ما صرح به اليوم القائد العام للحرس الثوري الإيراني ” محمد علي جعفري ” من أن دخول إيران إلى أرض المعركة الميدانية في العراق ينطلق من مبدأ ما اسماه “رسالة الدفاع المقدس ” ، ليعطي صفة مشرعنة لتدخل إيران السافر في شؤون العراق الداخلية والخارجية!!! وزعم جعفري في تصريح صحفي له إن نظرة الشعب العراقي لطهران تغيرت بعد أن أدركوا أن بلادها انخرطت معهم في المعركة من اجل الحفاظ على أرضهم وليس من اجل مصالحها, كما وصف عظمة طهران هي نتاج إتباعها الطريق الإلهي !!! وهنا لنا وقفة مع هذا التصريح … وهي :
ماهو الدفاع المقدس الذي يتحدث عنه هذا المجوسي ؟ هل هو الدفاع عن بغداد عاصمة الإمبراطورية الفارسية حسب ما يعتقد الفرس ؟ أم الدفاع عن المقدسات الشيعية التي أول من قام بتفجيرها هم الفرس المجوس في سامراء ليثيروا فتنة طائفية في العراق جعلت من أبناء العراق يتقاتلون فيما بينهم ؟! وأين دولة فارس عن المقدسات في فلسطين التي تنتهك بشكل يومي من قبل اليهود الصهاينة ؟! فهل مقدسات دولة فارس فقط في العراق ولا دخل لها في باقي المقدسات الموجودة في باقي الدول العربية والإسلامية ؟!.
ومن المغالطات الأخرى التي تفوه بها هذا الفارسي المجوسي هو إن الشعب العراقي أيقن أهمية إيران في محاولة منه للكذب وتغيير حقيقة كشفها الشارع العراقي وهي هتافات المتظاهرين في ساحة التحرير وباقي ساحات التظاهر وهي (( إيران بره بره … بغداد تبقى حره )) فهذا ما توصل له العراقيون وليس كما يقول هذا المجرم الذي يريد أن يحصل على شرعية إعلامية وموافقة شعبية عراقية من خلال هكذا تصريح زائف.
أما وصفه عظمة طهران هو نتيجة إتباعها الطريق الإلهي فهذا من المضحك جداً … فأين هي تلك العظمة ؟ هل هي بتقبيل الأيادي الأمريكية خصوصاً في الاتفاق النووي؟ أم الارتماء بأحضان روسيا الملحدة ؟ أم الإتفاق مع إسرائيل على قتل الفلسطينيين وهذا ما ترشح عنه اجتماع موسكو بين روسيا وإيران وإسرائيل ؟؟!! هل الطريق الإلهي هو اختلاق الفتن والأزمات في البلدان العربية ( والفتنة أشد من القتل ) ؟؟!! هل الطريق الإلهي هو إبادة شعوب وتهجيرها وانتهاك مقدساتها ؟! هل الطريق الإلهي هو مخالفة الطريق الإلهي ؟!.
هذه هي الخزعبلات الإيرانية التي يراد منها الضحك على المغرر بهم من مطايا إيران الذين أصبحوا وقوداً لنار حربها التوسعية … وهنا استحضر كلام المرجع العراقي الصرخي الذي قاله في حوار صحفي أجرته معه صحيفة الشرق بتاريخ 17 / 3 / 2015 م وعندما سؤل عما إذا كان قد التقى بالمجرم سليماني .. حيث أجاب قائلاً..
{{… ما تذكر من أسماء وعناوين ورموز هي مرتزقة وقادة مليشيات قاتلة متعطشة للدماء ولكل شرٍّ وفساد، وهم وسائل وأدوات تنفذ مشروع احتلال تخريبي مدمّر قبيح، خاصة وأنها تَعُد العراق جزءاً من إمبراطوريتها المزعومة المتهالكة المنتفية عبر التاريخ، فلا تتوقع التقاء أو لقاء مع محتل مستكبرٍ وأدواته التخريبية المهلكة المدمّرة، ونسأل الله تعالى أن يكفينا شرورهم ومكرهم وكيدهم ويرد كل ذلك في نحورهم، أما مورد السؤال عن الحاكم الفعلي في العراق فقد اتضحت معالم الإجابة عليه وفشل كل من انتقدنا وأخذ علينا مما قلناه في مناسبات عديدة، فها هي التصريحات الواضحة الجلية تأتي لتخرس الجميع في إشارتها إلى أن العراق جزء وعاصمة لإمبراطورية إيران المزعومة، هل فهم الأغبياء اللعبة ؟! وهل فهم العرب اللعبة؟! وهل فهم حكام العرب اللعبة.؟! ..وهل فهم العراقيون اللعبة؟؟!!! …}}.
وهذا الكلام في حد ذاته يكشف حقيقة تلك الخزعبلات والمغالطات الفارسية الإيرانية التي تحاول من خلالها أن تعطي لنفسها هالة إعلامية تبرر من خلالها إحتلالها لأرض العراق والأراضي العربية الأخرى, فهي أي إيران تمارس لعبة قذرة من أجل تمرير مشروعها الإمبراطوري الفاشي, مستخدمة أبناء العراق حطباً لنار هذا المشروع تحت إسم المقدسات والمذهب والدين, لكنها في الحقيقة تؤسس لإعادة توسعها في المنطقة وتسعى وحسب ما صرح قادتها لجعل بغداد عاصمة لإمبراطوريتها الكسروية المتآكلة التي هَدَ الإسلام أركانها.