“هو شيء من الجمال والفرح لكل مصري”، عنوان تصدر صدر الصفحة 79 من مجلة Life الأمريكية، في الـ17 من أكتوبر قبل 66 عامًا، تحت صورة لرجل مبتسم في سعادة بالغة، يرتدي زيًا أسودًا على ياقته الرقم 12289، كان بطل القصة التي اهتمت بها المجلة الأمريكية شارب هذا الرجل لكنه لم يكن كأي شارب، فهو الشارب الذي أثار حقد الملك فؤاد.. “شارب محمد”.
لحظة من أكثر لحظات المصور إيفان ديميتري إثارة في رحلته في بلاد المتوسط حدثت حين وقعت عيناه على هذا الشارب، في الإسكندرية، مبروم ومرفوع إلى الأعلى، أدرك حينها “ديميتري” أنه أمام خبير شوارب، فالشارب الذي أمامه كان نادرًا وغريبًا.
كان صاحب الشارب، الذي يبلغ طوله قرابة 18 سم، لا يتحدث الإنجليزية وكذلك كان ” ديميتري” لا يتحدث العربية، لكن الأخير وجد لغة للتفاهم بينهما، لغة تحريك الشوارب، وسريعًا دخل الثنائي معًا في حوار بالشوارب وجد فيه ” ديميتري” نفسه في وضع غير متكافئ، قبل أن يلتقط صورة للرجل.
لاحقًا علم المصور من مصادر أخرى، حسب المجلة، أن من صوره هو محمد محمد إبراهيم، جندي في الجيش المصري، يخدم خارج نادي اليخت الملكي.
ولفتت المجلة أن على الرغم أن تلك الشوارب، والتي تعود لأصول تركية، أصبحت خارج نطاق الموضة في مصر، عام 1949، إلا أن الملك الراحل فؤاد، اعتاد أن يربي شاربه بهذا الشكل، موضحة أن “جلالته، في الواقع، شوهد في أحيان يتطلع إلى شارب محمد في حقد ملكي”.