كشفت إحصاءات رسمية عن استهلاك دولة الإمارات العربية المتحدة في العام 2014، لأكثر من 12 مليون علبة مضاد حيوي.
وقال الدكتور باسم الخفاجي زميل كلية الجراحين الملكية بانجلترا واستشاري جراحة المناظير وجراح عام في المستشفى الكندي التخصصي ونائب رئيس جمعية جراحي المناظير في الإمارات أن استهلاك هذه الكمية الهائلة يدل على سوء استخدام للمضادات الحيوة بشكل عام.
وأضاف: تم اتخاذ العديد من الإجراءات ومنها الوصفة الالكترونية، لتقنين استخدام المضادات الحيوية، مطالبا الأطباء بعدم الخضوع لرغبات المرضى وذويهم بوصف مضاد حيوى قد لا يحتاجه المريض.
وذكر خلال لقاء صحفي يتناول نتائج المؤتمر الثاني لمضادات العدى الذي تنظمه جمعية جراحي المناظير بالإمارات(ESLES) ، بالتعاون مع شركة باير هيلثكير، ذكر أن المضادات الحيوية هي أهم أداة للسيطرة على العديد من الأمراض البكتيرية التي تهدد حياة المرضى. في عام 2014، بيعت 12 مليون عبوة مضاد حيوي في الإمارات العربية المتحدة لتلبية الاحتياجات الصحية لحوالي 6 مليون شخص”. وأضاف “إن تزايد معدلات مقاومة المضادات الحيوية تؤثر سلبًا في كفاءة هذه الأدوية. ونود أن نحذر من العواقب الوخيمة للإفراط في استخدام المضادات الحيوية، وعلى رأسها مقاومة البكتيريا لهذه العقاقير.
وشدد المؤتمر على ضرورة رفع الوعي بأهمية الاستخدام الملائم للمضادات الحيوية، كما ناقش العدوى التي تصيب الجلد، والأدوية المثيلة، وأحدث المضادات الحيوية المتاحة التي ستعمل على إحداث تغييرات جذرية في الممارسات الطبية. وقدم الخبراء توصياتهم بأفضل أساليب إدارة الحالات المرضية الأكثر انتشارًا إقليميياً، بهدف دعم جودة خدمات الرعاية الصحية .
ولفت الدكتور الخفاجي إلى أن مقاومة المضادات الحيوية باتت مشكلة صحية متفاقمة على مستوى العالم، كما تمثل عبئًا اقتصاديًا على أنظمة الرعاية الصحية، فالعدوى المقاومة للمضادات الحيوية لا تضاعف تكاليف العلاج فقط، بل تؤدي إلى طول فترة الإصابة بالأمراض.
وأكد د. باسم الخفاجي حرص الهيئات الصحية في الإمارات العربية المتحدة على اتخاذ الإجراءات اللازمة للسيطرة على استخدام المضادات الحيوية وتحذير كلاً من المرضى والأطباء ضد الاستخدام العشوائي للمضادات الحيوية.
و أضاف د. عامر حلباوي، أخصائي أمراض الباطنة مجاز من هيئة البورد الأمريكية، بميدي كلينيك دبي مول والمركز الطبي الملكي: من الضروري ألا نعتمد كليًا على توفر المضادات الحيوية الفعالة، فمن ضمن التصورات الخاطئة المنتشرة في المنطقة أن أي مضاد حيوي يمكن استخدامه لعلاج جميع أنواع العدوى، وأن جميع أنواع العدوى يمكن علاجها بالمضادات الحيوية”. ونوه “لقد أصبح من الواضح أن التعامل مع مشكلة مقاومة المضادات الحيوية يتطلب منهجًا منسقًا متعدد المحاور يركز على الحد من سوء استخدام مضادات الميكروبات، وتشجيع تطوير منتجات جديدة مضادة للعدوى ولقاحات وعلاجات مساعدة، ودعم الأبحاث التي تناقش مقاومة البكتيريا لمضادات الميكروبات وكيفية مواجهة هذه المشكلة”.
وقد سلط المؤتمر الضوء على المشكلات الصحية الجلدية والكفاءة الإكلينيكية لمجموعة معينة من المضادات الحيوية في علاج عدوى الجلد وأنسجة الجلد المعقدة(cSSSI) ، والعدوى العنقودية الذهبية المقاومة للميثيسيلين (MRSA)، وكذلك التحديات الصحية المتمثلة في تزايد مقاومة الحالات المرضية للمضادات الحيوية.
وعاد د. باسم الخفاجي ليلفت الانتباه إلى أنه في الوقت الحالي، تعتبر العدوى العنقودية الذهبية المقاومة للميثيسيلين أحد أخطر الأمراض التي تهدد الحياة، وهي نوع من البكتيريا يقاوم تأثير العديد من المضادات الحيوية، ما يجعل علاجها أمرًا في غاية الصعوبة.
وكانت هذه العدوى من أصعب التحديات التي واجهت المستشفيات ومراكز الرعاية الصحية لعشرات السنين، والآن، أصبح هناك العديد من أنواع العدوى العنقودية الذهبية التي تنتقل إلى المرضى من خلال أماكن أخرى غير المستشفيات وعادة تظهر الإصابة في صورة عدوى جلدية.
وأكد د. باسم إن هذا هو الحال تقريبا بالنسبة لعدوى الجلد وأنسجة الجلد المعقدة، مع الأخذ في الاعتبار أن كثير من حالات عدوى الجلد وأنسجة الجلد المعقدة تنتج عن العدوى العنقودية الذهبية المقاومة للميثيسيلين وفي معظم الحالات، تظل أسباب الإصابة بالمرض غير معروفة.
وتجدر الإشارة أن اثنين من المضادات الحيوية الأكثر استخداما في علاج هذه العدوى هما: “موكسيفلوكساسين” لعلاج عدوى الجلد وأنسجة الجلد المعقدة، و”تيديزوليد” لعلاج العدوى العنقودية الذهبية المقاومة للميثيسيلين، من باير هيلثكير.
وختمت نادين فانوس، مدير العلاقات العامة بالشركة المنظمة للمؤتمر قائلة أن باير هيلثكير تعمل دائما على نشر التوعية بمثل هذه الأخطاء الشائعة، ولا تألوا جهدا للوصول الي كلا الطرفين، سواء الطبيب المعالج، الذي عليه ألا يخضع لضغوط المرضى بالاستخدام العشوائي للمضادات الحيوية، أو للمضى والناس عامة لتثقيفهم بضرورة تقنين استخدام المضادات الحيوية التى تؤدى إلى نتائج عكسية في أغلب الأحيان التى يستخدم فيها العلاج عشوائيا.
وأضافت مضادات العدوى، بما يشمل المضادات الحيوية، تمكنت من إحداث طفرة في الممارسات الطبية، فقد حولت العدوى القاتلة إلى أمراض يمكن علاجها، وذلك بالإضافة إلى تمكين تطورات طبية أخرى مثل العلاج الكيميائي وزراعة الأعضاء.
وأضافت: تمتد خبرة شركة باير هيلثكير في مجال تطوير المضادات الحيوية لأكثر من 90 عاما، ما رسخ مكانتها في هذا المجال. ونحرص دائمًا على دعم الإجراءات والمبادرات التي تتخذها الجهات والمجتمعات الصحية للتأكد من استخدام المضادات الحيوية بطريقة مناسبة”.