غير مصنف

العراق ليس بحاجة إلى تحالفات شيطانية

تارة يستطيع  طرف ما ( فرد، إفراد، منظمات، أحزاب، دول) أن يواجه التحديات بمفرده، وتارة أخرى يعجز عن ذلك فتتولد الحاجة إلى أن يضم قواه وقدراته وإمكاناته إلى غيره كي يتمكن من مواجهة التحديات، فيدخل في تحالف مع أطراف أخرى، وقد عرفوا التحالف بأنه: اتحاد مؤقت أو شراكة بين مجموعات من اجل تحقيق هدف مشترك أو الانخراط في عمل مشترك .فبناء التحالفات هو العملية التي من خلالها تقوم أطراف (أفراد أو منظمات أو دول ) تتشابه بالقيم والمصالح والهدف المشترك بالاجتماع مع بعضها البعض لتشكيل تحالف لكي تتمكن من توحيد موارد قوتها وتصبح أكثر قوة مقارنة فيما لو عمل كل طرف بمفرده.

الدول التي تحترم شعوبها وتسعى لخدمتها تُحسن فن التحالف مع غيرها والذي يقوم على أساس تحقيق المصالح العليا للوطن والمواطن، لكن في العراق نجد أن التحالفات سواء كانت الداخلية ونعني بها التحالفات بين الأحزاب والكتل والقوائم، أو التحالفات الخارجية مع الدول قائمة على أساس تحقيق المكاسب الشخصية لتلك الأطراف ومصالح وأجندات أسيادها، أما مصلحة الوطن والمواطن فهي خارج نطاق التغطية، ولهذا نجد أنها لم يكتب لها النجاح وكانت عبارة عن تحالفات صورية بدليل نشوء الخلاف والاختلاف والصراع على المناصب والكراسي بين نفس الأطراف المتحالفة وخصوصا على المستوى الداخلي، فما أكثر التحالفات والائتلافات بين الأحزاب والكتل في العراق، لكنها لم تقدم خيرا يذكر للوطن والمواطن، بل أدت إلى توسيع وتعميق الصراعات وتكريس الاصطفافات والاستقطابات الطائفية والفئوية والحزبية وغيرها، وتمزيق لحمة الشعب العراق وتغييب الانتماء والولاء للعراق، وساقت البلاد والعباد إلى الهاوية.

لسنا هنا بصدد تأييد تحالف ما، ولكن نود الإشارة إلى أن الطريقة التي يتعاطى بها التحالف الشيعي الذي يسيطر على الحكومة العراقية مع التحالفات الدولية تكشف عن ازدواجية انعدم نظيرها وتبعية مطلقة لإيران والمؤسسة الكهنوتية وأدواتها المليشياوية، حتى أصبحت معرقلا رئيسيا لعمل التحالف الدولي الذي تقوده أمريكا الحليف والمحرر والولي حسب توصيفات من بارك وشرعن الاحتلال، وصارت السيادة شماعة ترفع أمام كل خطوة يريد التحالف القيام بها حتى لو كانت تستهدف تنظيم داعش الذي يزعمون محاربته وأنهم يتقبلون أي دعم للقضاء عليه، بل إن أي تحالف لا ترغب فيه إيران فهو مرفوض ومنتهك للسيادة وتدخل في شؤون العراق وغيرها من الشماعات الجاهزة،

وفي نفس الوقت فتح التحالف الشيعي الباب على مصراعيه للتحالف الرباعي لكي يصول ويجول في العراق ناهيك عن الاحتلال الإيراني المعلن في العراق وكأن السيادة موجودة ومصانة هنا ومنتهكة ومفقودة هناك!!!!!، ومابين التحالف الدولي الذي يقوده اوباما “السني” والتحالف الرباعي الذي يقوده بوتين “الشيعي” حسب توصيفات الساسة وملحقاتهم، يقع العراق ضحية صراع المصالح وتقاطع الإرادات وتبقى إيران هي المتحكم والمقرر ويبقى مشروعها الإمبراطوري الشعوبي هدف مقدس يسجد له ساسة الصدفة ومراجع الكهنوت ما دمنا ندور في فلك المؤسسة الدينية التي تسببت في كل ما جرى ويجري في العراق لأنها هي من باركت وشرعنت الاحتلال الأمريكي للعراق وما نتج عنه من قبح وظلام وفساد وسلمت العراق على طبق من ذهب لراعيتها إيران وساسة الفساد، ولا خيار للشعب العراقي إلا الاستمرار في تظاهراته حتى تحقيق التغيير الحقيقي الذي يضمن له حياة كريمة  عبر إقامة دولة مدنية عادلة، وهو مشروع نادت بها الجماهير المنتفضة وفي طليعتهم الناشط والمتظاهر الصرخي في بيانه الذي يقع تحت عنوان”من الحكم الديني(اللا ديني)..إلى..الحكم المَدَني” حيث جاء فيه:

(بعد ان انقلب السحر على ايران الساحر بفضل وعيكم وشجاعتكم واصراركم فادعوكم ونفسي الى الصمود في الشارع وادامة زَخْمِ التظاهرات والحفاظ على سلميّتها وتوجّهها الإصلاحي الجذري حتى كنسِ واِزاحةِ كلِّ الفسادِ والفاسدين وتخليصِ العراق من كل التكفيريين والتحرر الكلي من قبضة عمائم السوء والجهل والفساد حتى تحقيق الحكم المدني العادل المنصف الذي يحفظ فيه كرامة العراقي وانسانيته وتمتُّعِه بخيراته بسلامٍ واَمْنٍ وامان،).

 

 

أخبار ذات صلة

Back to top button