انطلقت الانتخابات الرئاسية الأمريكية، صباح اليوم الثلاثاء 5 نوفمبر 2024، وسط منافسة حامية الوطيس بين الرئيس السابق دونالد ترامب، ونائبة الرئيس الحالية كامالا هاريس.
وأدلى الرئيس السابق دونالد ترامب صباح اليوم وزوجته ميلانيا ترامب بصوتيهما في الانتخابات الرئاسية الأمريكية في مدينة بالم بيتش، فلوريدا.
ووجه مرشح الحزب الجمهوري دونالد ترامب رسالة إلى الناخبين عقب الإدلاء بصوته لم تخل من هجوم على الديمقراطيين.
وصرح ترامب للصحفيين قائلاً: «أعتقد أن هذه الحملة كانت الأفضل من بين الثلاثة التي خضتها».
وأضاف: «ندير حملة رائعة، وأعتقد أنها أفضل حملة قمنا بها».
وقال إنه إذا كانت النتائج منصفة، سأقر بها على كل حال. وسأعترف بالهزيمة إن كانت الانتخابات عادلة.
وأوضح أنه لم يحضر خطابا للنصر بعد لكنه مستعد لذلك.
وأشار ترامب إلى أنه لا يدعم العنف، قائلا إن أنصاره أيضا لا يؤيدون العنف.
وفتحت مراكز الاقتراع أبوابها في أنحاء الولايات المتحدة، ليختار الناخبون ترامب أو منافسته الديمقراطية كامالا هاريس، لكي يكون رئيسا لبلادهم خلال الأعوام الأربعة المقبلة.
وكان التصويت المبكر قد بدأ بالفعل قبل أسابيع في الكثير من الولايات، مما سمح للسكان بالتصويت بصفة شخصية في مواقع مخصصة، أو عن طريق إرسال التصويت بالبريد.
وحسبما نقلته وسائل إعلام أمريكية عن إحصاءات صادرة عن مسؤولي الانتخابات ومراكز الأبحاث، فإن هناك أكثر من 75 مليون شخص قد اتخذوا قرارهم بالفعل.
وفي المجمل، هناك نحو 240 مليون شخص يحق لهم التصويت في انتخابات الرئاسة الأمريكية.
من جهة أخرى، حضت المرشحة الديمقراطية للبيت الأبيض كامالا هاريس الأميركيين على «الإدلاء بأصواتهم» في الانتخابات الرئاسية، الثلاثاء، مشيرة إلى أنها أدلت بصوتها عبر البريد الالكتروني في انتخابات الرئاسة التي تواجه فيها الرئيس السابق دونالد ترامب يوم الأحد الماضي.
وقالت نائبة الرئيس «أشجع الجميع على إنجاز المهمة، اليوم يوم التصويت، مشيرة إلى «الرؤيتين المختلفتين تماما لمستقبل الأمة» المطروحتين على الناخبين».
وأدلى أكثر من 80 مليون ناخب أمريكي بأصواتهم بالطرق المختلفة المتاحة في موسم التصويت المبكر الذي استمر لمدة أسابيع والذي تميز بعملية سلسة نسبياً.
وخلال عملية التصويت، كانت هناك حوادث متفرقة، من بينها نقص بطاقات الاقتراع بالبريد (كما هو الحال في بنسلفانيا).. كما تم تسجيل حادث أو أكثر لحرق صناديق تصويت مبكر ما أسفر عن تدمير مئات بطاقات الاقتراع.
وبحسب مختبر الانتخابات بجامعة فلوريدا، فإن نحو 45 مليوناً قاموا بالتصويت مبكراً شخصياً، بينما نحو 38 مليوناً آخرين قاموا بالتصويت عبر البريد.
أعطال ومشكلات لوجستية
في سياق متصل، واجه ناخبون اليوم الثلاثاء مشكلات تصويت «محدودة» في بعض الولايات، صباح اليوم منها أعطال ومشكلات لوجيستية ومشكلات خاصة بالطقس.
في أحد مراكز الاقتراع بولاية ميزوري، حيث تسببت الفيضانات في انقطاع التيار الكهربائي عن المركز.. كما تم إغلاق عشرات الطرق الرئيسية في الولاية. وفي ألاباما، تم اكتشاف صفحة مفقودة في بطاقة الاقتراع، ما دفع إلى طباعة بطاقات طارئة.
أما في فلوريدا، تعرض موقع معلومات الناخبين لمشكلات، عندما حاول الناخبون التحقق من حالة تسجيلهم. وفي مقاطعة كامبريا في ولاية بنسلفانيا، تعطلت أجهزة مسح الأصوات، مما تسبب في بعض التعقيدات للناخبين في الصباح في مقاطعة ذات أغلبية حمراء في الولاية الرئيسية المتأرجحة.
لحظة فاصلة
وتعتبر هذه الانتخابات لحظة فاصلة، حيث تتقاطع فيها القضايا الاقتصادية والسياسية والاجتماعية وسط تقارب واضح بين المرشحين تُظهره استطلاعات الرأي، مما يجعل تداعياتها على الأسواق الاقتصادية محط ترقب كبير.
رؤيتين مختلفتين
ويطرح ترامب وهاريس رؤيتين مختلفتين للاقتصاد الأمريكي، حيث يركز ترامب على تعزيز السياسات التي تستهدف خفض الضرائب عن الشركات والأفراد، وتحفيز الاقتصاد من خلال دعم قطاعات التصنيع والطاقة التقليدية، علاوة على التوسع في فرض التعرفات الجمركية، مشيرًا إلى أن سياساته السابقة قادت إلى مستويات تاريخية من التوظيف والنمو الاقتصادي.
في المقابل، تسعى هاريس إلى تحقيق إصلاحات اقتصادية واسعة النطاق من خلال استثمارات ضخمة في البنية التحتية الخضراء، إلى جانب تعزيز التشريعات التي تدعم القوى العاملة وحقوق العمال. وتروج في حملتها لسياسات زيادة الضرائب على الأثرياء والشركات الكبرى لتمويل برامج اجتماعية أوسع، بما في ذلك التعليم والرعاية الصحية.
تشمل الملفات الاقتصادية التي تتصدر الحملة الانتخابية قضايا مثل: التضخم، في وقت شكل فيه ارتفاع معدلات التضخم في عهد الرئيس جو بايدن هاجساً لدى الناخبين.
تضاف إلى ذلك ملفات البطالة، إذ يرى ترامب أن تعزيز سياسات الأعمال الحرّة وتقليل القيود سيخلق فرص عمل جديدة، بينما تعتمد هاريس على سياسات دعم الوظائف الخضراء والمشاريع المستدامة كحلٍ لتعزيز التوظيف.
من بين القضايا الأساسية، قضية الدين العام، الذي بلغ مستويات قياسية، في وقت يتباين فيه المرشحان حول كيفية معالجة الدين العام.
كما تفرض جملة من القضايا نفسها على السباق، من بينها قضية «الهجرة» وسط سياسة ترامب المتشددة حيال الهجرة، علاوة على قضايا الإجهاض والرعاية الصحية والسكن، وغيرها.
في ظل هذا السباق المتقارب، تبرز الولايات المتأرجحة كساحة حاسمة قد تحدد مصير الانتخابات، ما يجعل التوقعات صعبة ويضفي مزيداً من الضبابية على النتائج النهائية قبل ساعات قليلة من فتح صناديق الاقتراع.
تشير الاستطلاعات الأخيرة إلى أن حظوظ كلا المرشحين متقاربة للغاية، إذ أظهرت بعضها تقدماً طفيفاً لهاريس على ترامب، بينما أكدت أخرى وجود تعادل إحصائي بينهما.
يعكس هذا التنافس القوي انقساماً واضحاً في آراء الناخبين، حيث لا يزال عدد كبير من الناخبين المحتملين لم يحسم قراره بعد، ما يجعل النتائج غير مؤكدة ويضفي مزيداً من الإثارة على السباق نحو البيت الأبيض.
نون – نيويورك – أحمد عبد السميع
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية