهما اصلاً في عراق مليشيات الأحزاب و الكتل السياسية الفاسدة فبعدما كان في المركز الأول عالمياً بالأمن و الأمان اليوم وبفضل تلك القيادات السياسية الفاشلة اصبح المواطن لا يأمن حتى على حياته فضلاً عن ماله و عرضه خوفاً إما من عمليات الخطف وحتى التصفية على أيدي المليشيات المجرمة أو السرقات من قبل العصابات الإجرامية وما خفي كان أعظم هولاً و مأساة فهذا هو حال العراق في ظل حكومة العبادي التي باتت إصلاحاتها من ضرب الخيال لانها لم ولن تغير شيئاً من واقع الحال وهذا ما يحتم على الشعب العراقي أن يرفع من سقف التظاهرات السلمية من خلال إدامة زخمها في الشارع العراقي و بالطرق الحضارية وكما يقول المتظاهر و الناشط المدني الصرخي الحسني في بيانه الموسوم { من الحكم الديني ( اللا ديني ) إلى الحكم المَدَنِي} بتاريخ 12/8/2015 و الذي دعا فيه المتظاهر و الناشط المدني الصرخي الحسني كافة أطياف الشعب العراقي إلى مؤازرة إخوانهم المتظاهرين حتى تحقيق الهدف المنشود من التظاهرات قائلاً : ((بعد ان انقلب السحر على إيران الساحر بفضل وعيكم وشجاعتكم وإصراركم فادعوكم ونفسي الى الصمود في الشارع وإدامة زَخْمِ التظاهرات والحفاظ على سلميّتها وتوجّهها الإصلاحي الجذري حتى كنسِ وإزاحةِ كلِّ الفسادِ والفاسدين وتخليصِ العراق من كل التكفيريين والتحرر الكلي من قبضة عمائم السوء والجهل والفساد حتى تحقيق الحكم المدني العادل المنصف الذي يحفظ فيه كرامة العراقي وانسانيته وتمتُّعِه بخيراته بسلامٍ واَمْنٍ وأمان )).
فمهما أطلق العبادي من إصلاحات و إصلاحات فإنها بلا شك ستكون شكلية ترقيعية ولا تصب في مصلحة العراق و العراقيين ولا تقدم شيئاً يغير حال البلاد فيا عراقيين لا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين .