بعد فوز حزب “النور” السلفى المصرى بنسبة ضئيلة خلال المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمان المصرى، بفوزه بـ 12 مقعدًا فقط في البرلمان المصرى المقبل، يتناول محللون سياسيون مصريون مسألة تناقص الكتلة الشعبية المؤيدة لحزب النور، وتراجع الإقبال على التصويت له، وهو ما اعترفت به جهات سلفية في حين أنكره حزب النور، مؤكدًا أن الحزب فاز بنفس نسبة المقاعد التي فاز بها في البرلمان السابق المنحل.
رأى أحمد عبد الحميد الباحث بمركز دراسات الفكر العربي أن قواعد “النور” بدأت تخرج عن طاعته، موضحًا: “القواعد مستاءة من المواقف السياسية للحزب بعد أحداث الثالث من يوليو، ولا ترى أنها إنسانية بشكل كافٍ من وجهة نظرها، فضلا عن كونها متأثرة بالمزاج الإسلامي وبالتالي تأثرت سلبًا بالتضييق على الإسلام السياسي بشكل عام”
وتابع حديثه حول تراجع تأثير الحزب على قواعده التى لا تضم أعضاء الحزب فقط، بل تضم المؤيدين له من الجمهور العادي والمستفيدين من خدماته، وبالتالي ليس للحزب سلطة عليهم في دفعهم إلى الانتخاب، بغض النظر عما إذا كان الحزب يعمل على تجنيدهم لصالحه بالشكل المطلوب أم لا.
في حين صرح د. إكرام بدر الدين، رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة القاهرة بجمهورية مصر العربية ، أن هناك تراجع كبير في التأييد الشعبي لحزب النور، يعود إلى شعور الجماهير بأن تجربته مع حكم الإخوان المسلمين كانت غير مرضية، وهو ما انسحب على التيار الإسلامي ككل.
وأوضح تم استخدام المال السياسي من قبل جميع الأطراف في الانتخابات، منها الأحزاب المدنية وحزب النور وحتى المرشحين الفرديين، وبالتالي لا يُعتبر سببًا رئيسيًا في النتيجة الضئيلة للحزب.
كما لم يوجد حشد طائفي ضدهم، ولم يتم استخدام الحشد الطائفي في الانتخابات عمومًا بدليل نجاح مرشحين أقباط في مناطق ذات أغلبية إسلامية والعكس صحيح، فنحن إزاء مرشحين وناخبين يدلون بأصواتهم ويختارون الأصلح أيًا كانت فئته.
وأضاف” بدر الدين” الانتخابات لم تنته بعد وسنرى هل سيحافظ حزب النور على نفس نسبة المقاعد التي فاز بها في المرحلة الأولى أم ستتغير؟”.
واستبعد أن يغير الحزب من سياساته ومواقفه لجذب الناخبين موضحًا “الأمر يتوقف على تفضيلات الناخبين والتي يصعب أن تتغير في شهر او أقل هو المدة ما بين مرحلتي الانتخابات”.
رأى الدكتور كمال حبيب، الخبير في شئون الحركات الإسلامية أن الانتخابات البرلمانية المصرية، كشفت عن أن بنية حزب النور “ضعيفة”، ولا توجد بداخله مؤسسات بالمعنى الحديث، وهو يعتمد على ثقافة قائمة على النقد الشفهي والثقة.
وأضاف “حبيب” أن الحزب سبق وتعرض لانشقاق وتصدع كبير، عندما استقال القيادي عماد عبدالغفور، ومجموعة أخرى، لتأسيس حزب الوطن، مشيرا إلى عدم امتلاك الحزب، ما أطلق عليه، “ماكينة قوية” تحرك الحزب وتحميه من الأزمات التي يتعرض لها.
0 2 دقائق