تعد إسرائيل واحدة من أكثر الدول التي تعتمد على الدعم الغربي في مجالات عديدة، بدءًا من الأمن والدفاع وصولاً إلى الاقتصاد والدبلوماسية.
على مر العقود، تمكنت إسرائيل من ترسيخ مكانتها كدولة قوية في الشرق الأوسط، ليس فقط بفضل قوتها الذاتية، بل أيضاً نتيجة للدعم السياسي والعسكري والاقتصادي من القوى الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة.
السؤال الأهم: ماذا لو وجدت إسرائيل نفسها بدون هذا الدعم؟ هل ستتمكن من الصمود في بيئة إقليمية ودولية غير صديقة؟
منذ نشأتها عام 1948، استفادت إسرائيل من الدعم العسكري الغربي الذي منحها التفوق النوعي على جيرانها.
تقدم الولايات المتحدة، على سبيل المثال، مليارات الدولارات سنويًا في شكل مساعدات عسكرية.
هذه الأموال تُستخدم لتحديث الترسانة الإسرائيلية، بما في ذلك الطائرات المقاتلة المتطورة، أنظمة الدفاع الجوي، والتكنولوجيا العسكرية.
اقتصاديًا، تستفيد إسرائيل من دعم الغرب عبر اتفاقيات تجارية، استثمارات، وعلاقات اقتصادية وثيقة.
هذا الدعم يجعلها في مأمن من الأزمات الاقتصادية الحادة ويعزز قدرتها على تمويل عملياتها العسكرية.
الجرائم الحربية لدولة الاحتلال تحت الحماية الدولية، فمنذ عقود، تعرضت إسرائيل لاتهامات بارتكاب جرائم حرب، خصوصًا في الصراعات مع الفلسطينيين.
تشمل هذه الاتهامات استخدام القوة المفرطة، استهداف المدنيين، وتدمير البنية التحتية.
ورغم وجود تقارير دولية تدين هذه الانتهاكات، فإن إسرائيل نادرًا ما تواجه تبعات قانونية بسبب الحماية السياسية التي توفرها الدول الغربية، خاصةً في مجلس الأمن من خلال حق النقض (الفيتو).
لو فقدت إسرائيل هذه الحماية، ستصبح عُرضة للمساءلة الدولية، خاصة أمام محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية، وسوف تجد قرارات الإدانة طريقها للتنفيذ.
هذا قد يؤدي إلى تآكل شرعيتها الدولية وإضعاف قدرتها على مواصلة سياساتها العسكرية والسياسية بنفس الأسلوب الحالي.
والسؤال هل تستطيع إسرائيل الصمود بدون الغرب؟ إسرائيل تتمتع بعدد من المزايا الذاتية التي يمكن أن تساعدها على البقاء، مثل قوة جيشها، اقتصادها المتقدم، وقدرتها على الابتكار التكنولوجي، لكنها تواجه تحديات كبيرة في حال غياب الحماية الغربية منها:
* الأمن العسكري: إسرائيل محاطة بجيران يرفضون وجودها، ودون التفوق العسكري النوعي الذي يوفره الغرب، قد تجد صعوبة في الحفاظ على تفوقها الاستراتيجي.
* العزلة الدبلوماسية: ستفقد إسرائيل دعمًا دبلوماسيًا كبيرًا كان يساعدها في صد الانتقادات الدولية وفي تعزيز علاقاتها مع دول أخرى.
* الأزمات الاقتصادية: غياب الاستثمارات والمساعدات الغربية سيؤثر بشكل كبير على اقتصادها، خصوصًا في ظل التكاليف المرتفعة للدفاع والسيطرة على الأراضي المحتلة.
باختصار.. إسرائيل بدون الحماية الغربية ستكون أضعف بكثير مما هي عليه الآن. فقدان الدعم العسكري والسياسي سيجعلها أكثر عرضة للضغوط الدولية والمحاسبة على سياساتها وجرائمها، مما قد يُعيد تشكيل التوازن الإقليمي في الشرق الأوسط. في النهاية، ويبقى السؤال الحقيقي ليس فقط ما إذا كانت إسرائيل تستطيع الصمود، بل كيف ستواجه عالمًا بلا ضمانات غربية؟
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية