اخترنا لكنون والقلم

هل الأجندة الإيرانية هي السبب في التفجيرات الفرنسية ؟!

هزت العاصمة الفرنسية باريس مجموعة من التفجيرات والعمليات الإرهابية التي ضربت ستة مواقع في باريس حيث خلفت العديد من القتلى والجرحى والخسائر المادية, وهذه السابقة الخطيرة تجعلنا نتساءل عن الجهة التي تقف خلف تلك التفجيرات والعمليات الإرهابية ؟! من المستفيد من هكذا أعمال إرهابية في باريس … من على خلاف مع فرنسا ؟ ومن لديه خلايا نائمة في باريس ؟ هل هي أمريكا ومن دار في فلكها من دول غربية وأوربية ؟! هذا الاحتمال غير مرجح ولا يمكن الاعتماد عليه لان فرنسا هي من الحلفاء الأقوياء مع أمريكا وترتبط معها علاقات سياسية ودية قوية جداً, هل هي إيران وروسيا ؟! طبعا يمكن أن نخرج روسيا من هذا الاحتمال لان لا فائدة ترجوها روسيا من هكذا عمليات إرهابية, كونها تبحث عن مصلحة لها ولا تريد أن تدخل في أتون حرب مع الحلف الأطلسي – الأمريكي.

ويبقى الاحتمال الأخر هو إيران, فإيران بدأت علاقاتها بالتشنج مع فرنسا خصوصاً بعد أن أعلنت باريس احتضانها للمعارضة الإيرانية ( مجاهدي خلق ) وكذلك قدمت الدعم المعنوي والمادي لهم, هذا من جهة ومن جهة أخرى تعد فرنسا من أبرز الدول الأوربية التي دخلت في الحلف الدولي الرافض لبقاء نظام بشار الأسد المدعوم من قبل إيران, خصوصاً وإن فرنسا كان لها الدور الفعال في التحضير لقمة فيينا لحل القضية السورية وكان على رأس المحادثات هو تقرير مصير الأسد, كما أعلن الرئيس الإيراني ” روحاني ” عن نيته لزيارة باريس من أجل حثها على تغيير موقفها تجاه الأسد, لكن فرنسا أبلغت السفارة الإيرانية في باريس إن موقفها لن يتغير حتى بعد زيارة الرئيس الإيراني, فوقعت تلك العمليات الإرهابية من أجل الضغط على باريس ومحاولة تغيير موقفها, كي تتحول بوصلة سلاحها نحو داعش فقط وتبتعد عن بشار, فزعزعت الأمن في فرنسا يعود بمنافع كبيرة على إيران من أجل إشغال باريس بمحاربة الإرهاب داخل حدودها وليس خارجها, لتقليل الضغط عن بشار الأسد من جهة ومن جهة أخرى تشتيت الجبهة الدولية المعارضة للتدخل الإيراني في المنطقة.

كما إن دخول الآلاف من عناصر الحشد الإيراني إلى أوربا تحت عنوان الهجرة, والجميع يعرف أن تلك العناصر ( الحشداوية ) أصحاب خبرة ميدانية في عمليات التفجير والقتل, وهو يتحرك وفق توجيه القيادات العسكرية الإيرانية, فهو وكما يقول المرجع العراقي الصرخي في حوار له مع صحيفة الشرق بأنه ((هو ليس حشداً شعبياً بل هو حشد سلطوي إيراني تحت اسم الطائفية والمذهبية المذمومة شرعاً وأخلاقاً، إنه حشد مكر وتغرير بالشباب العراقي وزجهم في حروب وقتال مع إخوانهم في العراق للقضاء على الجميع ولتأصيل الخلاف والشقاق والانقسام ولتأصيل وتجذير وتثبيت الطائفية الفاسدة لتحقيق حلم إمبراطوريات هالكة قضى عليها الإسلام، فنسأل الله تعالى أن يقينا شر هذه الفتن والمفاسد العضال))…

وما يجعلنا نرجح هذا الاحتمال بالإضافة لما قدمناه من أسباب هو أن إيران لها باع طويل في القيام بهكذا أعمال إرهابية, منها تفجيرات الخبر في السعودية سنة 1996 وتفجيرات السفارة العراقية في لبنان والتي نفذها المجرم المالكي – رئيس الحكومة العراقية السابقة – وتفجيرات الكويت التي نفذها الإرهابي أبو مهدي المهندس قائد مليشيا الحشد وتفجيرات الأرجنتين في ثمانينات القرن الماضي.

وحتى لو كانت تلك العمليات التي استهدفت باريس قام بها تنظيم داعش فهذا يجعلنا نتساءل لماذا ذهب داعش إلى باريس البعيدة كل البعد عنه ولم يتوجه إلى إيران الأقرب له ؟! على الرغم من أن الأمن الداخلي الإيراني مهزوز بفعل التحرك البلوشي المسلح في إقليم بلوشستان والتحرك العربي في الاحواز والتحرك الأذري والتحرك الكردي في إقليم مهاباد ؟؟!!.

حتى وإن شطبنا الاحتمال السابق ووضعنا عليه ” اكس ” ونقول إن داعش هي من قام بهذه العمليات الارهابية, نرجع ونسأل, وجود داعش أو الظهور الأول لداعش في أي دولة كان ؟! والجواب واضح وبديهي وهو في سوريا والعراق حتى كان إسم هذا التنظيم هو ( الدولة الإسلامية في العراق والشام ), وهذا يدفعنا للسؤال التالي, من يحكم سوريا والعراق أثناء ظهور داعش ؟! الجواب واضح ومعروف هما السفاح بشار الأسد في سوريا والمجرم نوري المالكي في العراق … وهنا نسأل, ماذا قدما هذين المجرمين لشعبيهما ؟! … الجواب واضح وبديهي وهو كما قاله المرجع العراقي الصرخي والذي ذكرناه أعلاه ((… هو الفسادُ والإفساد والظلمُ والإجرام وسوءُ التخطيطِ وسُقمُ العلاجِ …)).

وهنا نسأل, من كان السبب في الإبقاء على بشار الأسد في سوريا وقدم له الدعم العسكري بكل أنواعه, حتى شاع الظلم والجور والفساد في سوريا الشام؟! ومن الذي أوجد المجرم المالكي كحاكم في العراق ودعمه ودافع عنه ومازال يدافع عنه, وساعده في حربه على أهل السنة العراقيين وبصورة ساد فيها الظلم والجور والحيف والترويع ؟! والجواب واضح وبديهي وهو إيران, فهي من دعمت هاتين الشخصيتين وأوجدتهما, ومازالت تدعمهما لهذه اللحظة.

وهنا نلاحظ إن إيران هي السبب الأول في إيجاد المجرمين ” المالكي والأسد ” وبسبب سياستهما التي تمثل سياسة إيران اتسعت في العراق وسوريا رقعة الفساد والإفساد والظلم والإجرام وسوء التخطيط وسُقم العلاج … الأمر الذي أوجد تنظيم داعش … بمعنى إن إيران هي السبب الأول والرئيس والعلة الحقيقية لوجود داعش, فسبب إيجاد حكام الجور هي إيران, وبسبب هؤلاء الحكام ظهر داعش, فإيران هي السبب الأول والرئيسي لوجود داعش, وهي المستفيد الأكبر من وجوده في العراق وسوريا ومن عملياته الإرهابية التي تضرب دول العالم, وهذا يرجعنا إلى ما استعرضناه في البداية وبالتالي تكون إيران هي المستفيد مما حصل في باريس إن لم تكن هي من أمرت بتنفيذ هذه العمليات.

 

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى