اخترنا لكنون والقلم

شكراً للإمارات

حسمت الإمارات أمرها، ليس بالشعارات والعناوين العريضة والخطط الخمسية والعشرية التي ضجت بها مسامعنا منطقتنا العربية منذ أن وطأت أقدامنا الأرض وما زلنا نسمعها إلى يومنا هذا. حسمتها بالمبادرات والعمل والتنفيذ على الأرض، حددت القادم انطلاقاً من واقعها المزدهر، وأعلنت أن المستقبل بيدها وليس بيد غيرها.
معركتها مع البناء لم تتوقف منذ أن تأسست قبل أربعة عقود، وخرجت ناجحة ظافرة، لكن تلك المعركة لا نهاية لها باستمرار الحياة لأنها معركة التنمية والفرح ، ولأن هدفها سعادة الإنسان وليس تدميره.
ولأنها معركة صعبة لا تتوقف فإنها تحتاج إلى أدوات جديدة مبتكرة وإلى عقول نيرة وإلى تقنيات متقدمة، تحتاج إلى تفاعل الجميع، وإلى فريق عمل يضم الصغير قبل الكبير.

صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد رئيس الدولة، حفظه الله، حدد الخطوط العريضة للمستقبل واستجاب الجميع. فالهدف، كما يؤكد سموه، هو بناء مستقبل راسخ لأجيال الإمارات بعيداً عن النفط، فخيار الإمارات هو الاستثمار في الإنسان وفي العلم والتقنية المتقدمة.
ثلاثة محاور رئيسية.. الإنسان والعلم والتقنية هي أدوات الإمارات للمرحلة المقبلة ، فصاحب السمو رئيس الدولة يشير إلى أن دولة الإمارات راهنت منذ البداية على بناء الإنسان وعقله ومواهبه وطاقاته.. واليوم يقود هذا العقل مسيرة التنمية واعتمادنا سيكون عليه بعيداً عن النفط.. إنها نقطة تحول رئيسية في مسيرة البلاد التنموية.
ولتأمين الأهداف اعتمد سموه 100 مبادرة وطنية في القطاعات التعليمية والصحية والطاقة والنقل والفضاء والمياه وخصص لها 300 مليار درهم مدعومة بحزمة سياسات جديدة تشريعية واستثمارية وتقنية وتعليمية ومالية بهدف تدفع الاقتصاد بعيداً عن النفط وتحقيق نقلة علمية ومعرفية متقدمة للبلاد.
هذا هو مستقبل الإمارات، مستقبل يرتكز على الإنسان والمعرفة والتقنية، فلا مجال لغير هذه الوصفة الثلاثية للوصول إلى أرفع المراتب وإلى الرقم واحد وبلوغ العُلا وتحقيق السعادة للجميع.. مواطن ومقيم وزائر.
الدول الواعية والشعوب المتعلمة لا ترهن مستقبلها إلا لعقولها ولأبنائها، كما يقول صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، فالعلوم والتكنولوجيا والابتكار هي خريطتنا لبناء مستقبل مختلف لأجيالنا القادمة .. الهدف حدده صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة مطلع العام خلال القمة الحكومية وهو الاحتفال بآخر برميل من النفط تصدره الإمارات.
نعم سيكون يوم احتفال وليس يوم حزن لأن الإمارات آنذاك لن تكون معتمدة على النفط ، ستكون مرتكزه على القيمة المُضافة لأبنائها وعلومهم وابتكاراتهم. على اقتصادها المعرفي. على خدماتها الفاخرة. على علاماتها التجارية المميزة. على صناعتها المتقدمة. على علومها وجامعاتها وعلى معالمها الشهيرة.
شكراً للإمارات، وشكراً لقادتها، ولشعبها، فأنت حقاً منارة العرب وأملهم ومستقبلهم.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى