غير مصنف

هل اقتربت الحرب «الأمريكية ـ التركية» البرية ضد داعش في سوريا؟

منذ فوز حزب العدالة والتنمية في الانتخابات البرلمانية التي جرت بداية الشهر الجاري، تتسارع الأحداث والتصريحات السياسية من الجانبين عن احتمال قيام تركيا والولايات المتحدة الأمريكية بعملية برية واسعة ضد تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» في سوريا خلال الفترة المقبلة.

سياسياً، كانت أبرز وآخر التصريحات لرئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، حيث قال في تصريحات تلفزيونية الاثنين: «نحن بحاجة لإستراتيجية موحدة في حرب برية وجوية ضد تنظيم الدولة الإسلامية داعش»، موضحاً أنه «عندما يتم الحديث عن قوة برية فيجب مشاركة الجميع».

وأضاف: «من أجل عمليات عسكرية برية وجوية نحن بحاجة لإستراتيجية موحدة، وإن كان لدى التحالف الدولي إستراتيجية شاملة، فتركيا مستعدة للعب دور في ذلك»، ورداً على سؤال إن كانت الإستراتيجية تتضمن عمليات عسكرية، أجاب: «تركيا حتمًا مستعدة للمشاركة، وإلا فإن مجموعات إرهابية أخرى ستملأ الفراغ الذي سيتركه انسحاب داعش على الأرض»، مجدداً التأكيد على أنه «يجب علينا حل الأزمة السورية من كافة النواحي». ولفت إلى أن الغارات الجوية شبه اليومية التي تشنها بلاده ضد التنظيم «ليست كافية»، وقال: «منذ أشهر ونحن نقترح على حلفائنا إقامة منطقة آمنة، وطرد داعش من حدودنا».

وفي تطور آخر، أجرى الرئيس الأمريكي «باراك أوباما»، الثلاثاء، اتصالين هاتفيين مع كل من الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان» ورئيس الوزراء «أحمد داود أوغلو» تناول خلالهما آخر المستجدات على الساحة الإقليمية.

وبحسب مصادر من داخل القصر الرئاسي بالعاصمة أنقرة، فإن الزعيمين ناقشا آخر المستجدات في المنطقة والسبل الكفيلة لحل الأزمات العالقة، واتفقا على «توحيد الجهود فيما يخصّ محاربة تنظيم الدّولة (داعش) في سوريا والعراق، والعمل على زيادة الدعم للمعارضة السورية المعتدلة»، فيما لفتت رئاسة الوزراء أن محادثات أوباما مع داود أوغلو تمحورت حول القضية السورية، و»كيفية الصراع مع تنظيم الدّولة داعش».

وبالتزامن مع ذلك، استقبل أردوغان، مساء الاثنين، رئيس هيئة الاستخبارات التركية «هاكان فيدان» في مقر القصر الرئاسي بالعاصمة أنقرة، وأوضحت مصادر من داخل القصر أنّ اللقاء الذي جمع بين الاثنين، استمر لمدّة ساعة دون الإعلان عن تفاصيل فحوى المباحثات التي دارت بينهما.

وبحسب مصادر تركية فإن لقاء أردوغان برئيس هيئة الاستخبارات، لم يكن مدرجاً ضمن جدول أعماله ليوم الاثنين، ويعتبر «هاكان فيدان» من أبرز القيادات الأمنية التركية التي تشرف على الملف السوري، ومن أهم الشخصيات المقربة من الرئيس أردوغان.

وفي تطور جديد، أعلن وزير الدفاع الأمريكي أشتون كارتر، الاثنين، أن بلاده يمكن أن ترسل مزيداً من الجنود إلى سوريا لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية «داعش»، مشيراً إلى أن إرسال الجنود يرتبط بإمكانية عثور واشنطن على مزيد من القوات المحلية الراغبة والقادرة على محاربة المتطرفين.

وكان الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، قد سمح نهاية الشهر الماضي بإرسال مجموعة صغيرة من القوات الخاصة إلى شمال سوريا للمشاركة مباشرة بالاستعدادات لمحاربة عناصر «داعش»، وكثفت الطائرات الأمريكية في الأيام الأخيرة حملة القصف الجوي التي تنفذه الولايات المتحدة ضد تنظيم التنظيم.

وقبل أيام، كشف وزير الخارجية التركي فريدون سنيرلي أوغلو، أن أنقرة تخطط لشن عمليات عسكرية في الأيام المقبلة ضد تنظيم «الدولة»، قائلاً: «لدينا خطط لتحرك عسكري ضد «التنظيم» في الأيام المقبلة».

وأضاف الوزير التركي في مؤتمر صحافي من أربيل في كردستان العراق: تنظيم «الدولة» يهدد نمط الحياة وأمن تركيا.. يجب تشكيل جبهة موحدة ضد هذا الخطر و القضاء عليه»، دون إبداء مزيد من التفاصيل.

وانضمت تركيا منذ أشهر للتحالف الدولي ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» بقيادة الولايات المتحدة، حيث تنطلق المقاتلات التي تستهدف «التنظيم» من قاعدة أنجيرلك الجوية الواقعة جنوب تركيا، وذلك عقب الهجوم الانتحاري الذي استهدف نشطاء أكراد بمدينة سوروج جنوب البلاد ووجهت الاتهامات لتنظيم الدولة بتدبيره. كما استهدف هجوم انتحاري آخر نشطاء أكراد في أنقرة بالعاشر من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، وحسب المدعي العام لمدينة أنقرة فإن هذا الهجوم، الأكثر دموية في تاريخ البلاد، خططت له قيادة تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في سوريا.

من جهته، أعرب وزير العلوم والتكنولوجيا التركي «فكري إيشيك» عن اعتقاده بأنّ الأزمة السورية ستُحلّ بشكل أسرع بعد نجاح العملية الانتخابية التي جرت في الأول من الشهر الجاري في تركيا، وأنّ القضية السورية لا يمكنها أن تنتهي بمعزل عن الدور التركي.

واعتبر الوزير التركي أن نجاح العدالة والتنمية في الانتخابات البرلمانية، قلب موازين القوى في المنطقة، و»أفشل مخططات بعض الجهات حيال أزمات المنطقة»، وقال: «رأينا كيف أنّ الولايات المتحدة الأمريكية، تراجعت عن قرار تسليح حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري، ورأينا أيضاً أنّ الروس بدؤوا بأخذ يحسبون حساباتهم قبل الإقدام على أي خطوة لا ترضى عنها القيادة التركية».

أخبار ذات صلة

Back to top button