في ظل الواقع المزري الذي يعيشه العراق وما صاحبه من نكبات و كوارث لم يشهد لها العالم مثيل في أصعب الظروف بل حتى مع الحروب العالمية وما رافقها من مآسي و ويلات ألقت بظلالها السيئة على شعوب القوى العظمى المتصارعة فيما بينها إلا أنها لم تصل إلى ما وصل إليه العراق و خلال ثلاثة عشر سنة شهدت البلاد تعاقب حكومات سياسية اتفقت على تقاسم الكعكة العراقية فيما بينها خدمة لأجندات خارجية تريد النيل من العراق وهذا ما تحقق لهم فعلاً من خلال واقع العراق المرير و المليء بشتى مظاهر الخراب و الدمار مما حدا بالشعب العراقي إلى الخروج بتظاهرات حضارية تدعو إلى إصلاح الوضع المأساوي و إنقاذ البلاد من الفساد و محاسبة الفاسدين و إعادة الأموال المسروقة إلى خزينة الدولة لمواجهة العجز المالي الذي يشهده العراق وفوق كل هذا و ذاك نرى المتظاهرين النجباء قد طالبوا و بإصرار شديد على ضرورة إقامة الدولة المدنية العادلة المنصفة التي يجتمع تحت خيمتها كل العراقيين بمختلف أطيافهم وهذا ما ولد ضغطاً جماهيراً على حكومة العبادي مما جعلها ترضخ ولو شكلاً لإرادة الجماهير المنتفضة ضد الفساد و الفاسدين و في محاولة انتهازية منها للالتفاف على الغضب الجماهيري فقد عمدت تلك الحكومة الفاشلة إلى ارخص الأساليب الوحشية مع شريحة النشطاء الشباب الوطنيين إما بالاختطاف و القتل أو التغييب في سجونها السرية مصحوباً بأبشع وسائل التعذيب الجسدي و لعل منهم الناشط المدني جلال الشحماني و محمد الشمري وخير دليل على ذلك الفيديو في أدناه و المسرب من داخل احد سجونها السيئة الصيت والذي يظهر الناشط ألشمري وهو يتعرض لأشد أنواع التعذيب على أيدي المليشيات الإيرانية التابعة لحكومة العبادي التي لا تختلف كثيراً عن سابقتها حكومة الإمعة المالكي فأي إصلاحات ترتجى من حكومة تعمل لصالح أجندات خارجية ؟؟ فهل كانت سياسة تكميم الأفواه من الإصلاحات المنشودة ؟؟؟ أم أنَّ قتل الناشطين بدم بارد من الإصلاحات الأخلاقية و الإنسانية ؟؟؟ أم سياسة المماطلة و التسويف و التنصل عن المسؤولية هي من صميم الإصلاحات الوطنية الصادقة ؟؟؟ فهنا لابد من قول الحق ونقولها بصراحة إلى المتظاهرين الشرفاء أن إصلاحات حكومة العبادي هي شكلية و ترقيعية مزيفة ولا تخرج من دائرة العمالة لأجنداتها الخارجية ومنها أمريكا و إيران لأنهما هما مَنْ جاء بتلك الحكومة الانتهازية التي لم و لن تحقق ما يصبو إليه المتظاهرون فلا خيار أمامكم سوى طردهم وإزاحتهم من عروشهم الخاوية الفاسدة وهذا ما تضمنه مشروع الخلاص للمرجع الصرخي الحسني في 17/3/2015 عندما طالب الأمم المتحدة و المجتمع الدولي سواء الغربي أو العربي بضرورة تولي إدارة شؤون البلاد بعد حل الحكومة و البرلمان حتى تشكيل حكومة وطنية مؤقتة لا تخضع لأي تجاذبات خارجية قائلاً : (( قبل كل شيء يجب أن تتبنّى الجمعية العامة للأمم المتحدة رسمياً شؤون العراق وأن تكون المقترحات والقرارات المشار اليها ملزمة التنفيذ والتطبيق مع حلّ الحكومة والبرلمان وتشكيل حكومة خلاص مؤقتة تدير شؤون البلاد إلى أن تصل بالبلاد الى التحرير التام وبرّ الأمان ))
وفي مسك الختام وبعد تغييب للرموز الوطنية و الناشطين الشباب الأحرار هل يبقى أي مبرر أمام الشعب العراقي في عقد الآمال على حكومة كانت ولا تزال ألعوبة بيد الشرق و الغر ب و تسير بالعراق نحو هاوية الخراب و الدمار .