يحاول «هوكشتاين» مبعوث بايدن أن يحقق شيئاً قبل أن يصبح هو ورئيسه وكل هذا الطاقم الحاكم في البيت الأبيض خارج الخدمة، ليس خدمة للسلام، بل محاولة يائسة لإزالة السواد الذي طمس صفحة الرئيس.
النية الحسنة مطلوبة حتى في السياسة، وعليها تبنى كل التحركات، المهم أنها متوافرة لدى من يريد أن يكون وسيطاً، فالنية هي التي ترسم الهدف، وهي التي تدفع صاحبها نحو تحقيقه، فإذا غابت كان الفشل هو النتيجة.
يحاول «هوكشتاين» أن يستنسخ هنري كيسنجر، ذلك الذي أسس قاعدة «الجولات المكوكية» لإنهاء الأزمات السياسية، عندما كان وزيراً للخارجية الأمريكية في عهد ريتشارد نيكسون، الرئيس الذي استطاع أن يحقق وقفاً لإطلاق النار في حرب 1973، هنا في الشرق الأوسط، رغم أنه لم يكن محايداً، بل مسانداً لإسرائيل.
ولكنه انطلق من النية الحسنة، ووضع أمام ناظريه هدفاً واحداً، وهو إنهاء الحرب قبل أن تتسع دائرتها، وقد نجح لأن مبعوثه كان يتحدث بلسان أمريكي، ورؤيته قائمة على رؤية أمريكا، وليس على الانتماء الديني أو الرؤية الشخصية المنحازة، وهي التي أفشلت «بلينكن» وزير خارجية بايدن خلال 13 زيارة للمنطقة خلال سنة الحرب في غزة، فشل «بلينكن» لأنه أعلن انحيازه لطرف في زيارته الأولى، فأحرق ورقة التفويض التي منحت له بصفته وزيراً لخارجية الولايات المتحدة الأمريكية!
بايدن ليس نيكسون، وبلينكن وهوكشتاين ليسا هنري كيسنجر، الثلاثة لا يملكون «جينات» المسؤول الحريص على المصالح العليا لبلاده، ولا يتحلون بمتطلبات الوساطة النزيهة، فهم لا يزالون يراوحون في أماكنهم، ويخشون من إعلان الفشل، فهذه الفرصة الأخيرة ليعيدوا الاعتبار لرئيس أضاع كل الفرص التي كانت بين يديه، ولوزير لم يخرج من «عباءة» الانتماء العقائدي، ومبعوث قيل له إن الحل في تطبيق شروط إسرائيل، ولا أحد غير إسرائيل، حتى لو انتقصت من سيادة لبنان!
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية