من ترك محبوبه حرامًا فبُدِّل له حلالًا أو أعاضه الله خيرًا منه.
كما ترك يوسف الصديق عليه السلام امرأة العزيز لله، واختار السجن على الفاحشة، فعوضه الله: أن مكنه في الأرض يتبوأ منها حيث يشاء، وأتته المرأة صاغرةً سائلةً، راغبةً في الوصل الحلال، فتزوجها، فلما دخل بها قال: هذا خيرٌ مما كنت تريدين.
وتأمل كيف جزاه الله سبحانه وتعالى على ضيق السجن: أن مكنه في الأرض ينزل منها حيث يشاء، وأذل له العزيز، وامرأته، وأقرت المرأة والنسوة ببراءته، وهذه سنته تعالي في عباده قديمًا وحديثًا إلى يوم القيامة.
ولما عقر سليمان بن داوود عليهما السلام – الخيل التي شغلته عن صلاة العصر حتى غابت الشمس غضبًا لله، أعاضه الله عنها الريح يركب هو وعسكره على متنها حيث أراد.
ولما ترك المهاجرون ديارهم لله تعالى، وأوطانهم التي هي أحبُّ شيء إليهم أعاضهم الله أن فتح عليهم الدنيا، وملكهم شرق الأرض وغربها.
ولو اتقى الله السارق، وترك سرقة المال المعصوم لله، لآتاه الله مثله حلالًا.
قال تعالى: (ومن يتق الله يجعل له مخرجًا. ويرزقه من حيث لا يحتسب) سورة الطلاق
وكذلك الزاني لو ترك ركوبَ ذلك الفرج حرامًا لله؛ لأثابه الله بركوبه، أو ركوب ما هو خيرٌ منه حلالًا.
عن حذيفة بن اليمان _رضي الله عنهما _قال: قال رسول الله صل الله عليه وسلم: (النظر إلى المرأة سهمٌ من سهام إبليس مسمومٌ، من تركه خوف الله؛ أثابه الله إيمانًا يجد حلاوته في قلبه)
وعن علي رضي الله عنه _قال: قال رسول الله صل الله عليه وسلم :(نظرُ الرجل في محاسن المرأة سهمٌ من سهام إبليس مسمومٌ، فمن أعرض عن ذلك السهم أعقبه الله عباده تسرُّه).
وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: كان شابٌ على عهد عمر بن الخطاب _رضي الله عنه _ملازمًا للمسجد والعبادة، فهويته جارية، فحدَّث نفسه بها، ثم إنَّه تذكر، وجُلِّيَ عن قلبه! وحضرته هذه الآية: (إِنِّ الذين اتَّقَوا إذا مسهم طائفٌ من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون) سورة الأعراف.
فشهق شهقةً غُشِيَ عليه منها، فجاء عمٌّ له، فحمله إلى بيته، فلما أفاق، قال: يا عمُّ! انطلق إلى عمر، فأقرأه مني السلام، وقل له: ما جزاء من خاف مقام ربه؟ فأخبر عمر، فأتاه وقد مات.
فوقف على قبره، فنادى: يا فلان: (ولمن خاف مقام ربه جنتان) سورة الرحمن.
فسمع صوتًا من داخل القبر: قد أعطاني ربي يا عمر!
وقال أبو هريرة وابن عباس (رضي الله عنهما) خطب رسول الله صل الله عليه وسلم قبل وفاته فقال في خطبته: (ومن قدر على امرأةٍ أو جاريةٍ حرامًا، فتركها مخافةً من الله آمنه الله يوم الفزع الأكبر، وحرمه على النار، وأدخله الجنة).
وقال قتادة _رضي الله عنه:
ذُكرَ لنا أنّ نبيَّ الله (صل الله عليه وسلم) كان يقول: (لا يقدر رجلٌ على حرام؛ ثم يدعه، ليس به إلا مخافة الله عز وجل _إلا أبدله الله في عاجل الدنيا قبل الآخرة ما هو خيرٌ له من ذلك).
وقال مالك بن دينار: جنات النعيم بين جنات الفردوس وبين جنات عدن، فيها جوارٍ خُلِقْنَ من ورد الجنة، يسكنها الذين همُّوا بالمعاصي، فلما ذكروا الله عز وجل؛ راقبوه، فانثنت رقابهم من خشية الله عز وجل.
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية
الناس كأبل مائة لا تكاد ترى فيها راحلة كما يقول نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم ، وأنت راحلة نجيبة مجتهدة، نفع الله بك