وأكدت الصحيفة أن الهجمات الأخيرة على باريس تكشف توفر الأسلحة بشكل كبير في القارة الأوروبية، وسهولة الحصول عليها لكل من يدفع الثمن المناسب، وخاصة سهولة مرورها السريع من التاجر إلى المستعمل النهائي.
4 ملايين سلاح
وقالت الصحيفة إن الكميات الضخمة من الأسلحة المختلفة التي تجول في أوروبا اليوم، تبلغ حسب بعض الخبراء، 4 ملايين قطعة على الأقل تتراوح بين الرشاش والأسلحة الخفيفة الأخرى، وصولاً إلى المتفجرات بمختلف أنواعها.
وحسب الصحيفة فإن أغلب هذه الأسلحة مصدرها أوروبا الشرقية السابقة، بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، بعد المرور عبر رومانيا، وبلغاريا، والمجر، وتشيكوسلوفاكيا السابقة قبل تفككها، في اتجاه البوسنة وبدرجة أقل سلوفينيا.
وبعد أن كان محور هذه التجارة البوسنة بسبب الحرب الطاحنة التي دارت في يوغسلافيا السابقة، بقيت هذه الكميات الضخمة التي لم تجد طريقها إلى المتحاربين وقتها، في انتظارمشترين جدد، ليمثل الإرهاب سوقاً جديدة ومزدهرة اليوم.
توسع
وتضيف الصحيفة أن السوق توسعت بشكل كبير بعد الأحداث في العراق وأفغانستان وذلك منذ أحداث سبتمبر(أيلول) 2001، مروراً بغزو العراق في 2003، وتفجر الحرب الأهلية في ليبيا.
وأوضحت لاستامبا، أن تجارة السلاح وجدت متنفسات جديدة، وأسواق نشيطة، ونزاعات كبيرة في عدد من الدول الأفريقية والعربية، وبدفع من عصابات الجريمة الدولية خاصة المافيا، وأساساً مافيا ندرانغاتا الإيطالية، التي تسيطر على قطاعات واسعة في جنوب إيطاليا، قريباً من أسواق كثيرة متنامية.
وقالت لاستامبا، إن تحقيقاتها تشير إلى أن ميناء غويا تاورو الإيطالي، في معقل ندرانغاتا، يعتبر حجر الزاوية في تجارة السلاح الدولية وبوابة مرور شحنات السلاح في اتجاه طالبيه في أكثر من دولة ومنطقة جنوب المتوسط.
مافيا ندرانغاتا الإيطالية
وقالت لاستامبا إن مافيا ندرانغاتا الإيطالية، تحقق إيرادات لا تقل عن مليار يورو(1.2 مليار دولار) تقريباً من تجارة السلاح وحدها.
وأكدت الصحيفة أن تجارة الأسلحة، تجذب المزيد من العصابات والمنظمات الإجرامية، بسبب سهولة نقل الأسلحة في فضاء أوروبي موحد، على دفعات صغيرة، وبعوائد مجزية جداً مقارنةً مع المكاسب التي يمكن تحقيقها من تجارة المخدرات الكلاسيكية مثلاً، أو المخاطر التي يتعرض لها المهرب.
عوائد ومخاطر
وأضافت الصحيفة أن تهريب السلاح، لا يستوجب مثل تجارة المخدرات، نقل كميات كبيرة، أو تحديد لقاءات أو محادثات كثيرة، بل يكفي الطلب بطريقة آمنة، ليحصل الراغب في ذلك على شحنة في مكان متفق عليه مسبقاً في مخزن أو في مأوى سيارات، أو في شاحنة مهجورة، وغيرها من الطرق المستعملة في هذه التجارة، التي تشمل كامل القارة الأوروبية و لاتستني أي دولة منها.
وأكدت الصحيفة أن هذه السرية التي يعمل بها مهربو الأسلحة، تفسر إلى حد بعيد نجاح عملية باريس الأخيرة، وفشل أجهزة الأمن والاستخبارات في رصد الطلب والتوصيل والتزويد بالأسلحة التي استعملت في الهجوم على المقاهي والمطاعم مسرح الباتاكلان في باريس.