تعيش منطقة الشرق الأوسط تغييرات مناخية غير مسبوقة، آخرها إعصار “تشابالا” الذي ضرب اليمن، إضافة إلى السيول والأمطار الشديدة التي أغرقت شوارع مصر والأردن و الكويت و قطر و عمان ، وليبيا، وأودت بحياة عشرات الأرواح.
فإعصار “تشابالا” ألقى بعواقبه السيئة على اليمن الراضخة تحت وطأة الحرب، ليزيد من معاناة شعبه اليومية مع هذا الإعصار “النادر” الذي ضرب السواحل الجنوبية الشرقية للبلاد الأسبوع الحالي عن مقتل 8 أشخاص وأصيب عشرات الآخرين، حسبما أعلن مسؤولون يمنيون.
وتحدث وكيل محافظة حضرموت للشؤون الفنية عن ارتفاع حصيلة ضحايا إعصار “تشابالا” في محافظة حضرموت إلى 8 قتلى، 5 منهم غرقا و3 قتلوا جراء انهيار المنازل على ساكنيها، بالإضافة الى 40 مصابا بينهم 3 حالات حرجة.
إعصار “شابالا” شرد ما يقارب 3000 أسرة نزحت إلى المدن المجاورة هربا من الإعصار، فيما لحقت أضرار كبيرة بالبنية التحتية من الجسور والشوارع والكهرباء والاتصالات، إضافة إلى تدمير طال منازل في مدينة المكلا والشحر وميفع، حسبما أعلن المسؤول في حضرموت.
و حذرت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة اليمن وسلطنة عمان من وصول “إعصار استوائي نادر جدا يحتمل أن يكون تأثيره شديدا”.
وفي مصر، لا تزال السيول والأمطار الشديدة تجتاح مختلف المحافظات منذ ما يزيد عن أسبوع في أسوأ موجة طقس تضرب أكبر الدول العربية سكانا.
وجاءت حصيلة ضحايا الامطار على مستوى المحافظات قاربت على 20 و اخرون مصابين وأكدت مصادر أن بعض الضحايا صعقوا بالكهرباء أو سقطوا في حفر لم ينتبهوا إليها في برك المياه أو جراء انهيار منازل.
و في الإسكندرية أغرقت مياه الامطار الشوارع وبعض البيوت والمتاجر وتسببت في شلل مروري بالمدينة التي نشر الجيش عربات فيها لتجفيف المياه، كذلك فى البحيرة و دمياط التى هاجمها اعصار امس.
وفي الأردن، لقي 4 اشخاص حتفهم بينهم طفلان مصريان يبلغان من العمر 12 و4 سنوات في السيول العارمة التي اجتاحت العاصمة الاردنية عمان.
كما قتل شاب عشريني إثر مداهمة السيول منزله في مخيم الحسين شرق عمان، وفقا لمصدر أمني، فيما قتل رابع بعد تعرضه لصعقة كهربائية.
ووفقا لدراسة المركز الإقليمي للدراسات الاستراتيجية في القاهرة، فإن سياسات إدارة الكوارث باتت تمثل أولوية قصوى لدول منطقة الشرق الأوسط التي أضحت تعاني من موجات متتابعة من تغيرات البيئة المفاجئة.
وأوصى البحث بـ” التركز على اتباع نھج متكامل یتضمن إجراءات وقائیة وعلاجیة في مواجھة ھذه الكوارث، بالتوازي مع إنشاء مؤسسات وطنیة لمواجھة الكوارث على درجة عالیة من الاقتدار المیداني الناتج عن تدریب ومناورات متواصلة لاختبار قدرات التصدي لتھدیدات ومخاطر الكوارث الطبیعیة.”
و يذكر ان في صيف هذا العام شهدت المنطقة ارتفاعات قياسية وغير مسبوقة في درجات الحرارة لم تشهدها من قبل، أسفرت عن سقوط قتلى وإصابات في عدة دول عربية إضافة إلى انقطاع في التيار الكهربائي وتعطيل لبعض المرافق والمنشآت الحكومية والصناعية.
https://www.youtube.com/watch?v=nJzvSxfjMEA