تحدثت ناجية من مذبحة مسرح باتاكلان فى باريس ، عن تفاصيل الهجوم الإرهابى الذى استهدف المسرح ضمن ست نقاط أخرى فى العاصمة الفرنسية ، وكيف أنها تظاهرت بالموت للفرار من مصير العشرات حولها ممن لقوا حتفهم برصاص الإرهابيين الذين احتجزوهم بالداخل مساء الجمعة.
وتروى إزابيل بودرى، الشابة صاحبة الـ 22 عاما، لوكالة انباء رويترز، أن الأجواء داخل مسرح باتاكلان كانت رائعة ومليئة بالسعادة والجميع يرقص ويغنى مع العرض الموسيقى القائم، ثم فى لحظة هب مسلحين عند المدخل الأمامى وبدأوا فى إطلاق النار، لكن الناس فى سذاجة اعتقدوا أن الأمر جزء من العرض.
وتضيف “لم يكن مجرد هجوم إرهابى، لقد كانت مذبحة، عشرات الناس قتلوا بالرصاص أمام عينى، حمامات من الدماء انسكبت على الأرض، صرخات الرجال الذين احتضنوا جثث أحبائهم هيمنت على صوت الموسيقى ، عائلات ملكومة”.
وتمضى بالقول إن وسط صدمتها وشعورها بالوحدة والرعب اضطرت الشابة الشقراء أن تتظاهر بالموت طيلة أكثر من ساعة، حيث كانت ممددة بلا حركة وكتمت أنفاسها محاولا ألا يظهر عليها أى همسات، وتروى أنها كتمت حتى بكائها، كى لا تمنح أولئك الإرهابيين مشهد الرعب الذى أرادوا أن يروه على وجوه الضحايا، وتقول “كنت بالفعل محظوطة أن أنجو. لكن الكثيرون ليس كذلك”.
وأضافت أن كونها ناجية من هذا الرعب يجعلها تسلط الضوء على أبطال الحدث. وتوضح أن رجلا حاول تهدئتها خلال الهجوم وخاطر بحياته محاولا حماية رأسها بيديها بينما كانت ترتجف من الخوف، ثم ألتقط زوجين كانت اخر كلمات الحب منهم والإطمئنان لها سببا ليجعلوها تؤمن أن الخير لا يزال مستمر فى العالم.
وتواصل إزبيلا واصفة أبطال المشهد ومن بينهم الشرطة التى نجحت فى إنقاذ المئات الآخرين، وحتى الغرباء الذين أخذوها من الطريق وحاولوا مساندتها طيلة 45 دقيقة بعدما ظنت أن صديقها مات، وصولا لتلك السيدة التى فتحت أبوابها للناجين وجميع الناس الذين بعثوا برسائل دعم لها ولبلادها، وقالت لجميع أولئك الأبطال: “لقد جعلتمونى أعرف أن العالم لا يزال من الممكن أن يكون أفضل”.