سلطت وكالة أنباء “أسوشيتد برس” الأمريكية، في تقرير لها، الضوء على حملة “البسي فستانك واستردي أنوثتك” التي أطلقتها الدكتورة دينا أنور، وتهدف إلى تشجيع النساء المصريات على التوقف عن ارتداء الملابس المحافظة.
ونقلت “أسوشيتد برس” عن “أنور”، البالغة من العمر 32 عاما، قولها إن “الفساتين وغيرها من الملابس كانت عصرية في الخمسينيات والستينيات، ولكنها تراجعت “.
وأشارت “أسوشيتد برس” إلى أن “أنور” قالت في محاضرة لها بأحد مراكز الأبحاث، إن “الأمر يرجع إلى الأصولية الدينية التي تصدرت الواجهة في مصر وبدأت في نشر رسالة أن النساء شيء مخزي يجب إخفائه”، لافتة إلى أن “ما ترتديه النساء المصريات في الشوارع المصرية ليس له أي علاقة بالهوية المصرية، حيث إن النساء ترتدين عباءات سوداء جاءت إلينا من الخليج”.
وأضافت “أنور”، بحسب “أسوشيتد برس”، أنه “من الصعب أن نعرف ما إذا كانت المرأة مصرية أو سائحة جاءت من دولة خليجية من خلال النظر إليها فقط. أنا أعتقد أن النساء المصريات تخلين عن هويتهن في اليوم الذي تخلين فيه عن فساتينهن التقليدية النسائية”.
ولفتت الوكالة الأمريكية إلى أن “الكثير من جمهورها يدعم فلسفتها، حيث إن بعض النساء حضرن المحاضرة بفساتين تصل إلى الركبة، بينما أبدت أخريات حذرهن، حيث إن إحدى المشاركات قالت إنها لديها قلق ومخاوف من أن هذا الأمر سيعزز فكرة أن النساء ترغبن في أن تشبهن عروسة باربي”. وأضافت: “أعتقد أنه يجب دفع النساء إلى ارتداء أي كان ما ترغبن فيه وليس الفساتين فقط”.
وقالت “أسوشيتد برس” إن رانيا شاهين، إحدى المشاركات في المحاضرة، نظمت معرض لبيع الفساتين، وقالت: “نحن ندعم أن تعود المرأة إلى ارتداء الفساتين وتجذب الانتباه إلى أنوثتها، وهذا الأمر سيغير منطق الرجل. الرجل سيتصرف بشكل مختلف حين يشعر أن امرأة وليس رجلا يقف إلى جانبه”، مضيفة أن “الملابس المحافظة تم فرضها بالقوة على المجتمع المصري”، وقالت: “الفستان اختفى لأن الفكر الوهابي يرى في المرأة قطعة من اللحم يجب تغطيتها”.
ولفتت “أسوشيتد برس” إلى أن مصر لديها تاريخ سيئ السمعة فيما يتعلق بالتحرش الجنسي، حيث إن 99% من النساء المصريات مررن بتجارب تحرش في فترة من الفترات، بحسب تقرير للأمم المتحدة عن المرأة في عام 2013. وأضافت الوكالة: “لكن (أنور) لا تخشى أن تقف إلى جوار رجل يبدي اهتماما غير مرغوب فيه، حيث تقول إن (النظرة التي أدعو إليها تبدو غريبة وصادمة إلى بقية المجتمع. ولكن أنا أتعامل مع هذا الأمر بشجاعة، لأنني أؤمن فعلا برسالتي)”.
وأضافت “أنور”: “حين يتحرش شخص ما بي لفظيا، أقول له إنني سأقدم شكوى ضده. الآن لدينا قانون يمكنه أن يكون كل متحرش للسجن 3 سنوات، وأنا أعتقد أنه لن يكون هناك شخص يجرؤ على التحرش بامرأة والذهاب إلى السجن، ولهذا فإنني أدعو كل فتاة إلى التصرف بحزم تجاه المتحرشين”.
ولفتت “أسوشيتد برس” إلى أنه هناك انتقادات لحملة “أنور”، حيث تقول بعض النساء إنها لا تركز على المسائل الأهم أو تعترف بتقدم المرأة، حيث قالت داليا عبدالحميد رئيس برنامج النوع بالمبادرة المصرية للحقوق الشخصية، إن “الحملة لا تعرض الانتقادات الحقيقية للظروف التي تحيط بالمرأة حاليا أو في الماضي”. وأضافت: “الحملة تتجاهل مؤشرات أخرى مثل التعليم والمشاركة في القوة العاملة، والتغذية، والصحة، والعمر. هذه المؤشرات تشير إلى أن ظروف المرأة تحسنت خلال الـ40 أو 50 سنة الماضية”. وتابعت: “على جوانب أخرى، ظروف النساء تدهورت، فهن لا يمتلكن نفس الحق في الحرية في التنقل في أي مكان”.
شاهد الفيديو: