( إنَّ شرَّ البلية ما يُضْحِكُ ) كثيراً ما يتردد هذا المثل بين الأوساط البشرية التي تكون فريسة سياسات فاشلة و تخبطية في آن واحد و تعاني من أزمات مالية و نكبات اقتصادية لان تلك السياسات التي تشرف عليها قيادات سياسية لا تعد أصلاً من أهل السياسة حقاً وطبعاً فاقد الشيء لا يعطيه فكيف تعطي تلك القيادات شيئاً هي فاقدة له من الأساس فحكومة العراق تعد من ابرز تلك القيادات السياسية الانتهازية و التي لا تصلح لقيادة دفة الأمور بشتى مسمياتها خاصة و أنه يتربع على عرش الموارد الاقتصادية المتعددة المصادر والتي جعلته من أفضل البلدان في الواردات المالية حتى بات العراق ضمن قائمة الأكثر تقدماً اقتصادياً لكن ما إنْ هيمنت حكومات سياسي الصدفة حتى جعلت العراق من أفقر البلدان التي تنتظر عطف البلدان العالمية لتقدم له المساعدات أو المنح المالية لسد العجز في موازناته السنوية التي ما وصلت إلى هذا الحال إلا بفضل سرقات و فساد الطبقة السياسية الفاشلة وخاصة حكومة الإمعة المالكي التي بددت أضخم ميزانية يشهدها العالم بأسره فكانت السبب الأساس في تدهور الوضع الاقتصادي للبلاد و وصوله إلى حافة الانهيار في ظل حكومة العبادي التي لا تملك خارطة طريق تتكفل بخروج البلاد من منزلق الانهيار الاقتصادي حتى راحت تنتهج سياسية اقتصادية فاشلة انتهت بإصدار فئة نقدية جديدة أثارت مخاوف و قلق الأوساط المصرفية و المالية لان الاقتصاد العراقي غير مؤهل لإصدار أي عملة نقدية و كذلك تأثيرها الواضح على العملة الأصغر بل و باقي العملات العراقية مما ستتسبب تلك العملة في انهيار الاقتصاد العراقي بشكل تام وبعد كل هذا من الفشل و التخبط السياسي و الاقتصادي و المالي لحكومة العبادي فيا أيها العراقيون المتظاهرون في ساحات التظاهر و الحرية هل نرتجي الخير من بطون جاعت ثم شبعت ؟؟؟ هل نتوقع الإصلاح الحقيقي و التغيير الجذري من حكومة تتستر على ملفات غسيل الأموال لأكبر بنك رسمي في العراق ؟؟ هل نتوقع الإصلاح و التغيير الحقيقي من حكومة لا تريد الخروج فعلاً من عباءة حزبها الفاشي فتقتص من كبار رموز الفساد و تعيد ما سرقوه من خزينة الدولة لكي تسد العجز الحاصل في ميزانية العراق لكنها حقاً لا تريد انتشال العراق من مخاطر شبح الإفلاس المالي و الانهيار الاقتصادي مما يجعل الشعب العراقي أمام خيار لا ثاني له هو التظاهر السلمي و إدامة زخمه في الشارع العراقي من خلال الصبر و الثبات حتى كنس و طرد الطبقة السياسية الفاسدة برمتها وهذا ما دعا إليه المتظاهر و الناشط المدني الصرخي الحسني خلال بيانه وتحت عنوان ( من الحكم الديني (( اللا ديني ) إلى الحكم المَدَني) بتاريخ 12/8/2015 قائلاً : ((بعد ان انقلب السحر على إيران الساحر بفضل وعيكم وشجاعتكم وإصراركم فادعوكم ونفسي الى الصمود في الشارع وادامة زَخْمِ التظاهرات والحفاظ على سلميّتها وتوجّهها الإصلاحي الجذري حتى كنسِ واِزاحةِ كلِّ الفسادِ والفاسدين وتخليصِ العراق من كل التكفيريين والتحرر الكلي من قبضة عمائم السوء والجهل والفساد حتى تحقيق الحكم المدني العادل المنصف الذي يحفظ فيه كرامة العراقي وانسانيته وتمتُّعِه بخيراته بسلامٍ واَمْنٍ وامان )) .
و يبقى على الشعب العراقي السير قدماً نحو تحقيق أهدافه و طموحاته التي خرج من اجلها وهذا طبعاً لا يتحقق ما لم يهب الشعب بمختلف شرائحه الاجتماعية لمناصرة إخوانه المتظاهرين لينهي عهود الظلم و الاستبداد و يوقف نزيف السرقات للمال العام .