يسمونها “كوهينور” ومعناه “جبل النور” بالفارسية، وهي الأشهر في تاج بريطانيا الملكي وفي العالم، وقيمتها تزيد عن 150 مليون دولار، وقد يقفز المبلغ إلى 200 لو جرى مزاد، واحتدم فيه التنافس عليها بين ذوي الشهية للماس والدرر، إلا أن حشدا من ممثلي “بوليود” السينمائيين في الهند، تكاتف مع عدد من صناعيها ورجال الأعمال فيها، وبدأوا يطالبون بريطانيا، بأن تعيد مجانا إلى الهند ما “صادرته” منها شركتها مجانا زمن الاستعمار.
فهي من 105.6 قيراط، وحصلت عليه شركة الهند الشرقية في 1849 بعد أن قام الهندي داليب سينغ بتسليمها للبريطانيين بموجب معاهدة أبرمت بعد الحرب البريطانية ضد السيخ، ونصت بأنه “يجب على مهراجا لاهور تسليم الألماسة المسماة كوهينور، والتي أخذها رانجيت سينغ من شاه شجاع الملك، إلى ملكة إنجلترا” وهكذا أصبحت الماسة التي عثروا عليها وحكوها في الهند قبل 800 “ملكا” لإنجلترا، انتقلت بعدها إلى عاصمتها.
الماسة الموضوعة وسط الصليب المالطي بأعلى التاج المحفوظ مع غيره من النفائس في خزانة عرض موجودة بسرداب يسمونه “بيت الجوهرة” في “برج لندن” الشهير، يراها الملايين ممن يزورونه كل عام، ومعظمهم لا يدري كمعظم البريطانيين، أن “كوهينور” كانت أيضا لأمير أفعاني اسمه أحمد شاه دوراني، ورسم أحدهم في 1747 لوحة نصفية له، بدت لامعة على عمامته المطرزة بحبات أخرى من الماس.
و يروون في الأساطير أن أول من امتلك “الهدية التي قدمها إله الشمس إلى الأرض” كان أمير مدينة “ملوي” البعيدة في جنوب محافظة المنيا المصرية 270 كيلومترا عن القاهرة، وكانت مملكة في ماض بعيد، حين غزاها أمير اسمه علاء الدين، وخرج منها غانما “ماسة مذهلة، لا يضاهيها شيء بالعالم، لكنها اختفت لقرنين، وبعدها ظهرت وتناوب على ملكيتها أباطرة وملوك” ثم انتهت الأسطورة بما هو حقيقي: شركة الهند الشرقية “صادرتها واستحوذت عليها” وأهدتها في1851 للملكة البريطانية فيكتوريا.
في لندن أضافوها إلى تاج الملكة الأم اليزابيت، الوالدة الراحلة للملكة الحالية اليزابيث الثانية، لتضعه في 1937 أثناء مراسم تتويج الملك جورج السادس، بحسب ما قرأت “العربية.نت” في سيرتها، وبعدها ضموها إلى التاج البريطاني، المحفوظ الآن في “قصر وندسور” المعروف بأكبر قلعة مأهولة في العالم، وهو بمقاطعة “بيركشاير” في جنوب شرقي إنجلترا.
47 دقيقة واحدة