أعطى اختيار اسم الشاعر عبد الرحمن الأبنودي عنواناً للدورة الـ ٢٤ لمهرجان الموسيقى العربية قدراً من التميز والتنوع في حفل الافتتاح الذي أقيم ليلة أمس الأحد، لما يحمله الراحل من تراث ثقافي وفني زاخر أمتع الحضور بما تقدم سواء من خلال الفيلم التسجيلي الذي قدم عن قصة حياته.
إضافة إلى أوبريت الافتتاح الذي حمل عنوان “احكي ياخال” وقدم من خلاله مزيجا من أعمال الراحل التي تنوعت بين الوطنية والعاطفية والشعبية.
بدأت مراسم افتتاح حفل المهرجان بالوقوف دقيقة حداداً على أرواح الطائرة الروسية التي سقطت أول أمس في سيناء، تلاها كلمة للدكتورة إيناس عبد الدايم، رئيس الأوبرا والمهرجان، رحبت فيها بالتجمع الفني العربي الثري، الذي يتقدم بثبات من دورة بعد آخرى، موجهة التحية للمبدع الراحل عبد الرحمن الأبنودي الذي أهدته دورة هذا العام واصفة إياه، بأنه صوت مصر الذي لا يموت بعدها قال وزير الثقافة حلمي النمنم كلمته التي رحب فيها بالجمع العربي الذي يشهده المهرجان، مؤكداً أن الفن موجود منذ بدء التاريخ على مستوى الوطن العربي، وموجهاً الشكر لجميع المشاركين فيه.
كما ألقت زوجة الراحل الإعلامية نهال كمال كلمة، أعربت فيها وعن سعادتها بهذا التكريم مؤكدة أن هذا الأمر يكلل إسهاماته في مجالات تجميع السيرة الهلالية، والشعر، والأغنية على مدار نصف قرن، موجهة الشكر لإدارة المهرجان على هذه اللفتة الطيبة.
ثم صعد المكرمون الـ ١٦ إلى خشبة المسرح الكبير للحصول على درع التكريم، وهم: الفنان العراقي سعدون جابر، الشاعر جمال بخيت، الموسيقار صلاح الشرنوبي، الموسيقار نبيل عزام، الفنان علي الحفني، الدكتورة مها العربي، الباحثة نعيمة صادق، الفنان محمد نصر، ومصطفى أحمد، الفنان حازم القصبجي، وأحمد عبد الله، عبد اللطيف الكت، ومصطفى عبد الرحيم إضافة إلى الفنانة الكبيرة سميرة سعيد والتي تغيبت عن الحضور لانشغالها بالتحضير لبروفات حفلها، المقرر إقامته غداً على هامش فعاليات المهرجان.
الديكور الذي صاحب المسرح الكبير بداً مكرراً نظراً لاستمرارية مصممه محمود حجاج في التمسك بنمط شكلي معين يقوم فيه بتعديلات بسيطة مع افتتاح كل دورة، فالديكور الذي ظهر بحفلة الأمس لا يختلف عما ظهر من قبل في السنوات الأخيرة، فعنصر الإبهار البصري لا يزال مفقوداً.
وثمة مشكلة آخرى تمثلت في حفل الافتتاح، فيما يتعلق بارتفاع صوت الموسيقى لدى الأوركسترا فيما بدا ظهور صوت المطربين ضعيفاً وبعيداً، حتى مع النجوم أصحاب الطبقات العليا في الصوت مثل علي الحجار للدرجة، التي جعلت إحدى الحضور ترفع صوتها في قاعة المسرح موجهة حديثها إلى المايسترو مصطفى حلمي، وتنتقض صوت الموسيقى الذي أحدث تشويهاً على أصوات النجوم، واتفق معها بالفعل حينها جميع الحضور الذين تعالت أصواتهم لنفس المشكلة.
وقد شهدت حفل الافتتاح انسجاماً بين مقاطع الفيديو التي جعلت الجمهور منسجماً معها بفضل ما ورد فيها من لقطات عن أبرز ما قاله الراحل في حياته ضمن الأحاديث التي سجلها حيث تعالت معها صقفات الجمهور، لكونها أكثر تعبيراً عما نعيشه من أحوال، وكان من بين مطربي الأوبرا الذين استقبله الجمهور بترحاب كبير هو النجم علي الحجار الذي قدم في وصلته ثلاثة أغان وهي ذئاب الجبل، ما تمنعوا الصادقين، لو مش هتحلم معايا كذلك احتفى الجمهور ب ياسر سليمان الذي تغني ب “عدوية” للراحل محمد رشدي.
وقد شارك بالأوبريت عدد من مطربي الاوبرا، حيث افتتحت ريهام عبد الحكيم بأغنية “ياأمة العرب” كما قدمت المطربة ياسمين “يااسمراني اللون”، وقدم هاني عامر أغنية عدى النهار.
وكانت حفاوة الجمهور تحاصر آيات فاروق التي قدمت أغنية “عيون القلب”، وأحمد عفت ب “أحضان الحبايب”، ومحمد حسن الذي قدم “أن كل ما أول”، ووليد حيدر الذي غني “مصرأول نور في الدنيا”، ومروة ناجي بـ “استيقظي يا أمتي”، وتكللت فرحة الجمهور بتقديم نادية مصطفى أغنية “سنة واحدة” وظلوا يصفقون لها لفترة بعد انتهائها من الغناء.