نون والقلم

حسين حلمي يكتب: محاولات الهروب

من أروع العبارات التي جاءت في مسرحية «القضية» للكاتب الكبير «لطفي الخولي».. «أقفل الشباك ولا أفتحه» تلك المسرحية التي أذاعها التليفزيون المصري أكثر من مرة.  

وقد علق كاتب المسرحية على تلك العبارة في مقال له نشر في مجلة الطليعة، ذكر فيه أن تلك العبارة ترسخت في وجدان الناس، وهي تعبير عن رأيه في الحيرة التي يقع فيها الشخص العادي أمام القوانين التي تتغير وتتبدل بشكل لا يستوعبها.  

الأمر الذي أصبح معه الإنسان المصري يعيش غريباً عن القانون والدولة، سواء سلطة الدولة أو سلطة الحكومة أو سلطة القضاء أو أي سلطة أخرى، كما لو كان يعيش خارج هذه النظم، فالمواطن العادي أصبح لا يعرف أين تبدأ حقوقه، في الوقت المُطالب فيه بتحقيق كافة الالتزامات التي عليه دون مناقشة، حتى لو كانت تلك الالتزامات متعارضة مع بعضها، ففي حالة فتح الشباك غرامة وكذلك غرامة لو أغلق الشباك. 

ولقد تجاوز الأمر لتجاوز المواطن البسيط لتصل إلى المثقفين وأصحاب المهن المختلفة، فالجميع الآن لا يعرف ماذا تريد أي سلطة من تلك السلطات من الناس؛ لذلك لا تلوم الناس في الانسحاب ومحاولات الهروب من البلد بعد أن قفل الشباك على يده ولا يستطيع فتحه، وانتشر بينهم اللامبالاة والإحساس بما يدور حولهم. 

لم نقصد أحداً!! 

للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا 

 

 t –  F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر  لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية 

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى